لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾

عن جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة: «لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها». قالت: بلى، يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ فقال النبي ﷺ: «قد قال الله عز وجل: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٦) عن هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة: «لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها». قالت: بلى، يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ فقال النبي ﷺ: «قد قال الله ﷿: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، هذا حديث عظيم له قصة عظيمة ودروس مهمة، سأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو يرويه عن أم مبشر (وهي امرأة من الأنصار)، والتي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام في بيت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
### ثانياً. قصة الحديث والسياق التاريخي
يشير الحديث إلى بيعة الرضوان التي حدثت سنة 6 للهجرة تحت شجرة في منطقة الحديبية. بايع فيها الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم على القتال حتى الموت، ونزل فيهم قرآن يتلى، فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [سورة الفتح: 18]. كان عددهم حوالي 1400 صحابي.
### ثالثاً. شرح المفردات
● أصحاب الشجرة: هم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة في الحديبية (بيعة الرضوان).
● بايعوا: أعطوه العهد والميثاق على الثبات والقتال.
● انتهرها: زجرها وعاتبها.
● {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}: من سورة مريم، الآية 71، ومعناها أن كل أحد سيمر على النار أو يدخلها.
● {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}: من سورة مريم، الآية 72، أي أن الله سيخرج المتقين وينجيها، ويترك الكافرين والظالمين فيها راكعين خاضعين.
### رابعاً. شرح الحديث
1- بشارة النبي صلى الله عليه وسلم: يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة (أي أصحاب بيعة الرضوان)، ويستثني بمشيئة الله تأدباً مع الله تعالى.
2- اعتراض أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها: استشكلت حفصة هذا الخبر مع عموم الآية الكريمة {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} التي تفيد أن كل الناس سيدخلون النار أو يمرون عليها.
3- رد النبي صلى الله عليه وسلم: بين لها أن الورود في الآية ليس هو الدخول والخلود، بل هو المرور، ثم بعد ذلك ينجي الله المتقين، ويخلد الكافرين. فأصحاب الشجرة من المتقين الذين سينجيهم الله تعالى.

خامساً:

الدروس المستفادة والعبر
1- عظم فضل أصحاب بيعة الرضوان: فقد بشّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم دخول النار، وهذا من فضل الله تعالى عليهم ورضاه عنهم.
2- الأدب مع كلام الله وسنة رسوله: موقف حفصة رضي الله عنها يدل على حرص الصحابة على فهم النصوص دون تعارض، وسؤالهم عما يشكل عليهم.
3- الجمع بين النصوص الظاهرة التعارض: النبي صلى الله عليه وسلم علمها كيف تجمع بين الحديث والآية، فبيّن أن الورود لا يعني بالضرورة الخلود، بل هو اختبار ومرور.
4- التأدب مع مشيئة الله: قوله صلى الله عليه وسلم (إن شاء الله) تواضعاً لله وتعليقاً للمشيئة بمشيئته سبحانه.
5- مكانة الصحابة: الحديث يظهر علو منزلة الصحابة رضي الله عنهم، وخصوصاً الذين شهدوا البيعة، وقد وعدهم الله بالجنة.

سادساً:

ما ورد في فضل أصحاب الشجرة
ذكر العلماء أن الذين بايعوا تحت الشجرة قد ثبت فضلهم بنص القرآن والسنة، وأنهم من السابقين الأولين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة"، وهذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صادق المصدوق.

ختاماً:

هذا الحديث من الأحاديث التي تبين فضل الصحابة وعظيم منزلتهم عند الله، وهو درس في أدب الحوار والاستفسار عن علم لم يُفهم، وفيه تطمين للمؤمنين بأن الله لا يظلم مثقال ذرة، وأن المتقين سينجون من النار برحمة الله وفضله.
أسأل الله أن يجعلنا من المتقين الذين ينالون نجاة الله ورحمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٦) عن هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
وأم مبشر هي: زوجة زيد بن حارثة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 860 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

📜 حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية