حديث ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت

أحاديث نبوية | تخريج سنن أبي داود | حديث أبو هريرة

«"ويلٌ للأُمراءِ، ويلٌ للعُرَفاءِ، ويلٌ للأُمناءِ، لَيَتمنَّيَنَّ أقوامٌ يومَ القيامةِ أنَّ ذوائبَهم كانتْ معلَّقةً بالثُّريَّا، يَتذَبْذبونَ بينَ السماءِ والأرضِ، ولم يكونوا عَمِلوا على شيءٍ".»

تخريج سنن أبي داود
أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج سنن أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 4/559 -

شرح حديث ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الإمارةُ وغَيرُها مِنَ الوِلاياتِ والمسؤوليَّاتِ الَّتي لا يَنتظِمُ صَلاحُ النَّاسِ، ولا يَتِمُّ مَعاشُهُم دونَها، والَّتي ظاهرُها أنَّ أصْحابَها مأْجورونَ عليها، إلَّا أنَّ فيها خطَرًا، والقيامُ بحُقوقِها عَسيرٌ، فلا يَنبَغي للعاقلِ أنْ يَقتحِمَ عليها، ويَميلَ بطبْعِه إليها؛ فإنَّ مَن زلَّتْ قَدَمُه فيها عنِ الصَّوابِ، وحَقيقةِ ما أقامَ نفْسَه فيه؛ قدْ يَندفِعُ بها إلى فِتَنٍ تُودِي به إلى عَذابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( الأُمَراءَ )؛ جمْعُ أَميرٍ؛ وهو كلُّ مَن ولِيَ أمْرًا مِن أُمورِ المسلِمينَ، ( والعُرَفاءَ )؛ جمعُ عَريفٍ؛ وهو القَيِّمُ بأمْرِ القَبيلةِ، وهو مَن يَلي الأَميرَ، ويَعرِفُ الأَميرُ منه أحْوالَ الرَّعيَّةِ، ومِثلُه رُؤَساءُ القُرَى، وأرْبابُ الوِلاياتِ، ( والأُمَناءَ )؛ جمعُ أَمينٍ؛ وهو مَنِ ائتَمنَه الإمامُ على الصَّدَقاتِ، والخَراجِ، وسائرِ أُمورِ المسلِمينَ، ويَشمَلُ بعُمومِه كلَّ مَنِ ائتَمنَه غَيرُه على مالٍ، ومنْهم وَصِيُّ الأَيْتامِ، وناظرُ الأَوْقافِ، ونَحوُهُما.
فيُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هؤلاءِ الثَّلاثةَ بالوَيْلِ؛ وهو الحزنُ والهَلاكُ والمَشقَّةُ مِنَ العذابِ يَومَ القيامةِ، وقدْ ورَدَ أنَّ الوَيْلَ وادٍ في جَهنَّمَ يَهوِي فيه الكافرُ أَرْبعينَ خَريفًا قبْلَ أنْ يَبلُغَ قَعْرَه.
وإنَّما يَختصُّ هذا التَّحذيرُبالظَّالِمينَ أو الضُّعَفاءِ منهم؛ لِمَا تَتطلَّبُ مَواقعُهُم ومَسؤوليَّاتُهم مِنَ القُوَّةِ، والعدْلِ، والتَّسويةِ، وعدَمِ الخِيانةِ، وتَرْكِ التَّسلُّطِ بظُلْمٍ على أحَدٍ، وهي أُمورٌ يَصعُبُ جَمعُها إلَّا مَن يَمُنُّ اللهُ عليه بذلكَ؛ فيكونُ قادرًا على القيامِ بواجبِ مَسْؤوليَّتِه الَّذي خوَّلَه اللهُ فيه، فقدْ جاء في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «سَبْعةٌ يُظِلُّهُم اللهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمامُ العادلُ...»؛ والمُرادُ به: صاحِبُ الوِلايةِ العُظمى، ويَلتحِقُ به كلُّ مَن وَلِيَ شيئًا مِن أُمورِ المُسلمينَ فعدَلَ فيه، واتَّبَعَ أمْرَ اللهِ بوضْعِ كلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه مِن غيرِ إفراطٍ ولا تَفريطٍ، كما قالَ اللهُ تَعالَى عنهم: { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [ الحج: 41 ].
ثُمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لَيَتمَنَّيَنَّ أَقْوامٌ يَومَ القيامةِ»؛ والمرادُ بهم: الأُمَراءُ، والعُرَفاءُ، والأُمَناءُ، ومَن كان في مِثلِ مَسؤوليَّاتِهم، «أنَّ ذَوائبَهُم»؛ وهو شعَرُ مُقدَّمِ الرَّأْسِ، وفي رِوايةِ البَيْهَقيِّ: «نَواصِيَهُم»؛ جَمعُ ناصيةٍ؛ وهي مُقدَّمُ الرَّأسِ ( الجَبْهةُ )، «كانتْ مُعلَّقةً بالثُّرَيَّا»؛ وهو النَّجْمُ المَعْروفُ، وهو يَطلُعُ معَ الفَجْرِ أوَّلَ فَصلِ الصَّيفِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ في بِلادِ الحِجازِ وابتداءِ نُضْجِ الثِّمارِ، «يَتذبذَبونَ»؛ أي: يَتردَّدونُ ويَتحرَّكونَ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ؛ والمعنى: أنَّه لَمَّا رأَى الأُمَراءُ والعُرَفاءُ والأُمَناءُ الَّذينَ ظَلَموا وخانوا في عَمَلِهِم عَذابَ اللهِ يَومَ القيامةِ، نَدِموا على ما عَمِلوا، ويَقولونَ: يا لَيتَنا كنَّا في الدُّنْيا مُعلَّقينَ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، مُعذَّبينَ، ولمْ يَلُوا ما تَولَّوهُ مِن عَمَلِ الَّذي أفْضَى بِهِم إلى هذا العذابِ؛ فإنَّ مَن قام بها حقَّ القيامِ، وتَجنَّبَ فيها الظُّلمَ والحَيفَ؛ استَحقَّ به الثَّوابَ، ومَن عَمِلَ في رَعيَّتِه غَيْرَ ذلكَ استَحقَّ العقابَ يَومَ القيامةِ.
وفي الحَديثِ: ذمُّ الحِرصِ على تَولِّي الإمارةِ ونَحوِها.
وفيه: بَيانُ سُوءِ عاقِبةِ مَن تولَّى أُمورَ النَّاسِ، ولمْ يَقُمْ بِحُقوقِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج شرح الطحاويةما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وما سكت
مسند الإمام أحمدكنت جالسا عند عبد الله بن عمر فقال أتى رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدعن ابن عمر أنه خطب إلى نسيب له ابنته قال فكان هوى أم
مسند الإمام أحمدحدثني القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله بن
مسند الإمام أحمدكنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير كان أبو لبابة وعلي بن أبي
مسند الإمام أحمدعن السدي أنه سمع مرة أنه سمع عبد الله قال لي شعبة ورفعه
مسند الإمام أحمدلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط
مسند الإمام أحمدجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن
مسند الإمام أحمدلعن الله من غير تخوم الأرض لعن الله من ذبح لغير الله لعن
مسند الإمام أحمدسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له فرطان من
مسند الإمام أحمدإذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء قال فقال رجل
مسند الإمام أحمدكان يأمر بقتل الحيات ويقول من تركهن خشية أو مخافة تأثير فليس منا قال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب