حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذّبوا ونُقّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمد بيده، لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ [الحجر: ٤٧] قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذّبوا ونُقّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمد بيده، لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين عدل الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● يخلص المؤمنون من النار: أي ينجون ويُخرجون منها بعد أن دخلها من استحق العذاب بذنوبه.
● قنطرة: جسر أو معبر بين مكانين.
● يقتص لبعضهم من بعض: يُؤخذ الحق لصاحبه من الذي ظلمه.
● مظالم: حقوق للناس أُخذت بغير حق، من ضرب أو أذى أو غيبة أو نميمة أو مال وغيرها.
● هُذّبوا ونُقّوا: طُهّروا من الذنوب والآثام التي كانت بينهم، فالتّهذيب هو التعديل والتقويم، والتنقية هي التطهير.
● أهدى بمنزله في الجنة: أي أدرك وأعرف بمسكنه في الجنة.
● منزله كان في الدنيا: أي بيته أو مسكنه في الدنيا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مرحلة يمر بها المؤمنون بعد إخراجهم من النار، حيث يُوقفون على قنطرة (جسر) بين الجنة والنار. وفي هذا الموقف العادل، يُقتص للمظلومين من الظالمين فيما بينهم من المظالم الدنيوية التي لم يُحاسبوا عليها أو يُقتص منها في الدنيا.
فمن ضرب أخاه المسلم ظلماً، يُقتص منه بضرب مماثل. ومن اغتابه، يُؤخذ له بحقه. ومن أخذ مالاً بغير حق، يُؤخذ من حسنات الظالم وتعطى للمظلوم حتى يرضى. وهذا كله من تمام عدل الله تعالى، فلا يدخل أحد الجنة وفي ذمته حق لأخيه.
وبعد أن يتم هذا الاقتصاص، ويتحقق العدل بين العباد، يصبح المؤمنون مطهرين من الذنوب والآثام، فيؤذن لهم بدخول الجنة. ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله - وهو أعظم قسم - أن المؤمن بعد هذا التطهير سيدخل الجنة، وسيكون أعرف بمنزله فيها مما كان يعرف منزله في الدنيا، وذلك بسبب ما يراه من النعيم والبهجة مما يجعله لا ينسى مكانه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عدل الله المطلق: فالله لا يظلم مثقال ذرة، وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة، وسيقتص للمظلوم من الظالم حتى في الأمور التي قد ينساها الناس.
2- خطورة المظالم بين العباد: الحديث تحذير شديد من التهاون في حقوق الناس، سواء كانت مالاً أو عرضاً أو نفساً.
3- ضرورة المسارعة إلى التوبة ورد المظالم: على المسلم أن يسرع في رد الحقوق إلى أصحابها في الدنيا، أو يستحلهم ويطلب مسامحتهم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
4- طهارة المؤمنين قبل دخول الجنة: فلا يدخل الجنة إلا النقاء من الذنوب، سواء بالتكفير في الدنيا أو بالعقوبة في الآخرة.
5- الترغيب في الجنة: وصف النبي صلى الله عليه وسلم لسهولة معرفة المسكن في الجنة يدل على عظم نعيمها وبهجتها، مما يجعل المؤمن يتشوق إليها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن بعض المؤمنين قد يدخلون النار بسبب ذنوبهم، ثم يخرجون منها بشفاعة أو برحمة الله، ثم يُطهرون على القنطرة قبل دخول الجنة.
- القنطرة المذكورة في الحديث هي مكان خاص للمؤمنين فقط للاقتصاص من المظالم بينهم، وليست الصراط العام الذي يعبر عليه جميع الخلائق.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه دائماً، ويحرص على إبراء ذمته من حقوق العباد، فإن حقوق العباد لا تكفرها التوبة فقط دون رد الحقوق أو استحلال أصحابها.
أسأل الله أن ي purify قلوبنا، ويطهرنا من الذنوب والآثام، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ [الحجر: ٤٧] قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 861 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

  • 📜 حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويقتص لبعضهم من بعض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب