إذا وجد أحدكم في صلاته رزءا فلينصرف فليتوضأ

الخشوعُ روحُ الصَّلاةِ، وهذا يَحتاجُ مِن الإنسانِ أن يُفرِّغَ قَلْبَه مِن الشَّواغِلِ الَّتي ستُلْهِيه عنها، ومِن ذلكَ مُدافَعةُ البَوْلِ والغائِطِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا وَجَدَ أحَدُكم في صَلاتِه رِزءًا" وفي روايةٍ: "رِزًّا" الرِّزُّ فِي الأصْلِ: الصَّوتُ الخَفِيُّ، ويُريدُ بِهِ القَرْقَرةَ، وَقِيلَ: هُوَ غَمْزُ الحدَثِ وحَرَكتُه للخرُوجِ، ومِثلُ هذا يَجعَلُ المُصَلِّيَ في انشِغالٍ بمُدافعَةِ الحَدَثِ، "فلْينصَرِفْ فلْيَتوضَّأْ" والأمْرُ بالوُضوءِ هو على سَبيلِ الأوْلى لمَن أرادَ أنْ يخشَعَ في صَلاتِه، والمُرادُ أنْ يذهَبَ ليُفرِغَ ما بطنِه ثم يتوضَّأَ؛ وإلَّا فليس بواجبٍ إنْ لَمْ يَخرُجِ الحَدَثُ، وعلى هذا فينبغي لِمَن وجَد ذلك أنْ يُفرِّغَ نفسَه مِن الشَّواغلِ؛ حتَّى يُصلِّيَ خاليًا ممَّا يُشوِّشُ عليه؛ حتى يتفرَّغَ قَلْبُه للعبادَةِ بخُشوعٍ، وهذا الحديثُ في مَن يَجِدُ ذلك في صَلاتِه، فمِن بابِ أوْلى لمن يتجهَّزُ للدُّخولِ في الصَّلاةِ ويَجِدُ مِثلَ هذا، فلْيَتخلَّصْ منه قبلَ الصَّلاةِ .