النهي عن الاكتحال في الإحداد - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب النهي عن الاكتحال في الإحداد
قال حميد: فقلت لزينب: ومن ترمي البعرة على رأس الحول؟ فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجُها. دخلت جِفْشًا ولبستْ شر ثيابها. ولم تمس طيبًا ولا شيئًا حتى تمر بها سنة، ثم تؤتي بدابةٍ، حمارٍ أو شاةٍ أو طيرٍ، فتفتضُّ به، فقلما تفتضُّ بشيء إلا مات، ثم تخرج، فتُعطى بعرة فترمي بها، ثم تُراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره. (وهذا ثالثُها).
متفق عليه: رواه مالك في الطلاق (١٠٣) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة تقول: فذكرته. ورواه البخاري في الطلاق (٥٣٣٦) ومسلم في الطلاق (١٤٨٨) كلاهما من حديث مالك به.
قال مالك: «الحِفْش: البيت الرديء، وتفتضُّ - بتشديد الضاد تمسح به جلدها كالنُّشرة» أي تأخذ طائرًا، فتمسح به فرجها، وتنبذه، فلا يكاد يعيش من الفض. كذا في «النهاية».
متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٣٣٨) ومسلم في الطلاق (٦٠: ١٤٨٨) كلاهما من حديث شعبة، عن حميد بن نافع، قال: سمعت زينب بنت أم سلمة، تحدث عن أمها أم سلمة فذكرته.
وفي رواية عند مسلم: عن أم سلمة وأم حبيبة تذكران أن امرأة أتت النبي ﷺ فذكرت له ...
وقولها: «شر أحلاسها» بفتح همزة، جمع حلم وهو كساء يلي ظهر البعير، أي شر ثيابها، مأخوذ من حلس البعير.
وقولها: «شر بيتها» كذا في البخاري. وفي مسلم: «شر بيتها في أحلاسها» أو في «شر أحلاسها في بيتها».
وفي الباب ما روي عن أم حكيم بنت أسيد، عن أمِّها أن زوجَها توفي، وكانت تشتكي عينُها، فتكتحل الجلاء، فأرسلت مولاةَ لهم إلى أم سلمة فسألتْها عن كحل الجلاء. فقالت: لا تكحل إلا من أمر لا بد منه. دخل عليَّ رسولُ الله ﷺ حين تُوفي أبو سلمة، وقد جعلت على عيني صبرًا. فقال: «ما هذا؟ يا أم سلمة» قلت: إنما هو صبر يا رسول الله! ليس فيه طيب، قال: «إنه يشب الوجه، فلا تجعليها إلا بالليل، ولا تمتشطي بالطيب، ولا بالحناء، فإنه خضاب» قلت: بأي شيء أمتشط يا رسول الله؟ قال: «بالسدر تغلفين به رأسك».
رواه أبو داود (٢٣٠٥) والنسائي (٣٥٣٧) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرنا مخرمة، عن أبيه، قال: سمعت المغيرة بن الضحاك يقول: حدّثتْني أمُّ حكيم فذكرته.
وإسناده ضعيف لوجود المسلسل بالمجهولين. المغيرة بن الضحاك لم يرو عنه إلا أبو مخرمة، وهو بكير بن عبد الله بن الأشج، فهو «مجهول»، ولم يُوثّقِه غير ابن حبان. ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول»، والصواب أنه مجهول، فإن توثيق ابن حبان لا يرفع عنه جهالة العين.
وأم حكيم بنت أسيد وأمها لا تُعرفان كما قال الذهبي وابن حجر.
وقولها: «كحل الجلاء»: بالكسر - الأثمد.
وقولها: «صبرًا»: عُصارة شجر.
وقوله: «يشب الوجه»: أي يتلألأُ نورًا وضياءً.
وقوله: «تغلفين به رأسك»: من التغليف، أي تُغطين وتجعلين كالغلاف لرأسك، والمراد: تكثرين منه على شعرك.
حديث أم سلمة الأول اختصره مالك وأرسله وذكره بلاغا في الطلاق (١١٩) أن رسول الله ﷺ دخل على أم سلمة وهي حاد على أبي سلمة فذكره.
كما أنه ذكر بلاغا آخر (١١٦) عن أم سلمة قالت لامرأة حاد على زوجها، اشتكتْ عينَيْها: «اكتحلي بكحل الجلاء بالليل، وامسحيه بالنهار» وهو الذي وصله أبو داود وغيره وفيه المسلسل بالمجهولين.
وقال أيضا (١١٧) بلغني عن سالم بن عبد الله وسليمان بن يسار أنهما كانا يقولان في المرأة المتوفّى عنها زوجُها: «إنها إذا خشِيَتْ على بصرها من رمد، أو شكوى أصابها، إنها تكتَحِل وتتداوى بدواء، أو كحل، وإن كان فيه طيب». وقد اختلف أهل العلم في اكتحال المتوفّى عنها زوجُها.
فقالوا: إنْ كان الاكتحال لزينة العين وتحسينها فلا خلاف في تحريمها.
وأما إذا كان للضرورة مثل أن يُخشى على ذهاب بصرها، أو إصابتها برمدٍ وغيره من الأمراض فلا حرج في ذلك؛ لأن من مقاصد الشريعة رفع الحرج، وحديث أم سلمة الأول يدل على الاكتحال مطلقا فنهى النبي ﷺ عن ذلك، والحديث الثاني يدل على جواز الاستعمال عند الضرورة جمعًا بين الحديثين، وبين آثار الصحابة والتابعين والفقهاء والمحدثين، فإن الضرورات تُبيح المحظورات.
وأما ما روي عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب أتانا النبي ﷺ فقال: «تَسَلَّبِي ثلاثا، ثم اصنعي ما شئت» فهو شاذ.
رواه أحمد (٢٧٤٦٨) وابن حبان (٣١٤٨) والبيهقي (٧/ ٤٣٨) كلهم من طرق عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أسماء بنت عميس، فذكرته.
وأسماء هي زوج جعفر بن أبي طالب، وهي والدة عبد الله ومحمد وعون وغيرهم من أولاد جعفر.
رجاله ثقات غير محمد بن طلحة بن مصرف؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إلا أنه أخطأ في هذا الحديث لمخالفته للأحاديث الصحيحة في حداد المرأة على زوجها. ولذا حكم عليه بالنكارة. وأعله أحمد بالشذوذ كما ذكره ابن حجر في الفتح (٩/ ٤٨٧).
وقوله: «تَسَلَّبِي» أي: البسي ثوب الحداد ثلاثا، وتحرف في صحيح ابن حبان إلى «تَسَلَّمِي» وجعل يبين معنى «تسلَّمي»، وفيه تكلف، والصواب أنه محرف من «تَسَلَّبِي».
أبواب الكتاب
- 1 باب عدة الحامل المطلقة والمتوفى عنها زوجها وضع الحمل
- 2 باب الإحداد ثلاثة أيام، إلا على الزوج فهي أربعة أشهر وعشرًا
- 3 باب النهي عن الاكتحال في الإحداد
- 4 باب اجتناب الحادة من الثياب المُصْبَغة
- 5 باب اعتداد المتوفّى عنها زوجها في البيت الذي جاء فيه نعيُه
- 6 باب قصة فاطمة بنت قيس: لا نفقة لها ولا سكنى
- 7 باب من أنكر على فاطمة بنت قيس وقال: إن المبتونة لها النفقةُ والسُّكنى
- 8 باب ما جاء في النفقة والسكنى للمطلقة طلاقا رجعيا أو كانت حاملا
- 9 باب في خروج المعتدة من بينها للحاجة
- 10 باب عدة أم الولد المتوفى عنها سيدها
- 11 باب عدة الأمة
معلومات عن حديث: النهي عن الاكتحال في الإحداد
📜 حديث عن النهي عن الاكتحال في الإحداد
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن الاكتحال في الإحداد من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث النهي عن الاكتحال في الإحداد
تحقق من درجة أحاديث النهي عن الاكتحال في الإحداد (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث النهي عن الاكتحال في الإحداد
تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن الاكتحال في الإحداد ومصادرها.
📚 أحاديث عن النهي عن الاكتحال في الإحداد
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن الاكتحال في الإحداد.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب