﴿ ۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾
[ البقرة: 158]
سورة : البقرة - Al-Baqarah
- الجزء : ( 2 )
-
الصفحة: ( 24 )
Verily! As-Safa and Al-Marwah (two mountains in Makkah) are of the Symbols of Allah. So it is not a sin on him who perform Hajj or 'Umrah (pilgrimage) of the House (the Ka'bah at Makkah) to perform the going (Tawaf) between them (As-Safa and Al-Marwah). And whoever does good voluntarily, then verily, Allah is All-Recogniser, All-Knower.
شعائر الله : معالم دينه في الحجّ و العمرة
اعتمر : زار البيت المعظّم على الوجه المشروع
فلا جناح عليه : فلا إثم عليه
يطّوّف بهما : يدور بهما و يسعى بينهماإن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا، فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما، بل يجب عليه ذلك، ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى، فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير، عليم بأعمال عباده فلا يضعها، ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا - تفسير السعدي
يخبر تعالى أن الصفا والمروة وهما معروفان { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } أي أعلام دينه الظاهرة, التي تعبد الله بها عباده, وإذا كانا من شعائر الله, فقد أمر الله بتعظيم شعائره فقال: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } فدل مجموع النصين أنهما من شعائر الله, وأن تعظيم شعائره, من تقوى القلوب.
والتقوى واجبة على كل مكلف, وذلك يدل على أن السعي بهما فرض لازم للحج والعمرة, كما عليه الجمهور, ودلت عليه الأحاديث النبوية وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " خذوا عني مناسككم " { فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } هذا دفع لوهم من توهم وتحرج من المسلمين عن الطواف بينهما, لكونهما في الجاهلية تعبد عندهما الأصنام، فنفى تعالى الجناح لدفع هذا الوهم, لا لأنه غير لازم.
ودل تقييد نفي الجناح فيمن تطوف بهما في الحج والعمرة, أنه لا يتطوع بالسعي مفردا إلا مع انضمامه لحج أو عمرة، بخلاف الطواف بالبيت, فإنه يشرع مع العمرة والحج, وهو عبادة مفردة.
فأما السعي والوقوف بعرفة ومزدلفة, ورمي الجمار فإنها تتبع النسك، فلو فعلت غير تابعة للنسك, كانت بدعة, لأن البدعة نوعان: نوع يتعبد لله بعبادة, لم يشرعها أصلا، ونوع يتعبد له بعبادة قد شرعها على صفة مخصوصة, فتفعل على غير تلك الصفة, وهذا منه.
وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ }- أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى { خَيْرًا } من حج وعمرة, وطواف, وصلاة, وصوم وغير ذلك { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ } فدل هذا, على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله, ازداد خيره وكماله, ودرجته عند الله, لزيادة إيمانه.
ودل تقييد التطوع بالخير, أن من تطوع بالبدع, التي لم يشرعها الله ولا رسوله, أنه لا يحصل له إلا العناء, وليس بخير له, بل قد يكون شرا له إن كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل.
{ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } الشاكر والشكور, من أسماء الله تعالى, الذي يقبل من عباده اليسير من العمل, ويجازيهم عليه, العظيم من الأجر, الذي إذا قام عبده بأوامره, وامتثل طاعته, أعانه على ذلك, وأثنى عليه ومدحه, وجازاه في قلبه نورا وإيمانا, وسعة, وفي بدنه قوة ونشاطا, وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء, وفي أعماله زيادة توفيق.
ثم بعد ذلك, يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا, لم تنقصه هذه الأمور.
ومن شكره لعبده, أن من ترك شيئا لله, أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا, تقرب منه ذراعا, ومن تقرب منه ذراعا, تقرب منه باعا, ومن أتاه يمشي, أتاه هرولة, ومن عامله, ربح عليه أضعافا مضاعفة.
ومع أنه شاكر, فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل, بحسب نيته وإيمانه وتقواه, ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد, فلا يضيعها, بل يجدونها أوفر ما كانت, على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم.
تفسير الآية 158 - سورة البقرة
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن : الآية رقم 158 من سورة البقرة
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا - مكتوبة
الآية 158 من سورة البقرة بالرسم العثماني
﴿ ۞ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [ البقرة: 158]
﴿ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ﴾ [ البقرة: 158]
تحميل الآية 158 من البقرة صوت mp3
تدبر الآية: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا
قد عظَّم الله الشعائرَ بإضافتها إليه، فعظِّمها في نفسك، واستحضر في سعيكَ بين الصَّفا والمَروة حاجتَك إلى الله في غُفران ذنبك، واسأله أن يهديَكَ الصراط المستقيم، كما هدى هاجرَ عليها السلام.
ما أكرمَ ربَّنا إذ يشكرنا على ما نقدِّم لأنفسنا من طاعتنا له، فيُثيب سبحانه بالكثير على القليل! فهلَّا أخلصنا في عملنا وطاعاتنا لله المطَّلع على قلوبنا، العالم بنيَّاتنا؟
تأمَّل ما تُلقيه كلمة ﴿شاكِر﴾ من ظلال الرضا على فاعل الخير، وما توحيه أيضًا من الأدب الواجب عليه.
فإذا كان الله يشكر لك الخير، فما أنت صانعٌ لتوفِّيه حقَّه من الشكر؟!
شرح المفردات و معاني الكلمات : الصفا , والمروة , شعائر , الله , حج , البيت , اعتمر , جناح , يطوف , تطوع , خيرا , الله , شاكر , عليم , الصفا+والمروة , شعائر+الله , حج+البيت , ومن+تطوع+خيرا+فإن+الله+شاكر+عليم ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- عربا أترابا
- وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن
- فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون
- ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير
- أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون
- الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون
- لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد
- وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه
- بل الإنسان على نفسه بصيرة
- وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما
تحميل سورة البقرة mp3 :
سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, October 6, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب