تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في ..
﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾
[ سورة لقمان: 18]
معنى و تفسير الآية 18 من سورة لقمان : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في
{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ }- أي: لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك الناس، تكبُّرًا عليهم، وتعاظما.{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا }- أي: بطرا، فخرا بالنعم، ناسيا المنعم، معجبا بنفسك.
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ } في نفسه وهيئته وتعاظمه { فَخُور } بقوله.
تفسير البغوي : مضمون الآية 18 من سورة لقمان
( ولا تصعر خدك للناس ) قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب : " ولا تصعر " بتشديد العين من غير ألف ، وقرأ الآخرون : " تصاعر " بالألف ، يقال : صعر وجهه وصاعر : إذا مال وأعرض تكبرا ، ورجل أصعر : أي : مائل العنق . قال ابن عباس : يقول : لا تتكبر فتحقر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك . وقال مجاهد : هو الرجل يكون بينك وبينه إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه . وقال عكرمة : هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه تكبرا . وقال الربيع بن أنس وقتادة : ولا تحتقر الفقراء ليكن الفقير والغني عندك سواء ( ولا تمش في الأرض مرحا ) خيلاء ( إن الله لا يحب كل مختال ) في مشيه ) ( فخور ) على الناس .
التفسير الوسيط : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في
ثم نهاه عن التكبر والغرور والتعالي على الناس فقال: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ...والصعر في الأصل: مرض يصيب البعير فيجعله معوج العنق، والمراد به هنا، التكبر واحتقار الناس، ومنه قول الشاعر:وكنا إذا الجبّار صعر خده ... مشينا إليه بالسيوف نعاتبهأى: ولا تمل صفحة وجهك عن الناس، ولا تتعالى عليهم كما يفعل المتكبرون والمغرورون، بل كن هينا لينا متواضعا، كما هو شأن العقلاء..وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً أى: ولا تمش في الأرض مشية المختالين المعجبين بأنفسهم. ومَرَحاً مصدر وقع موقع الحال على سبيل المبالغة، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف. أى: تمرح مرحا. والجملة في موضع الحال. أو مفعول لأجله. أى: من أجل المرح.وقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ تعليل للنهى. والمختال: المتكبر الذي يختال في مشيته، ومنه قولهم: فلان يمشى الخيلاء. أى يمشى مشية المغرور المعجب بنفسه.والفخور: المتباهى على الناس بماله أو جاهه أو منصبه.. يقال فخر فلان- كمنع- فهو فاخر وفخور، إذا تفاخر بما عنده على الناس، على سبيل التطاول عليهم، والتنقيص من شأنهم.أى: إن الله-تبارك وتعالى- لا يحب من كان متكبرا على الناس، متفاخرا بماله أو جاهه.
تفسير ابن كثير : شرح الآية 18 من سورة لقمان
وقوله : { ولا تصعر خدك للناس } يقول : لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك ، احتقارا منك لهم ، واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك ، وابسط وجهك إليهم ، كما جاء في الحديث : " ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط ، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ، والمخيلة لا يحبها الله " .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : { ولا تصعر خدك للناس } يقول : لا تتكبر فتحقر عباد الله ، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك . وكذا روى العوفي وعكرمة عنه .
وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : { ولا تصعر خدك للناس } : لا تكلم وأنت معرض . وكذا روي عن مجاهد ، وعكرمة ، ويزيد بن الأصم ، وأبي الجوزاء ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وابن يزيد ، وغيرهم .
وقال إبراهيم النخعي : يعني بذلك التشديق في الكلام .
والصواب القول الأول .
قال ابن جرير : وأصل الصعر : داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رؤوسها ، حتى تلفت أعناقها عن رؤوسها ، فشبه به الرجل المتكبر ، ومنه قول عمرو بن حنى التغلبي :
وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما
وقال أبو طالب في شعره :
وكنا قديما لا نقر ظلامة إذا ما ثنوا صعر الرؤوس نقيمها
وقوله : { ولا تمش في الأرض مرحا } أي: جذلا متكبرا جبارا عنيدا ، لا تفعل ذلك يبغضك الله; ولهذا قال : { إن الله لا يحب كل مختال فخور } أي: مختال معجب في نفسه ، فخور أي على غيره ، وقال تعالى : { ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا } [ الإسراء : 37 ] ، وقد تقدم الكلام على ذلك في موضعه .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثنا أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس قال : ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه ، فقال : " إن الله لا يحب كل مختال فخور " . فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها ، ويعجبني شراك نعلي ، وعلاقة سوطي ، فقال : " ليس ذلك الكبر ، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس " .
ورواه من طريق أخرى بمثله ، وفيه قصة طويلة ، ومقتل ثابت ووصيته بعد موته .
تفسير الطبري : معنى الآية 18 من سورة لقمان
القول في تأويل قوله تعالى : وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ( 18 )اختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ ) فقرأه بعض قرّاء الكوفة والمدنيين والكوفيين: ( وَلا تُصَعِّرْ ) على مثال ( تُفَعِّل ). وقرأ ذلك بعض المكيين وعامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة ( وَلا تُصَاعِرْ ) على مثال ( تُفَاعِل ).والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وتأويل الكلام: ولا تعرض بوجهك عمن كلمته تكبرا واستحقارا لمن تكلمه، وأصل ( الصعر ) داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رءوسها حتى تلفت أعناقها عن رءوسها، فيشبه به الرجل المتكبر على الناس، ومنه قول عمرو بن حُنَيٍّ التَّغلبيّ:وكُنَّا إذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُأقَمْنا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقوَّما ( 3 )واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه.* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) يقول: ولا تتكبر؛ فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك.حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) يقول: لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا.حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَلا تُصَعِّرْ ) قال: الصدود والإعراض بالوجه عن الناس.حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن برقان، عن يزيد في هذه الآية ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) قال: إذا كلمك الإنسان لويت وجهك، وأعرضت عنه محقرة له.حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا خالد بن حيان الرقي، عن جعفر بن ميمون بن مهران، قال: هو الرجل يكلم الرجل فيلوي وجهه.حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا أبو مكين، عن عكرِمة في قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) قال: لا تُعْرض بوجهك.حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) يقول: لا تعرض عن الناس، يقول: أقبل على الناس بوجهك وحسن خلقك.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) قال: تصعير الخدّ: التجبر والتكبر على الناس ومحقرتهم.حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي مكين، عن عكرمة، قال: الإعراض.وقال آخرون: إنما نهاه عن ذلك أن يفعله لمن بينه وبينه صعر، لا على وجه التكبر.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) قال: الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة، فيراه فيعرض عنه.حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد في قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ) قال: هو الرجل بينه وبين أخيه حنة فيعرض عنه.وقال آخرون: هو التشديق.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن جعفر الرازي، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: هو التشديق.حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: هو التشديق أو التشدّق " الطبري يشكُّ ".حدثنا يحيى بن طلحة، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، بمثله.وقوله: ( وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحا ) يقول: ولا تمش في الأرض مختالا.كما حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحا ) يقول: بالخيلاء.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحا إنَّ اللهَ لا يُحبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) قال: نهاه عن التكبر، قوله: ( إنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ ) متكبر ذي فخر.كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: ( كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) قال: متكبر. وقوله: ( فخور ) قال: يعدّد ما أعطى الله، وهو لا يشكر الله.
الهوامش :( 3 ) البيت لعمرو بن حني ( بالنون ) التغلبي ( معجم الشعراء للمرزباني ص 206 - 207 ) وهو فارس جاهلي مذكور، يقول في قتلهم عمرو بن هند، على رواية محمد بن داود:نُعَاطِي المُلُوكَ الحَقَّ مَا قَصَدُوا بِنَاوَلَيْسَ عَلَيْنَا قَتْلُهُمْ بِمُحَرَّمِأنِفْتُ لَهُمْ مِنْ عَقْلِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍإذَا وَرَدُوا مَاءً وَرُمْح بنِ هَرْثَمِوَكُنَّا إذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُأقَمْنَا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقَوَّمِقال: يريد: فتقوم أنت. وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها:يُعَيِّرُنِي أُمِّي رِجَالٌ وَلَنْ تَرَىأخا كرمٍ إلا بِأنْ يَتَكَرمَّاوبعده البيت، وآخره: " أقمنا له من ميله فتقوما "وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي. وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: ( ولا تصعر خدك للناس ): مجازه: لا تقلب وجهك، ولا تعرض بوجهك في ناحية، من الكبر؛ ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رءوسها، حتى يلفت أعناقها عن رءوسها. وقال عمرو بن حني التغلبي: " وكنا . .. فتقوما ". ونسب البيت في ( اللسان: صعر ) للمتلمس جرير بن عبد المسيح. قال: الصعر: ميل في الوجه. وقيل: الصعر: ميل في الخد خاصة. وربما كان خلقة في الإنسان والظليم. وقيل: هو ميل في العنق، وانقلاب في الوجه إلى حد الشقين. وقد صعر خده وصاعره: أماله من الكبر، قال المتلمس " وكنا . .. فتقوما ". يقول: إذا أمال متكبر خده أذللناه حتى يتقوم ميله. ا ه .
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم
- تفسير: وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار
- تفسير: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك
- تفسير: ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن
- تفسير: وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين
- تفسير: فالمدبرات أمرا
- تفسير: ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا
- تفسير: قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين
- تفسير: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون
- تفسير: ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نـزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها
تحميل سورة لقمان mp3 :
سورة لقمان mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة لقمان
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب