قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الخلود في العذاب في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 39]
صُحبة النار هي صُحبة عذابٍ وشقاء، وهوانٍ وعناء، نعوذ بالله تعالى منها وممَّا قرَّب إليها من قولٍ أو عمل. |
﴿بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 81]
أجل إن السيِّئات لتُحيط بأصحابها إحاطةَ القيود بالأسير، فلا يزال يتعثَّر فيها كلَّما أراد المسير، فكيف بأشنعها وأخطرها؛ الشِّرك بالله العليِّ القدير؟! لكلِّ صاحب معصيةٍ رجاءٌ في رحمة الله تعالى، ما لم يُحِط به الشِّرك، فإذا أحاط به فقد هلك وخسر. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [البقرة: 162]
هذا العذابُ الذي لا يخفَّف عنهم، ولا يُمهَلون فيه، دونه كلُّ عذاب، إنهم منبوذون من العباد ومن ربِّ العباد، وهذا هو العذابُ المهين. |
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]
الإسلام يرعى حرُمات مَن يرعَون الحرُمات، ولا يسمح بأن تُتَّخذَ الحرُمات دروعًا يحتمي بها مَن ينتهكها ويرتكب كلَّ منكر ظانًّا أنه في منجاةٍ من القِصاص بحُجَّة صون الحرُمات. جريمة القتل مع عِظَمها تهون أمام جريمة الكفران، والصدِّ عن سبيل الرحمن، وتشريد أهل الهُدى والإيمان. إن كلَّ جريمة من هذه الجرائم أشدُّ ضررًا، وأعظم خطرًا. إن وجود الإسلام في الأرض فيه غيظٌ لأعداء الدِّين، ورعبٌ لهم في كلِّ حين، فهو من القوَّة بحيثُ يخشاه كلُّ مبطِل، ويرهبه كلُّ باغ، ويكرهه كلُّ مفسد. مع يقين الكفَّار في قرارة نفوسهم أن المؤمنين على الحقِّ، وأنهم منصورون، تراهم لا يفتَؤون يقاتلونهم ليردُّوهم عن دينهم، أوَليس المؤمنون أحقَّ بقتالهم دفاعًا عن دينهم، وإعلاءً لكلمة ربِّهم؟! أعظم غايات الكافرين وأسمى أمانيِّهم التي يقاتلون المسلمين للوصول إليها؛ أن يردُّوا المسلمَ عن دينه، ويفتنوه في عقيدته التي هي أغلى ما عنده. في لحظةٍ واحدة قد يحبَط عملك كلُّه، وتتلاشى جهودك كلُّها، فإيَّاك أن تأمنَ على نفسك، واحذر الردَّة واجتنب أسبابها. |
﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 257]
لو لم يكن من بركات الإيمان بالله تعالى إلا نيلُ وَلايته التي تنقل المؤمنَ من ظلمات الكفر والعصيان، إلى نور اليقين والإحسان، لكفى بها ثمرة. شتَّان بين مَن كان وليَّه اللهُ تعالى القادرُ الكامل الديَّان، ومَن كان وليَّه الأندادُ والأصنام والأوثان. جعل الكفرَ ظُلمةً؛ لأنه مانعٌ من الإدراك، فصاحبه يتخبَّط في الآثام. وجعل الإيمانَ نورًا؛ إذ به تمامُ الإدراك، فصاحبه ممتَّعٌّ بنور البصيرة في الدنيا، آمنٌ من وَحشة القبر وظُلمته في البَرزَخ، يسعى نورُه بين يديه ومن خلفِه يوم القيامة. هو نورٌ واحد، اهتدى به الأنبياء والصالحون، وبحسَب قرب العبد من ذلك النور، وبُعده عن فتن الشبُهات والشهَوات تكون وَلايةُ الله له. مَن أضلَّ الناسَ عن سبيل الله تعالى بإخراجهم إلى ما لا يرضاه طاغوتٌ من أولياء الشيطان. ما يزال الكفَرة وأولياؤهم يترَدَّون في درَكات الظلمات حتى يكونَ مستقرُّهم في ظلمات جهنَّم، وساءت مصيرًا. |
﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 275]
سلبَ المال عقولَ الفاسقين فطلبوه بكلِّ سبيل، وطاشت أحلامُهم فشبَّهوا البيعَ الحلال بالرِّبا الحرام، فكان جزاؤهم من جنس عملهم، بُعثوا كالمجانينَ يُصرَعون، كما كانوا في الحرام يتخبَّطون. لا يزال المُعرِض عن منهج الله سادرًا في غَيِّه وسوء تصوُّره، حتى يرى المحرَّمَ الصريح هو الأصلَ الذي تُحاكَم إليه الأشياء. يسوِّغ أصحاب الأهواء مقالاتهم الباطلة، ومعاملاتهم المحرَّمة، بحُجَج واهية، اتِّباعًا للهوى، وإعراضًا عن الهُدى. الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وما أبعدَ الفرقَ بينهما! ولكنَّ الآفة في اتِّباع الهوى، وعلى الداعية أن يَميزَ بين مَن هو أهلٌ للبيان والتعريف، ومَن هو مستحقٌّ للزجر والتخويف. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [آل عمران: 88]
حقيقٌ بالمرتدِّ المتنكِّب عن طريق الحقِّ بعد سلوكه أن تحلَّ عليه لعنةُ الله، فيُطردَ من رحمته في الدنيا ويُقامَ عليه الحد، ويُطردَ من رحمته في الآخرة وينالَ أشدَّ العذاب. ما أشأمَ الكفرَ على صاحبه؛ له المعيشةُ الضَّنك في الدنيا، والعذابُ الدائم يوم القيامة! لا إنظارَ لسماع الاعتذار ممَّن استحقَّ الخلود في النار، فما أسوأَه من مصير! نسأل الله تعالى السلامة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [آل عمران: 116]
إن الكافر حابطٌ عملُه، ومستوجبٌ للعذاب يوم القيامة، ولن تنفعَه أموالُه التي كان يستدفعُ بها الشدائدَ والكروب، ولا أولادُه الذين كان يستنصر بهم عند النوائب والخطوب. أصحاب الدنيا ومُؤثِروها اليوم هم أصحابُ النار وصالوها غدًا، فاختَر في دنياك ما تشاء صُحبتَه في أُخراك. |
﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [النساء: 14]
مَن أبى كبرياؤه الخضوعَ لحُكم الله وقَسْمه، والإذعانَ لقضائه وأمره، عوقبَ بالعذاب المُهين، جزاءً وِفاقًا. إنكار الأحكام الشرعيَّة أو تغييرُها وتعطيل العمل بها، طريقٌ يصل بصاحبه إلى جحيم عذابٍ خالد أليم، فليحذَر العاقل طريقًا هذه نهايته. |
﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 93]
القتل العمدُ للنفس المؤمنة هو الكبيرةُ التي لا تكفِّرها ديةٌ مسلَّمة، ولا عتقُ رقبةٍ مؤمنة، وإنما يُوكَل جزاؤها إلى الله الحكَم العدل، فيا ويلَ قاتلِ المؤمنين، من غضب ربِّ العالمين! قتل المؤمن عمدًا، يُورِد صاحبَه جهنَّم ويخلِّده فيها، مع غضب الله عليه، وإحلالِه لعنتَه به، وإعدادِه العذابَ العظيم له، ما لم يتُب توبةً صادقة قبل مماته. |
﴿إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا ﴾ [النساء: 169]
ما كان أغنى العبدَ عن ورود جهنَّم، وقد كان يمكنه تعديلُ المسار في حياته! فهل من مستيقظٍ قبل الندامة حين لا تنفع؟! لو أُدخل الإنسان جهنَّمَ لحظاتٍ معدودة لذاق من أهوالها ما لا يُطاق، فكيف بمَكثٍ أبدَ الآبدين؟! إذا هانت أوامرُ الله على الناس فكفروا به، وصدُّوا عن سبيله، وظلموا عبادَه، فما أهونَهم إذ ذاك عنده، وما أيسرَ عقابَهم حينئذٍ عليه! |
﴿تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ﴾ [المائدة: 80]
من صنيع مرضى القلوب في كلِّ زمان موالاةُ أعداء الدين، من المشركين والملحدين، ومناصرتُهم على المؤمنين، وقد عانى رسولُ الله ﷺ وصحابتُه بسببهم ما عانَوا. كثيرًا ما يُؤتى الإنسانُ من قِبَل نفسه، حين تسوِّل له الشرَّ وتزيِّنه، وتُغريه به وتَفتِنه، فطوبى له إن أدَّبها وربَّاها، وعلى مراقبة الله حمَلها وزكَّاها. لو رأى مُقارفُ المعاصي ما تَجنيه عليه من العقاب لاشتدَّ منها حذرُه، ولكن نعوذ بالله من الغفلة. |
﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ﴾ [الأنعام: 128]
حذارِ من أولياء الشيطان، ممَّن يَلبَسون لَبُوسَ أولياء الرحمن، عليهم مُسوحُ الحُملان، وقلوبُهم قلوبُ الذئاب، لا يغترُّ بهم إلا مَن قلَّ حظُّه من العلم والإيمان. إن العَلاقات التي لا تقومُ على تقوى الله وما أباحَه، ستنتهي بأصحابها إلى عاقبة السوء يوم القيامة. كلُّ متعةٍ تمنع لذةَ الآخرة، وتخلِّف آلامًا أعظمَ منها، فحريٌّ بالعاقل أن يتباعدَ عنها. بادر بالتضرُّع إلى الله، والفرصةُ مُواتية، والأيَّامُ باقية، ولا تنتظر يومًا لا تُقبَل فيه الأعذار. جلَّ شأنُ مَن أحكامُه كلُّها حكمةٌ وعدل، فإن قضى على عبدٍ بجهنَّمَ فقد جرى حكمُه عليه بما يستحقُّ. |
﴿قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الأعراف: 18]
ما عاند اللهَ تعالى معاندٌ إلا فاتَه الحمدُ والنصر، ولم يكن له من مآلٍ إلا الذمُّ والدَّحر. ليحذَر العاقلُ موالاةَ مَن لا يبالي بنجاة نفسه ونجاة مَن يواليه، ولا يفكِّر بنهاية شقائه المحتوم. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
ما أبعدَ المكذِّبين المستكبرين عن أن يكونوا وِجهةً للمقتدين! وما أقربَهم من كونهم قدوةً للضالِّين والمعرِضين! نار جهنَّمَ هي السجنُ المؤبَّد الذي حُكم به على المكذِّبين بآيات ربِّ العالمين، أما إنهم لو آمنوا وصدَّقوا لما صدرَ هذا الحكمُ في حقِّهم. |
﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ﴾ [التوبة: 17]
لا يَعمُر بيتَ الله إلا مَن عمَر التوحيدُ قلبَه، وقامت على الإخلاص والمتابعة عباداتُه. إن صورة أعمال المرء وحدَها لا قيمةَ لها، فقد يكون ظاهرُها حسنًا، لكنَّ باطنها خاوٍ، فلا يلبث أن يظهرَ فسادُها، ويتبيَّن جزاء صاحبها. |
﴿أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّهُۥ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَأَنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدٗا فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡخِزۡيُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 63]
مَن حادَ عن طريق المؤمنين في الدنيا، فصار في حدٍّ وهم في حدٍّ آخرَ، حِيلَ بينه وبين منزلهم يوم القيامة. لا خِزيَ أعظمُ من خِزي المنافقين يوم القيامة، فضيحةٌ على رؤوس الأشهاد، ومآلٌ إلى شرِّ منزلٍ يوم المَعاد. |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّقِيمٞ ﴾ [التوبة: 68]
العدوُّ الخفيُّ شرٌّ من العدو الجليِّ، فلو أظهر المنافقون الإسلامَ فإنهم شرٌّ ممَّن يُعلن الكفرَ صراحة. لا أبلغَ من عذاب جهنَّم، وهو من الشدَّة بحيثُ لا يُزاد عليه. إذا كان السخَطُ من الله تعالى فإنه بلا ريبٍ عظيم، فهل يرجو الرحمةَ عبدٌ مسخوطٌ عليه وهو في العذاب مقيم؟! مهما تمتَّع المنافقون والكافرون بطول الإمهال، فإنهم موعودون بنار جهنَّم؛ فكيف لعاقلٍ أن يَنعَم بحياة ويَهنَأ بعيش والعذابُ ينتظره؟ |
﴿وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [يونس: 27]
فطر اللهُ الإنسانَ على الإحسان، فالمؤمنُ وافق الفطرة فعمل الحسنات، والكافرُ انتقل عنها واكتسب السيِّئات. تَعَلَّم العدلَ من تعاليم القرآن، فأحسِن إلى مَن أحسن، ولا تَجزِ المسيءَ بغير ما اكتسب، ولا تتجاوزْ معه قدرَ إساءته. ما أشدَّ ذِلةَ أهلِ النار وأعظمَها! ذِلةٌ تغشى النفوسَ، ولا تَقتصرُ على الوجوه. لا يغترَّ باللهِ أحدٌ وهو مقيمٌ على الإشراك به لا يبارحُه، فإن أخْذَه تعالى أكيدٌ، وغضبَه شديد، ولا يعصِمُ المشركَ منه أحد. للسيئةِ أثرٌ على الوجه في الدارين، فهي تُظلِمُ النفسَ والقلبَ في الدنيا، ويَظهرُ ذلك الظلامُ على الوجوهِ يوم القيامة. ما أشدَّ مسَّ النار! فكيف بمَن يكونُ من أهلها المقيمين فيها أبدًا. |
﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ ﴾ [يونس: 52]
ما يزرعه الناسُ في الدنيا يحصِدونه في الآخرة، فمَن زرع شرًّا لقيَ مثلَه، ولن يحصِدَ العِنبَ مَن زرعَ الشوك. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]
ما الدنيا كلُّها بما فيها أمامَ ما ينتظرُ المرءَ من خلودٍ في شقاءٍ سرمدي، أو في نعيمٍ أبدي؟ |
﴿۞ وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الرعد: 5]
كيف يُنكر قدرةَ الله على بعثِ الموتى مَن نظرَ إلى عجائبِ فعلِ الله في الحياة؛ أفلا تهدي الناسَ تلك الآياتُ إلى تصديقِ قدرة الله على إحيائهم بعد الممات؟ كم من متعجِّبٍ من شيء هو أحقُّ بأن يُتعجبَ من تعجُّبه، لقيام ذلك الانفعال النفسي لديه من غير سببٍ صحيح يُوجِبه. الذين أطلقوا لأنفسهم العِنانَ في الدنيا لترتعَ في مساخط الله حيث شاءت، يُساقون يومَ القيامة في الأغلال، وعليهم سحائبُ القهر والإذلال، فمَن لم يَغُلَّ هواه في الدنيا غُلَّ في الآخرة. |
﴿فَٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [النحل: 29]
اتسعَت جهنَّمُ حتى صار لها أبواب، ولكلِّ بابٍ أصحاب يتباينون في العذاب، وكلٌّ منهم له حساب. بئس مَقامُ الذلِّ والهوان لمَن تكبَّرَ عن اتباع الرسالات، وأبى الاهتداءَ بالمواعظِ والآيات! |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهِۖ وَسَآءَ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ حِمۡلٗا ﴾ [طه: 101]
لو دامت اللذاتُ طوال الحياة، وكان العقاب عليها غمسةً في النار، لم يطلبها عاقلٌ، فكيف وعاقبتها خلودٌ في الجحيم؟ أيظنُّ المعرض عن القرآن أنه يتخفف بذلك من التكاليف مدة حياته؟ ألم يدرِ أنه حمَّل نفسه عِبئًا ثقيلًا في آخرته لن يستريحَ منه. |
﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 103]
يا مَن تبغي الفلاح اسعَ نحوه جاهدًا بتثقيل موازين حسناتك؛ فإن الخسارة الكبرى أن يطيش ميزان السيئات بميزان الحسنات، فهلَّا تفكرت في هذه الحقيقة! ما الذي يتبقَّى لإنسان قد خسر نفسَه التي بين جنبيه، وفقد أعزَّ ما لديه، في وقت لا يمكنه تعويضُ ما خسر، ولا السلوُّ عمَّا ضيَّع. |
﴿يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 69]
ماذا وجد مَن أعطى نفسه هواها من الحرام ومآلُه إلى العذاب المضاعف، والخلودِ المخزي في نار جهنم؟! |
﴿فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 14]
مَن تمادى في إهمال الاستعداد ليوم القيامة ولم يكترث بعاقبته فيه استحقَّ الإهمال والتركَ في ذلك اليوم العظيم. لمَّا كان خُبث الكافر الذي عُذِّب بسببه باقيًا دائمًا لا يزول في جميع المُدد، كان عذابه دائمًا لا يزول كذلك. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 65]
لو كان بقاء الكافر في النار ممتدًّا آلافَ السنينَ لهان عليه الخطب؛ لأمله في الخروج منها يومًا من الدهر، ولكنه خلود لا خروج معه ولا انتهاء. |
﴿قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 72]
ليس كالكِبْر حاجزٌ يصُدُّ الإنسانَ عن الانقياد للحقِّ والاستجابة لنداء الفِطرة، ولن تجدَ مَن يرفض الحقَّ وحُجَجه ويتعامى عن نوره وضيائه، إلا والكبر راسخٌ في نفسه مُثقِلٌ لكاهله، أعاذنا الله منه ومن سوء مصيره. |
﴿ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [غافر: 76]
شتَّانَ بين أبواب تُفتَّح للمحسنين المتَّقين، وأبواب تُفتَح للمتكبِّرين المجرمين، فيا بئسَ مَن لم يكن يومئذٍ من الناجين الفالحين! جريمة الكِبْر عن عبادة الله لا تكاد تَعدِلها جريمة؛ فاستحقَّ أصحابها عقوبةً دونها كلُّ عقوبة، إنها الخلود في النار، وأعظِم بها من عقوبة! |
﴿ذَٰلِكَ جَزَآءُ أَعۡدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُۖ لَهُمۡ فِيهَا دَارُ ٱلۡخُلۡدِ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ ﴾ [فصلت: 28]
ويلٌ لمَن غادرَ الدنيا عدوًّا لربِّه، جاحدًا لآياته، فليس له من جزاء عند لقاء الله إلا النار، وبئسَ القرار. |
﴿إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ﴾ [الزخرف: 74]
إن عذاب المجرمين في جهنَّمَ دائمٌ لا ينتهي، شديدٌ لا يُخفَّف، بل يُزاد، فترى الشقيَّ فيه قد استسلم له بعد يأسه، وانقطع رجاؤه عن رحمة ربِّه. |
﴿مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ ﴾ [محمد: 15]
سيُعاين المتَّقون هذا الوعدَ يوم القيامة ماثلًا أمامهم بغرائبه وعجائبه التي لا تَخطُر على قلب بشر. هذا جانبٌ من تلك اللذَّات التي ادَّخرها الله لعباده، يصوِّرها سبحانه في تسلسل بديع لينعشَ قلوبًا حَرَّى ويُذهب ظمأها. للمؤمن في الجنان أن يتنعَّمَ بكلِّ ما يشتهي، فلا قيودَ على تلك الرغَبات، ولا حدود لتلك الملذَّات. بهذه المغفرة تَطيبُ الخواطر ويحصُل الأنس وتكتمل اللذَّة ويطرح الخوف ويزول القلق، فهم في راحة في نفوسهم وأبدانهم. يا لَسوء حال مَن كانت النارُ منزله، فهو خالد في ذلك العذاب، يتقلَّب فيه، وإن استغاث فلن يُغاث. |
﴿ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ﴾ [ق: 34]
مسكينٌ من يفوته هذا المدخل الكريم: خلودٌ أبديّ، وبقاءٌ سَرمَديّ، في نعيم لا يَزول، وسعادة لا تَحول. |
﴿يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ ﴾ [الواقعة: 17]
خدَمُك في الدنيا معرَّضون للمرض والهرَم والموت، أمَّا خدَمُ الآخرة فغِلمانٌ مخلَّدون لا تتغيَّر حالهُم، ولا تبلى أجسادُهم. كل اللذَّات مَشوبةٌ بكدَر إلا لذَّات الجنَّات فهي صفوٌ خالص بلا كدَر. |
﴿لَّن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [المجادلة: 17]
مَن صدَّ عن دين الله الحقِّ بمقال أو فِعال، أذاقه الله مُرَّ الوَبال، ولم يُغنِ عنه ما كان يستقوي به من ولدٍ ومال. |
﴿فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الحشر: 17]
إيَّاك أن تلقيَ بسمعك للمُبطلين المفسدين، فإنهم يزيِّنون لك الباطلَ ويغرونك به، ثم لا يلبثون أن يخذلوكَ ويدَعوك تواجه مصيرَك البائس وحدَك. استوى التابعُ والمتبوعُ في الخيبة والعذاب، فلا تنفع اعتذاراتُ التابعين؛ جزاءَ ما عطَّلوا من عقولهم وأسلموا من قيادهم لأهل الفجور. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 10]
قال رسولُ الله ﷺ: «لا يدخلُ النَّارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنَّة لو أحسن؛ ليكونَ عليه حسرة»، فهل من غَبْنٍ أبيَنُ من هذا؟! مهما حقَّقتَ في الدنيا من فوز ونجاح، فإنَّ الفوز الأبلغَ هو أن تُزحزَحَ عن النار بمغفرة ذنوبك، وتدخلَ الجنَّةَ بفضل الله ورحمته. يا خسارةَ أهل الكفر والضَّلال؛ يخسرون النجاةَ ابتداءً، ويُغبَنون ما كان يمكنُ أن يفوزوا به؛ بذهابه إلى المؤمنين الصادقين انتهاء. |
﴿إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ﴾ [الجن: 23]
يتجلَّى في هذا القول كمالُ العبوديَّة لله تعالى؛ بالإقرار بالعَجز التامِّ، وأنه لا حولَ ولا قوَّةَ لأحدٍ إلا بالله العليِّ العظيم. إذا كان رسولُ الله ﷺ سيِّدُ الأوَّلين والآخرين، وأحبُّ الخلق إلى ربِّ العالمين، لا يملكُ لأحدٍ نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمنع نفسَه من الله، فكيف بغيره من البشَر؟! لا تشغَل نفسَك أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإنما أنت مبلِّغٌ عن ربِّك، فانصح لأمَّتك بصدق وإخلاص، ودَعك من سوى ذلك؛ فإنك لا تملك لهم شيئًا. |
﴿۞ وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا ﴾ [الإنسان: 19]
ليس في التشبيه أحسنَ من هذا وأبدع؛ لأن اللؤلؤ حين يكون منثورًا يبلغ الغايةَ في بهاء المنظر؛ لوقوع شُعاع بعضه على بعض. هذا وصفُ الخدَم، فما ظنُّك بالمخدومين؟! لا شكَّ أن حالهم أجلُّ وأعظم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6]
اعلم أن وعيدَ علماء السُّوء أعظمُ من وعيد كلِّ أحد؛ لأنَّ الجحود والكِبْر مع العلم يجعله كفرَ عناد، فيكون أقبحَ وأشنع، وكذلك الضَّلال على علم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الحيوانات والحشرات الخلود في النار الإنسان غافر الذنب الجزاء بالعمل كظم الغيظ نور السماوات والأرض الصيام أهل البيت اسم الله العزيز
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب