تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 113 من سورة الأنعام - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴾
[ سورة الأنعام: 113]

معنى و تفسير الآية 113 من سورة الأنعام : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة


{ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ }- أي: ولتميل إلى ذلك الكلام المزخرف { أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ } لأن عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة، يحملهم على ذلك، { وَلِيَرْضَوْهُ } بعد أن يصغوا إليه، فيصغون إليه أولا، فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة، رضوه، وزين في قلوبهم، وصار عقيدة راسخة، وصفة لازمة، ثم ينتج من ذلك، أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ما هم مقترفون،- أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل، ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة، فهذه حال المغترين بشياطين الإنس والجن، المستجيبين لدعوتهم، وأما أهل الإيمان بالآخرة، وأولو العقول الوافية والألباب الرزينة، فإنهم لا يغترون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التمويهات، بل همتهم مصروفة إلى معرفة الحقائق، فينظرون إلى المعاني التي يدعو إليها الدعاة، فإن كانت حقا قبلوها، وانقادوا لها، ولو كسيت عبارات ردية، وألفاظا غير وافية، وإن كانت باطلا ردوها على من قالها، كائنا من كان، ولو ألبست من العبارات المستحسنة، ما هو أرق من الحرير.
ومن حكمة الله تعالى، في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه، أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان، ليتميز الصادق من الكاذب، والعاقل من الجاهل، والبصير من الأعمى.
ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق، وتوضيحا له، فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه.
فإنه -حينئذ- يتبين من أدلة الحق، وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه، ما هو من أكبر المطالب، التي يتنافس فيها المتنافسون.

تفسير البغوي : مضمون الآية 113 من سورة الأنعام


( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ) أي : تميل إليه ، والصغو : الميل ، يقال : صغو فلان معك ، أي : ميله ، والفعل منه : صغى يصغي صغا ، وصغى يصغى ، ويصغو صغوا ، والهاء في " إليه " راجعة إلى زخرف القول : ( وليرضوه وليقترفوا ) ليكتسبوا ، ( ما هم مقترفون ) يقال : اقترف فلان مالا إذا اكتسبه ، وقال تعالى : ( ومن يقترف حسنة ) ( الشورى ، 23 ) ، وقال الزجاج : أي ليعملوا من الذنوب ما هم عاملون .

التفسير الوسيط : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة


وقوله: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ.
معطوف على غُرُوراً فيكون علة أخرى للإيحاء، والضمير في إِلَيْهِ يعود إلى زخرف القول.
وأصل الصغو: الميل.
يقال: صغا يصغو ويصغى صغوا، وصغى يصغى صغا أى: مال، وأصغى إليه مال إليه يسمعه، وأصغى الإناء: أماله.
ويقال: صغت الشمس والنجوم صغوا: مالت إلى الغروب.
والمعنى: يوحى بعضهم إلى بعضهم زخرف القول ليغروا به الضعفاء، ولتميل إلى هذا الزخرف الباطل من القول قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة لموافقته لأهوائهم وشهواتهم.
وخص عدم إيمانهم بالآخرة بالذكر- مع أنهم لا يؤمنون بأمور أخرى يجب الإيمان بها- لأن من لم يؤمن بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب يمشى دائما وراء شهواته وأهوائه ولا يتبع إلا زخرف القول وباطله.
ثم بين- سبحانه - تدرجهم السيئ في هذا العمل الأثيم فقال: وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ.
أى: وليرضوا هذا الفعل الخبيث لأنفسهم بعد أن مالت إليه قلوبهم، وليقترفوا ما هم مقترفون أى: وليكتسبوا ما هم مكتسبون من الأعمال السيئة فإن الله-تبارك وتعالى- سيجازيهم عليها بما يستحقونه.
وأصل القرف والاقتراف.
قشر اللحاء عن الشجر، والجلدة عن الجرح.
واستعير الاقتراف للاكتساب مطلقا ولكنه في الإساءة أكثر.
فيقال: قرفته بكذا إذا عبته واتهمته.
قال أبو حيان: وترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة، لأنه أولا يكون الخداع، فيكون الميل، فيكون الرضا، فيكون الاقتراف، فكل واحد مسبب عما قبله .
ثم أمر الله-تبارك وتعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصارح المشركين بأن الله وحده هو الحكم الحق، وإن كتابه هو الآية الكبرى الدالة على صدقه فيما يبلغه عنه فقال-تبارك وتعالى-:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 113 من سورة الأنعام


وقوله تعالى : { ولتصغى إليه } أي: ولتميل إليه - قاله ابن عباس - { أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة } أي: قلوبهم وعقولهم وأسماعهم .
وقال السدي : قلوب الكافرين ، { وليرضوه } أي: يحبوه ويريدوه . وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة ، كما قال تعالى : { فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم } [ الصافات : 161 - 163 ] ، وقال تعالى : { إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك } [ الذاريات : 8 ، 9 ] . وليقترفوا ما هم مقترفون قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { وليكتسبوا ما هم مكتسبون وقال السدي ، وابن زيد : وليعملوا ما هم عاملون .

تفسير الطبري : معنى الآية 113 من سورة الأنعام


القول في تأويل قوله تعالى : وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُقال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا =( ولتصغى إليه )، يقول جل ثناؤه: يوحي بعض هؤلاء الشياطين إلى بعض المزيَّن من القول بالباطل, ليغرّوا به المؤمنين من أتباع الأنبياء فيفتنوهم عن دينهم=( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )، يقول: ولتميل إليه قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة .
* * *= وهو من " صغَوْت تَصْغَى وتصغُو "= والتنزيل جاء ب " تصغَى " =" صَغْوًا، وصُغُوًّا "، وبعض العرب يقول: " صغيت "، بالياء، حكي عن بعض بني أسد: " صَغيت إلى حديثه, فأنا أصغَى صُغِيًّا " بالياء, وذلك إذا ملت.
يقال: " صَغْوِي معك "، إذا كان هواك معه وميلك, مثل قولهم: " ضِلَعِي معك ".
ويقال: " أصغيت الإناء " إذا أملته ليجتمع ما فيه، ومنه قول الشاعر: ( 14 )تَرَى السَّفِيهَ بِهِ عَنْ كُلِّ مُحْكَمَةٍزَيْغٌ, وفيهِ إلَى التَّشْبِيهِ إصْغَاءُ ( 15 )ويقال للقمر إذا مال للغيوب: " صغا " و " أصغى " .
* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:13781- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن على بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ( ولتصغى إليه أفئدة )، يقول: تزيغ إليه أفئدة .
13782- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس في قوله: ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )، قال: لتميل .
13783- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )، يقول: تميل إليه قلوبُ الكفار، ويحبونه، ويرضون به .
13784- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )، قال: " ولتصغى "، وليهووا ذلك وليرضوه.
قال: يقول الرجل للمرأة: " صَغَيْت إليها "، هويتها .
* * *القول في تأويل قوله : وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ( 113 )قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وليكتسبوا من الأعمال ما هم مكتسبون .
* * *حكي عن العرب سماعًا منها: " خرج يقترف لأهله ", بمعنى يكسب لهم.
ومنه قيل: " قارف فلان هذا الأمر "، إذا واقعه وعمله .
وكان بعضهم يقول: هو التهمة والادعاء.
يقال للرجل: " أنت قَرَفْتَنِي "، أي اتهمتني.
ويقال: " بئسما اقترفتَ لنفسك " ، وقال رؤبة:أَعْيَا اقْتِرَافُ الكَذِبِ المَقْرُوفِتَقْوَى التَّقِي وعِفَّةَ العَفِيفِ ( 16 )* * *وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( وليقترفوا )، قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:13785- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ( وليقترفوا ما هم مقترفون )، وليكتسبوا ما هم مكتسبون .
13786- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: ( وليقترفوا ما هم مقترفون )، قال: ليعملوا ما هم عاملون .
13787- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ( وليقترفوا ما هم مقترفون )، قال: ليعملوا ما هم عاملون .

الهوامش :( 14 ) لم أعرف قائله .
( 15 ) اللسان ( صغا ) ، وأيضًا في تفسير أبي حيان 4 : 205 ، والقرطبي 7 : 69 ، وفي اللسان والقرطبي : ( ( عن كل مكرمة )) ، وكأن الصواب ما تفسير ابن جرير ، وأبي حيان ، وكأن الشاعر يريد الذين يتبعون ما تشابه من آيات كتاب الله ، ويعرضون عن المحكم من آياته .
( 16 ) ليسا في ديوانه ، وهما في مجاو القرآن 1 : 205 .

ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون

سورة : الأنعام - الأية : ( 113 )  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 142 ) - عدد الأيات : ( 165 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا
  2. تفسير: إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
  3. تفسير: واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من
  4. تفسير: خالدين فيها لا يبغون عنها حولا
  5. تفسير: أنا صببنا الماء صبا
  6. تفسير: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم
  7. تفسير: يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران
  8. تفسير: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون
  9. تفسير: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا
  10. تفسير: حتى أتانا اليقين

تحميل سورة الأنعام mp3 :

سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام

سورة الأنعام بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنعام بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنعام بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنعام بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنعام بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنعام بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنعام بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنعام بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنعام بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنعام بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب