حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب قوله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾

قوله: ﴿إِلَّا وَارِدُهَا﴾ له معنيان عند السلف:
أحدهما: الدخول في النار، فإن هذا الخطاب لسائر الخلائق، برّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، فما منهم من أحد إلا يرد النار.
قال البغوي في تفسيره (٣/ ١٠٠): «وعليه أهل السنة والجماعة أنهم جميعا يدخلون النار، ثم يخرج الله ﷿ منها أهل الإيمان بدليل قوله تعالى: قال: والنجاة إنما تكون مما دخلت فيه. انتهى.
﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ واستدلوا لهذا المعنى أيضا بقوله تعالى حكاية عن فرعون ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨)﴾ [سورة هود: ٩٨] أي أن فرعون يتقدم قومه إلى النار.
وإلى هذا القول ذهب علي وابن عباس، وكثير من أهل العلم سلفا وخلفا. قال القرطبي في التذكرة (٢/ ٧٦٢): «والصحيح أن الورود الدخول لحديث أبي سعيد كما ذكرنا «وذكر في معناه أحاديث أخرى وهي مخرجة في مواضعها.
قال الأعظمي: لعل دخول المؤمنين والكفار جميعا النار، ثم خروج المؤمنين منها دون الكفار لتعذيب الكفار نفسيا وجسديا.
عن جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة: «لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها». قالت: بلى، يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ فقال النبي ﷺ: «قد قال الله عز وجل: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢).

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٦) عن هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
وأم مبشر هي: زوجة زيد بن حارثة.
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذّبوا ونُقّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمد بيده، لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ [الحجر: ٤٧] قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد قال: فذكره.
عن عبد الله بن مسعود: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ قال: قال رسول الله ﷺ: «يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم».

حسن: رواه الترمذي (٣١٥٩)، وأحمد (٤١٤١) - واللفظ له -، والحاكم (٢/ ٣٧٥) كلهم من طريق إسرائيل، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، فذكره.
وإسناده حسن من أجل السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، وهو حسن الحديث إذا لم يتبين خطؤه.
لكن رواه شعبة عن السدي به موقوفا كما عند الترمذي (٣١٦٥)، وأحمد (٤١٢٨)، ثم أسند عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبد الله عن النبي ﷺ فقال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعا، ولكني أدعه عمدا اهـ.
يعني الأصل أنه مرفوع إلا أن شعبة احتاط في رفعه.
والمعنى الثاني: الورود بمعنى العبور على الصراط الذي هو على متن جهنم، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، وبه قال بعض أهل العلم منهم النووي، وبه فسّره شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى (٤/ ٢٧٩)، واستدل بحديث رواه مسلم (١٩١: ٣١٦) عن جابر بأنه المرور على الصراط، ثم قال: والصراط هو الجسر، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، ومن كان صغيرا في الدنيا ومن لم يكن. انتهى.
وحديث مسلم مخرج بكامله في موضعه.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالدخول هنا هم الكفار وحدَهم دون المؤمنين نظرا لسياق الآية فقد سبق ذكر الكفار والشياطين في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ
لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾ [سورة مريم: ٦٨ - ٧٢].
وهذا المعنى روي عن ابن عباس كما رواه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ٥٩٦) عن ابن المثنى قال: ثنا أبو داود، ثنا شعبة قال: أخبرني عبد الله بن السائب عن رجل سمع ابن عباس يقرؤها ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ وإن منهم يعني الكفار قال: لا يردها مؤمن. انتهى.
قال الأعظمي: أولا: إسناده ضعيف فإن في إسناده رجلا مجهولا لم يسمّ.
وثانيا: قراءة ابن عباس «وإن منهم» بدلا قراءة شاذة.
وثالثا: لا تؤيده الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب.
ورابعا: قوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ والمعلوم أن «ثم» للترتيب فهل المنجون المنقّون يكونون من بينهم يعني الكفار؟ وهذا أمر مستنكر لا يقول به أحد. والله أعلم بالصواب.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 443 من أصل 949 باباً

معلومات عن حديث: حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين

  • 📜 حديث عن حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين

    تحقق من درجة أحاديث حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع حديث عن قوله وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ٧١ ثم ننجي الذين.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب