حديث فبلغت يومئذ ستة عشر سهما فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عمرو بن عبسة

«حاصَرْنا مع نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِصنَ الطائفِ، فسمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن بَلَغَ بسَهمٍ فله درجةٌ في الجَنَّةِ. قال: فبلَّغْتُ يَومَئذٍ ستَّةَ عَشَرَ سَهمًا، فسمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن رَمى بسَهمٍ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ فهو عِدْلُ مُحَرَّرٍ، ومَن شابَ شَيْبةً في سبيلِ اللهِ، كانت له نورًا يَومَ القيامةِ، وأَيُّما رجُلٍ مُسلِمٍ أَعتَقَ رجُلًا مُسلِمًا، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جاعِلٌ وَفاءَ كلِّ عَظْمٍ مِن عِظامِه عَظْمًا مِن عِظامِ مُحَرِّرِه مِنَ النارِ، وأَيُّما امْرأةٍ مُسلِمةٍ أَعتَقَتِ امْرأةً مُسلِمةً، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جاعِلٌ وَفاءَ كلِّ عَظْمٍ مِن عِظامِها عَظْمًا مِن عِظامِ مُحَرِّرِها مِنَ النارِ.»

مسند الإمام أحمد
عمرو بن عبسة
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 17022 - أخرجه أبو داود (3966) مختصرا بنحوه، والترمذي (1638) مختصرا، والنسائي (3145) مختصرا باختلاف يسير، وأحمد (17022) واللفظ له

شرح حديث حاصرنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف فسمعت رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

في هذا الحَديثِ يُعدِّدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبوابَ الفَضلِ والخَيرِ التي يَنبَغي أنْ يَحرِصَ عليها المُسلِمُ في تَحصيلِ الأجْرِ والثَّوابِ العَظيمِ، وفه يقولُ أبو نَجيحٍ عَمرُو بنُ عَبَسةَ السُّلَميُّ رَضيَ اللهُ عنه: "حاصَرْنا مع نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِصنَ الطائِفِ" وكان بها قَبيلةُ ثَقيفٍ آنَذاكَ، "فسَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: مَن بَلَغَ بسَهمٍ" أوصَلَه إلى كافِرٍ وأصابَه به "فله دَرَجةٌ في الجَنَّةِ" يَكونُ جَزاؤُه أنْ يُعطى دَرَجةً ومَنزِلةً في الجَنَّةِ، ويَحتَمِلُ أنْ يَكونَ المَعنى: مَن وَصَلَ وبَلَغَ مَكانَ الحَربِ ومعه سَهمٌ فهو له دَرَجةٌ في الجَنَّةِ، والدَّرجةُ هي المَنزِلةُ والمَكانةُ والرِّفعةُ في مُستَوياتِ الجَنَّةِ.
قال أبو نَجيحٍ عَمرُو بنُ عَبَسةَ السُّلَميُّ: "فبَلَّغتُ يَومَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهمًا"، وفي هذا بَيانٌ لِكَثرةِ ما أصابَ في المُشرِكينَ، وما يَطمَعُ بها في نَيلِ سِتَّ عَشرةَ دَرَجةً في الجَنَّةِ، "فسَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: مَن رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ" فضَرَبَ به، سواءٌ أصابَ أم لم يُصِبْ به، "فهو عَدلُ مُحَرِّرٍ"، أي: فيَكونُ له أجْرُ مَن أعتَقَ رَقَبةً للهِ عَزَّ وجَلَّ، وثَوابُه.
"ومَن شابَ شَيبةً في سَبيلِ اللهِ" مَنِ استَوطَنَ الجِهادَ والغَزوَ حتى يَبدُوَ الشَّيبُ في شَعرِ رَأْسِه أو لِحيَتِه، وقيلَ: سواءٌ كان في الغَزوِ أمِ الحَجِّ أم طَلَبِ العِلْمِ، أم في الإسلامِ، كما في رِوايةٍ أُخرى، "كانَتْ له نُورًا يَومَ القِيامةِ" كان أجْرُه بكُلِّ شَيبةٍ أنْ يَجعَلَ اللهُ له نُورًا يُضيءُ له ظُلُماتِ يَومِ القِيامةِ.
"وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ أعتَقَ رَجُلًا مُسلِمًا" حَرَّرَ مَملوكًا مِن عُبوديَّتِه؛ "فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ جاعِلٌ وَفاءَ كُلِّ عَظمٍ مِن عِظامِه عَظمًا مِن عِظامِ مُحَرِّرِه مِنَ النارِ"، والمَعنى أنَّه يَكونُ له فِداءً مِنَ النارِ، فالمُسلِمُ إذا أعتَقَ رَجُلًا مُسلِمًا، يَفدي اللهُ كُلَّ عُضوٍ مِنَ المُعتِقِ بكُلِّ عُضوٍ مِنَ المُعتَقِ، وكان له مِنَ الأجْرِ فِكاكُه مِنَ النارِ، ونَصَّ على المُسلِمِ؛ لِأنَّ عِتقَه أنفَعُ وأفضَلُ، بخِلافِ الكافِرِ، ثم بَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النِّساءَ كذلك لهُنَّ الأجْرُ نَفْسُه، فقال: "وأيُّما امرأةٍ مُسلِمةٍ أعتَقَتِ امرأةً مُسلِمةً؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ جاعِلٌ وَفاءَ كُلِّ عَظمٍ مِن عِظامِها عَظمًا مِن عِظامِ مُحَرَّرِها مِنَ النارِ" فيَكونُ عِتقُها لِأمَةٍ مُسلِمةٍ سَبَبًا في عِتقِها مِنَ النارِ.
وقد قيلَ: عِتقُ الرِّجالِ أفضَلُ وأكمَلُ وأعظَمُ في الأجْرِ؛ نَظَرًا لِأنَّ فَوائِدَه أكبَرُ، مِن جِهةِ ما عِندَ الرَّجُلِ مِنَ القُدرةِ والفائِدةِ التي تَحصُلُ مِنَ الرِّجالِ في الأُمورِ المَطلوبةِ منهم، وقد وَرَدَ أنَّ عِتقَ امرأتَيْنِ يُعادِلُ عِتقَ رَجُلٍ واحِدٍ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ الرَّميِ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ عِتقِ الرِّقابِ المُسلِمةِ.
وفيه: فَضلُ مَن شابَ وهو على الجِهادِ، وفيه الحَثُّ عليه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده قال فقلت يا
مسند الإمام أحمديأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقال انظروا فإن كانت
مسند الإمام أحمدكنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقصع بجرتها
مسند الإمام أحمدإن كان عمر لمن أهل الجنة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدحديثان بلغاني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفت أني قد
مسند الإمام أحمدعن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن رجال من الأنصار من أصحاب
مسند الإمام أحمدثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله عز وجل من له سهم في الإسلام
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة
مسند الإمام أحمدقلت لعطاء سمعت ابن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بالدخول قال
مسند الإمام أحمدكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال إنكم إن
مسند الإمام أحمدليلة القدر في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله يغفر له
مسند الإمام أحمدعن عبد الله بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب