سورة الفرقان

فضل وفوائد سورة الفرقان

فضائل القرآن الكريم | سورة الفرقان | فضل سورة الفرقان ( surah ) , عدد آيايتها 77 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 359, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة

بسم الله الرحمن الرحيم

التعريف بسورة الفرقان

سورة الفرقان من السور المكية، وعدد آياتها 77 سبع وسبعون آية، وكان نزولها بعد «سورة يس», ترتيبها في المصحف 25 الخامسة والعشرون.
ومن المفسرين الذين لم يذكروا خلافا في كونها مكية، الإمام ابن كثير والإمام الرازي.
وقال القرطبي: هي مكية كلها في قول الجمهور.
وقال ابن عباس وقتادة: إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة المنورة، وهي: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إلى قوله- تعالى-:وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً.

فضائل سورة الفرقان

ومن فضائل هذه السورة أنها من المئين التي اوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل.

وروى البخاري عن ‌عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال: أرسله، اقرأ يا هشام فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر فقرأت التي أقرأني، فقال: كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه

 

وعن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك»، قال: فقلت: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك»، قال: وأنزل الله تعالى تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) [الفرقان: 68]

وعن ابن عباس، قال: " نزلت هذه الآية بمكة: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) [الفرقان: 68] إلى قوله: (مهانا) [الفرقان: 69] فقال المشركون: وما يغني عنا الإسلام، وقد عدلنا بالله، وقد قتلنا النفس التي حرم الله، وأتينا الفواحش؟ فأنزل الله عز وجل: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) [الفرقان: 70] إلى آخر الآية، قال: «فأما من دخل في الإسلام وعقله، ثم قتل، فلا توبة له»

عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أول من يكسى حلة من النار إبليس، فيضعها على حاجبه، ويسحبها من خلفه، وذريته من بعده، وهو ينادي: وا ثبوراه، وينادون: يا ثبورهم - قال: عبد الصمد: قالها مرتين - حتى يقفوا على النار، فيقول: يا ثبوره، ويقولون: يا ثبورهم، فيقال لهم ": (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) [الفرقان: ١٤] ، قال عفان: " وذريته خلفه، وهم يقولون: يا ثبورهم ".

موضوعات سورة الفرقان

مِن أبرزِ المَوضوعاتِ التي تناولَتْها سورةُ الفُرقانِ:
1- تمجيدُ اللهِ تعالى والثَّناءُ عليه، ووَصفُه بصِفاتِ الإلهيَّةِ والوَحدانيَّةِ فيها، واتِّخاذُ المُشرِكينَ مع ذلك آلهةً مِن دُونِه تعالى مخلوقةً مَوصوفةً بالعَجزِ.
2- حِكايةُ بَعضِ أقوالِ المُشرِكينَ وشُبُهاتِهم حولَ القُرآنِ وحولَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مع الرَّدِّ عليهم، ودَحْضِ شُبُهاتِهم.
3- المُقارنةُ بيْنَ مَصيرِ المُشرِكينَ وما أعَدَّه اللهُ لهم، وبينَ ما أعَدَّه اللهُ تعالى للمؤمِنينَ.
4- ذِكرُ جانِبٍ مِن قَصَصِ بَعضِ الأنبياءِ مع أقوامِهم.
5- تَسليةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّا أصابه مِنَ المُشرِكينَ مِن تَطاوُلٍ عليه، وتَكذيبٍ له.
6- الحديثُ عن بَعضِ مَظاهِرِ قُدرةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ.
7- عَرضُ صِفاتِ عِبادِ الرَّحمنِ، وأخلاقِهم، وعبادتِهم لرَبِّهم، ودُعائِهم له، وتضَرُّعِهم إليه.

مقاصد سورة الفرقان

قال القرطبي: "مقصود هذه السورة ذِكْرُ موضع عِظَم القرآن، وذِكْرُ مطاعن الكفار في النبوة والرد على مقالاتهم، فمن جملتها قولهم: إن القرآن افتراه محمد، وإنه ليس من عند الله". يشير القرطبي بقوله هذا إلى أن (القرآن) ذُكِرَ في هذه السورة لفظاً أو إشارة في عدة مواضع.

وقال الرازي: "اعلم أن الله سبحانه وتعالى تكلم في هذه السورة في التوحيد والنبوة، وأحوال القيامة، ثم ختمها بذكر صفات العباد المخلصين الموقنين، ولما كان إثبات الصانع، وإثبات صفات جلاله يجب أن يكون مقدماً على الكل، لا جرم افتتح الله هذه السورة بذلك، فقال: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده). يشير الرازي بقوله هذا إلى آيات التوحيد، والتنزيه التي تضمنتها هذه السورة.

أما ابن عاشور فقد قال: "اشتملت هذه السورة على الابتداء بتمجيد الله تعالى، وإنشاء الثناء عليه، ووصفه بصفات الإلهية والوحدانية فيها. وأدمج في ذلك التنويه بالقرآن، وجلال منزله، وما فيه من الهدى، وتعريض بالامتنان على الناس بهديه، وإرشاده إلى اتقاء المهالك، والتنويه بشأن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأقيمت هذه السورة على ثلاث دعائم:

الأولى: إثبات أن القرآن منزل من عند الله، والتنويه بالرسول المنزل عليه صلى الله عليه وسلم، ودلائل صدقه، ورفعة شأنه عن أن تكون له حظوظ الدنيا، وأنه على طريقة غيره من الرسل، ومن ذلك تلقي قومه دعوته بالتكذيب.

الدعامة الثانية: إثبات البعث والجزاء، والإنذار بالجزاء في الآخرة، والتبشير بالثواب فيها للصالحين، وإنذار المشركين بسوء حظهم يومئذ، وتكون لهم الندامة على تكذيبهم الرسول وعلى إشراكهم واتباع أئمة كفرهم.

الدعامة الثالثة: الاستدلال على وحدانية الله، وتفرده بالخلق، وتنزيهه عن أن يكون له ولد، أو شريك، وإبطال إلهية الأصنام، وإبطال ما زعموه من بنوة الملائكة لله تعالى.

وافتتحت آيات كل دعامة من هذه الثلاث بجملة (تبارك الذي).

ولخص سيد قطب رحمه الله مقاصد هذه السورة في موضوعات أربعة رئيسة، هي:

أولها: تسبيح الله وحمده على تنـزيل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون للعالمين نذيراً. وتوحيد الله المالك لما في السماوات والأرض، المدبر للكون بحكمة وتقدير، ونفي الولد والشريك.

ثانيها: بيان تطاول المكذبين بلقاء الله على الله، وتصوير مشهد اليوم الذي يرون فيه الملائكة.

ثالثها: عرض بعض المشاهد الكونية؛ تبياناً لمظاهر الإبداع في خلقه سبحانه وتكوينه، كمشهد الظل، وتعاقب الليل والنهار، والرياح المبشرة بالماء المحيي، وخلق البشر من الماء، وجعل الأنساب والمصاهرة بينهم. ومع هذا فإن الكافرين بالله يعبدون من دونه ما لا ينفعهم ولا يضرهم، ويتظاهرون على ربهم وخالقهم، ويتطاولون إذا دعوا إلى عبادته سبحانه.

رابعها: وصف عباد الرحمن الذين يسجدون لله سبحانه ويعبدونه، وبيان مقوماتهم التي استحقوا بها هذه الصفة الرفيعة. وأن باب التوبة مفتوح لمن يرغب في أن يسلك طريقة عباد الرحمن. وتصوير جزاءهم على صبرهم على تكاليف الإيمان ومتطلبات العبادة.

ومن المقاصد التي اشتملت عليها السورة غير ما تقدم المقاصد التالية:

1- بيان أنه سبحانه نزل القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم منجماً -على مراحل وفترات- تثبيتاً للقلوب، وتلاوته حق تلاوته، وحفظه في الصدور.

2- عالمية الرسالة المحمدية، وأنها للناس كافة، وليست للعرب خاصة، قال الطيبي: مدار هذه السورة على كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الناس كافة، ينذرهم ما بين أيديهم وما خلفهم؛ ولهذا جعل براعة استهلالها قوله: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) (الفرقان:1).

3- بيان أن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم التبشير بما عند الله من الفوز والنجاح والفلاح لمن اتبع سبل الرشاد، والإنذار بما عنده من العقاب لمن أعرض عن شرعه.

4- الموازنة الأخروية بين نعيم المتقين في جنات النعيم، وعذاب الكافرين في نار الجحيم.

5- خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الدعاة بالتحلي بالصبر والمصابرة، ومجاهدة الكافرين بحجج القرآن البالغة، والأمر بالتوكل على الله، فهو سبحانه (نعم المولى ونعم النصير) (الأنفال:40).

6- ذِكْر مصارع المكذبين من الأمم السابقة، كقوم موسى، ونوح، وعاد، وثمود، وأصحاب الرس، وما بين ذلك من قرون، وعرض نهايتهم التعيسة في سلسلة من مشاهد القيامة.

7- بيان صفات عباد الرحمن المتقين، وأن من صفاتهم التي استحقوا بها هذا الوصف أنهم يمشون في الأرض هوناً من غير تكبر ولا خيلاء ولا استعلاء على الناس، وأنهم يقومون من الليل طاعة له سبحانه، وأنه مقتصدون في أمرهم كله، وأنهم لا يقربون الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

8- خُتمت آيات هذه السورة بالحديث عن هوان البشرية على الله سبحانه، لولا القلوب الضارعة الطائعة المستجيبة، العارفة بالله في هذا القطيع الشارد الضال من المكذبين والجاحدين.

 

تلخيص سورة الفرقان

وقد افتتحت هذه السورة الكريمة بالثناء على الله- تعالى- الذي نزل الفرقان على عبده محمد صلّى الله عليه وسلّم والذي له ملك السموات والأرض والذي خلق كل شيء فقدره تقديرا.
قال- تعالى-: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ. وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً.

 ثم انتقلت السورة بعد ذلك إلى حكاية بعض أقوال المشركين الذين أثاروا الشبهات حول الرسول صلّى الله عليه وسلّم وحول دعوته، وردت عليهم بما يمحق باطلهم، وقارنت بين مصيرهم السيئ، وبين ما أعده الله- تعالى- للمؤمنين من جنات.
قال- تعالى-: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها، وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً.

وبعد أن يصور القرآن حسراتهم يوم الحشر، وعجزهم عن التناصر، يعود فيحكى جانبا من تطاولهم وعنادهم، ويرد عليهم بما يكبتهم، وبما يزيد المؤمنين ثباتا على ثباتهم.
قال- تعالى-: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا، لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا، لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا.

 ثم تحكى السورة جانبا من قصص بعض الأنبياء مع أقوامهم.
فيقول: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً، وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً .

 ثم تعود السورة مرة أخرى إلى الحديث عن تطاول هؤلاء الجاحدين على رسولهم صلى الله عليه وسلّم وتعقب على ذلك بتسليته صلّى الله عليه وسلّم عما أصابه منهم فتقول: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً.
أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها، وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ؟ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.

 ثم تنتقل السورة الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- فتسوق لنا مظاهر قدرته في مد الظل، وفي تعاقب الليل والنهار، وفي الرياح التي يرسلها- سبحانه- لتكون بشارة لنزول المطر، وفي وجود برزخ بين البحرين، وفي خلق البشر من الماء . ثم يعقب على ذلك بالتعجب من حال الكافرين، الذين يعبدون من دونه- سبحانه- ما لا ينفعهم ولا يضرهم.
قال- تعالى-: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً، ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً.

ثم تسوق السورة في أواخرها صورة مشرقة لعباد الرحمن، الذين من صفاتهم التواضع، والعفو عن الجاهل.
وكثرة العبادة لله- تعالى- والتضرع إليه بأن يصرف عنهم عذاب جهنم، وسلوكهم المسلك الوسط في إنفاقهم، وإخلاصهم الطاعة لله- تعالى- وحده.
واجتنابهم للرذائل التي نهى الله- عز وجل- عنها.
قال- تعالى-: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً، وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً.

ومن هذا العرض المختصر لأبرز القضايا التي اهتمت بالحديث عنها السورة الكريمة، نرى ما يأتى.

(أ) أن السورة الكريمة قد ساقت ألوانا من الأدلة على قدرة الله- تعالى- وعلى وجوب إخلاص العبادة له، وعلى الثناء عليه- سبحانه- بما هو أهله.

(ب) أن السورة الكريمة زاخرة بالآيات التي تدخل الأنس والتسرية والتسلية والتثبيت على قلب النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد أن اتهمه المشركون بما هو برىء منه، وسخروا منه ومن دعوته، ووصفوا القرآن بأنه أساطير الأولين، واستنكروا أن يكون النبي من البشر.

وهكذا نرى السورة الكريمة زاخرة بالحديث عن الشبهات التي أثارها المشركون حول النبي صلّى الله عليه وسلّم ودعوته، وزاخرة- أيضا- بالرد عليها ردا يبطلها.
ويزهقها. ويسلى النبي صلى الله عليه وسلّم عما أصابه منهم، ويزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم.

(ج) أن السورة الكريمة مشتملة على آيات كثيرة، تبين ما سيكون عليه المشركون يوم القيامة من هم وغم وكرب وحسرة وندامة وسوء مصير، كما تبين ما أعده الله- تعالى- لعباده المؤمنين من عاقبة حسنة، ومن جنات تجرى من تحتها الأنهار.

وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

قراءة سورة الفرقان مكتوبة :

فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :

سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

قم باختيار القارئ لتحميل سورة الفرقان كاملة بجودة عالية


القرآن الكريم mp3 | السورة : الفرقان - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد


سورة الإخلاص  بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الإخلاص  بصوت ابراهيم الاخضر
ابراهيم الاخضر
سورة الإخلاص  بصوت بندر بليلة
بندر بليلة
سورة الإخلاص  بصوت خالد الجليل
خالد الجليل
سورة الإخلاص  بصوت حاتم فريد الواعر
حاتم فريد الواعر
سورة الإخلاص  بصوت حسن صالح
حسن صالح
سورة الإخلاص  بصوت خليفة الطنيجي
خليفة الطنيجي
سورة الإخلاص  بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الإخلاص  بصوت سعود الشريم
سعود الشريم
سورة الإخلاص  بصوت الشاطري
ابوبكر الشاطري
سورة الإخلاص  بصوت الشحات أنور
الشحات أنور
سورة الإخلاص  بصوت صلاح ابوخاطر
صلاح بوخاطر
سورة الإخلاص  بصوت عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الإخلاص  بصوت عبد الرحمن العوسي
عبدالرحمن العوسي
سورة الإخلاص  بصوت عبد الرحمن السديس
عبدالرحمن السديس
سورة الإخلاص  بصوت عبد الرشيد صوفي
عبد الرشيد صوفي
سورة الإخلاص  بصوت عبد العزيز الزهراني
عبدالعزيز الزهراني
سورة الإخلاص  بصوت عبد الله بصفر
عبد الله بصفر
سورة الإخلاص  بصوت عبد الله عواد الجهني
عبد الله الجهني
سورة الإخلاص  بصوت عبد الله عواد الجهني
عبد الله كامل
سورة الإخلاص  بصوت علي الحذيفي
علي الحذيفي
سورة الإخلاص  بصوت علي جابر
علي جابر
سورة الإخلاص  بصوت عمر القزابري
عمر القزابري
سورة الإخلاص  بصوت العيون الكوشي
العيون الكوشي
سورة الإخلاص  بصوت غسان الشوربجي
غسان الشوربجي
سورة الإخلاص  بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الإخلاص  بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الإخلاص  بصوت محمد أيوب
محمد أيوب
سورة الإخلاص  بصوت محمد المحيسني
محمد المحيسني
سورة الإخلاص  بصوت محمد جبريل
محمد جبريل
سورة الإخلاص  بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الإخلاص  بصوت الحصري
الحصري
سورة الإخلاص  بصوت محمود البنا
محمود البنا
سورة الإخلاص  بصوت العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الإخلاص  بصوت مصطفى اسماعيل
مصطفى اسماعيل
سورة الإخلاص  بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الإخلاص  بصوت نورين صديق
نورين صديق
سورة الإخلاص  بصوت وديع اليمني
وديع اليمني
سورة الإخلاص  بصوت ياسر الدوسري
ياسر الدوسري
سورة الإخلاص  بصوت ياسين الجزائري
ياسين الجزائري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب