حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾

عن عبد الله بن مسعود: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ قال: قال رسول الله ﷺ: «يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم».

حسن: رواه الترمذي (٣١٥٩)، وأحمد (٤١٤١) - واللفظ له -، والحاكم (٢/ ٣٧٥) كلهم من طريق إسرائيل، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ قال: قال رسول الله ﷺ: «يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: 71]، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ».


1. شرح المفردات:


● يَرِدُ: يدخل ويصل.
● النَّارَ: هنا المقصود بها جهنم.
● يَصْدُرُونَ: يخرجون وينصرفون.
● بِأَعْمَالِهِمْ: بحسب أعمالهم الصالحة أو السيئة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يفسر الآية الكريمة من سورة مريم، ويبين أن جميع الناس سيمرون على النار أو يدخلونها، ولكن مصير كل شخص بعد ذلك سيكون مختلفًا بحسب عمله:
● الورود: ليس بالضرورة أن يعني الدخول الدائم أو العذاب، بل قد يكون المرور عليها أو المر فوق الصراط المنصب عليها، كما فسره كثير من العلماء.
- ثم يَصْدُرُونَ عَنْهَا: أي يخرجون منها، فالمؤمنون يعبرون النار بسرعة وبأمان بحسب إيمانهم وأعمالهم، والكافرون والمنافقون يقعون فيها ويعذبون.
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «لن ينجي أحدًا منكم عمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».
فالحديث يوضح أن النجاة ليست بالأعمال فقط، بل برحمة الله تعالى، لكن الأعمال هي سبب الرحمة والنجاة.


3. الدروس المستفادة:


● التواضع وعدم الغرور بالعمل: فلو كان الأعمال وحدها كافية للنجاة لكان النبي ﷺ أول الناجين، لكن الرحمة الإلهية هي الأساس.
● اليقين برحمة الله: فالله تعالى أرحم بعباده من أن يعذبهم دون سبب، لكنه سبحانه يحاسب الجميع بعدل.
● الحث على العمل الصالح: لأنه الوسيلة للنجاة يوم القيامة، والسبب في رحمة الله.
● بيان عدل الله تعالى: فكل إنسان سيحاسب على عمله، ولا يظلم ربك أحدًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأهوال يوم القيامة.
- بعض العلماء فسروا "الورود" بالمرور على الصراط فوق جهنم، فالمؤمنون يعبرونه بسرعة، والكافرون يسقطون فيه.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله ورجاء رحمته، فلا يقنط من رحمة الله ولا يأمن مكره.
أسأل الله تعالى أن ينجينا من النار برحمته وفضله، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٥٩)، وأحمد (٤١٤١) - واللفظ له -، والحاكم (٢/ ٣٧٥) كلهم من طريق إسرائيل، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، فذكره.
وإسناده حسن من أجل السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، وهو حسن الحديث إذا لم يتبين خطؤه.
لكن رواه شعبة عن السدي به موقوفا كما عند الترمذي (٣١٦٥)، وأحمد (٤١٢٨)، ثم أسند عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبد الله عن النبي ﷺ فقال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعا، ولكني أدعه عمدا اهـ.
يعني الأصل أنه مرفوع إلا أن شعبة احتاط في رفعه.
والمعنى الثاني: الورود بمعنى العبور على الصراط الذي هو على متن جهنم، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، وبه قال بعض أهل العلم منهم النووي، وبه فسّره شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى (٤/ ٢٧٩)، واستدل بحديث رواه مسلم (١٩١: ٣١٦) عن جابر بأنه المرور على الصراط، ثم قال: والصراط هو الجسر، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، ومن كان صغيرا في الدنيا ومن لم يكن. انتهى.
وحديث مسلم مخرج بكامله في موضعه.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالدخول هنا هم الكفار وحدَهم دون المؤمنين نظرا لسياق الآية فقد سبق ذكر الكفار والشياطين في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ
لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾ [سورة مريم: ٦٨ - ٧٢].
وهذا المعنى روي عن ابن عباس كما رواه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ٥٩٦) عن ابن المثنى قال: ثنا أبو داود، ثنا شعبة قال: أخبرني عبد الله بن السائب عن رجل سمع ابن عباس يقرؤها ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ وإن منهم يعني الكفار قال: لا يردها مؤمن. انتهى.
قال الأعظمي: أولا: إسناده ضعيف فإن في إسناده رجلا مجهولا لم يسمّ.
وثانيا: قراءة ابن عباس «وإن منهم» بدلا قراءة شاذة.
وثالثا: لا تؤيده الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب.
ورابعا: قوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ والمعلوم أن «ثم» للترتيب فهل المنجون المنقّون يكونون من بينهم يعني الكفار؟ وهذا أمر مستنكر لا يقول به أحد. والله أعلم بالصواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 862 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

  • 📜 حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب