تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : أم يقولون افترى على الله كذبا فإن ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 24 من سورةالشورى - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۖ فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ۗ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
[ سورة الشورى: 24]

معنى و تفسير الآية 24 من سورة الشورى : أم يقولون افترى على الله كذبا فإن .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : أم يقولون افترى على الله كذبا فإن


يعني أم يقول المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم جرأة منهم وكذبا: افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فرموك بأشنع الأمور وأقبحها، وهو الافتراء على الله بادعاء النبوة والنسبة إلى الله ما هو بريء منه، وهم يعلمون صدقك وأمانتك، فكيف يتجرأون على هذا الكذب الصراح؟بل تجرأوا بذلك على الله تعالى، فإنه قدح في الله، حيث مكنك من هذه الدعوة العظيمة، المتضمنة -على موجب زعمهم- أكبر الفساد في الأرض، حيث مكنه الله من التصريح بالدعوة، ثم بنسبتها إليه، ثم يؤيده بالمعجزات الظاهرات، والأدلة القاهرات، والنصر المبين، والاستيلاء على من خالفه، وهو تعالى قادر على حسم هذه الدعوة من أصلها ومادتها، وهو أن يختم على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعي شيئا ولا يدخل إليه خير، وإذا ختم على قلبه انحسم الأمر كله وانقطع.
فهذا دليل قاطع على صحة ما جاء به الرسول، وأقوى شهادة من الله له على ما قال، ولا يوجد شهادة أعظم منها ولا أكبر، ولهذا من حكمته ورحمته، وسنته الجارية، أنه يمحو الباطل ويزيله، وإن كان له صولة في بعض الأوقات، فإن عاقبته الاضمحلال.
وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ الكونية، التي لا تغير ولا تبدل، ووعده الصادق، وكلماته الدينية التي تحقق ما شرعه من الحق، وتثبته في القلوب، وتبصر أولي الألباب، حتى إن من جملة إحقاقه تعالى الحق، أن يُقَيِّضَ له الباطل ليقاومه، فإذا قاومه، صال عليه الحق ببراهينه وبيناته، فظهر من نوره وهداه ما به يضمحل الباطل وينقمع، ويتبين بطلانه لكل أحد، ويظهر الحق كل الظهور لكل أحد.
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أي: بما فيها، وما اتصفت به من خير وشر، وما أكنته ولم تبده.

تفسير البغوي : مضمون الآية 24 من سورة الشورى


( أم يقولون ) بل يقولون يعني : كفار مكة ، ( افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك .
) قال مجاهد : يربط على قلبك بالصبر حتى لا يشق عليك أذاهم ، وقولهم : إنه مفتر .
قال قتادة : يعني يطبع على قلبك فينسيك القرآن وما أتاك ، فأخبرهم أنه لو افترى على الله لفعل به ما أخبر عنه في هذه الآية .
ثم ابتدأ فقال : ( ويمح الله الباطل ) قال الكسائي : فيه تقديم وتأخير مجازه : والله يمحو الباطل .
وهو في محل رفع ، ولكنه حذف منه الواو في المصحف على اللفظ كما حذفت من قوله : " ويدع الإنسان " ( الإسراء - 11 ) " وسندع الزبانية " ( العلق - 18 ) ، أخبر أن ما يقولونه باطل يمحوه الله ، ( ويحق الحق بكلماته ) أي : الإسلام بما أنزل من كتابه ، وقد فعل الله ذلك فمحا باطلهم وأعلى كلمة الإسلام .
( إنه عليم بذات الصدور ) قال ابن عباس : لما نزلت : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى وقع في قلوب قوم منها شيء وقالوا يريد أن يحثنا على أقاربه من بعده ، فنزل جبريل فأخبره أنهم اتهموه وأنزل هذه الآية ، فقال القوم : يا رسول الله فإنا نشهد أنك صادق ؟ فنزل :

التفسير الوسيط : أم يقولون افترى على الله كذبا فإن


ثم عادت السورة إلى توبيخ الكافرين على كذبهم وعنادهم، فقال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً.
أى: بل أيقولون إن محمدا صلّى الله عليه وسلّم قد افترى على الله-تبارك وتعالى- كذبا فيما يدعونا إليه، وفيما يتلوه علينا من قرآن؟ثم أجاب- سبحانه - عن افترائهم هذا بقوله: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ أى:فإن يشأ الله-تبارك وتعالى- يجعلك من المختوم على قلوبهم حتى تفترى عليه الكذب، لأن افتراء الكذب على الله لا يكون إلا ممن طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، وأنت أيها الرسول الكريم مبرأ ومنزه عن ذلك.
فالمقصود من الجملة الكريمة تنزيه ساحة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عما قاله المشركون في شأنه، وإثبات أن افتراء الكذب.
إنما هو من شأنهم لا من شأنه صلّى الله عليه وسلّم.
قال صاحب الكشاف: قوله: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ أى: فإن يشأ الله-تبارك وتعالى- يجعلك من المختوم على قلوبهم، حتى تفترى عليه الكذب، فإنه لا يجترئ على افتراء الكذب على الله إلا من كان في مثل حالهم.
وهذا الأسلوب مؤداه استبعاد الافتراء من مثله، وأنه في البعد مثل الشرك بالله، والدخول في جملة المختوم على قلوبهم ومثال هذا: أن يخوّن بعض الأمناء فيقول: لعل الله خذلنى، لعل الله أعمى قلبي، وهو لا يريد إثبات الخذلان وعمى القلب، وإنما يريد استبعاد أن يخون مثله، والتنبيه على أنه ركب من تخوينه أمر عظيم..وقوله- سبحانه -: وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ، وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ، إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ: كلام مستأنف غير داخل في جواب الشرط، لأنه-تبارك وتعالى- يمحو الباطل مطلقا، وسقطت الواو من الفعل يَمْحُ لفظا لالتقاء الساكنين، وخطا حملا له على اللفظ، كما كتبوا سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ فهو مرفوع لا مجزوم، ويؤيده عطف وَيُحِقُّ المرفوع عليه.
أى: من شأن الله-تبارك وتعالى- أن يمحو الباطل، وأن يثبت الحق بكلماته الفاصلة، وقضائه العادل، كما قال-تبارك وتعالى-: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ.
إِنَّهُ سبحانه- عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أى: مطلع على ما تخفيه الصدور من أسرار ونوايا، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وسيجازى كل إنسان بما يستحقه من خير أو شر.
ثم تحدثت السورة الكريمة عن دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق، وعن آثار القدرة فيما يحيط بالناس، وفيما يتعلق بحياتهم ومعاشهم، وفيما يتعلق بمظاهر لطفه بهم، وفضله عليهم، فقال-تبارك وتعالى-:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 24 من سورة الشورى


وقوله : ( أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ) أي : لو افتريت عليه كذبا كما يزعم هؤلاء الجاهلون ( يختم على قلبك ) أي : لطبع على قلبك وسلبك ما كان آتاك من القرآن ، كقوله تعالى : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) [ الحاقة : 44 - 47 ] أي : لانتقمنا منه أشد الانتقام ، وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه .وقوله : ( ويمح الله الباطل ) ليس معطوفا على قوله : ( يختم ) فيكون مجزوما ، بل هو مرفوع على الابتداء ، قاله ابن جرير ، قال : وحذفت من كتابته " الواو " في رسم المصحف الإمام ، كما حذفت في قوله : ( سندع الزبانية ) [ العلق : 18 ] وقوله : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) [ الإسراء : 11 ] .وقوله : ( ويحق الحق بكلماته ) معطوف على ( ويمح الله الباطل ويحق الحق ) أي : يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه بكلماته ، أي : بحججه وبراهينه ، ( إنه عليم بذات الصدور ) أي : بما تكنه الضمائر ، وتنطوي عليه السرائر .

تفسير الطبري : معنى الآية 24 من سورة الشورى


القول في تأويل قوله تعالى : أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)يقول تعالى ذكره: أم يقول هؤلاء المشركون بالله: ( افْتَرَى ) محمد ( عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) فجاء بهذا الذي يتلوه علينا اختلاقا من قبل نفسه.
وقوله: ( فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ ) يا محمد يطبع على قلبك, فتنس هذا القرآن الذي أُنزل إليك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) فينسيك القرآن.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, فى قوله: ( فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) قال: إن يشأ الله أنساك ما قد أتاك.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قول الله عزّ وجلّ: ( فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) قال: يطبع.
وقوله: ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ) يقول: ويذهب الله بالباطل فيمحقه.
( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) التي أنزلها إليك يا محمد فيثبته.
وقوله: ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ) في موضع رفع بالابتداء, ولكنه حُذفت منه الواو في المصحف, كما حُذفت من قوله: سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ومن قوله: وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ وليس بجزم على العطف على يختم.
وقوله: ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو علم بما في صدور خلقه, وما تنطوي عليه ضمائرهم, لا يخفى عليه من أمورهم شيء, يقول لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: لو حدّثت نفسك أن تفتري على الله كذبا, لطبعت على قلبك, وأذهبت الذي أتيتك من وحيي, لأني أمحو الباطل فأذهبه, وأحقّ الحقّ, وإنما هذا إخبار من الله الكافرين به, الزاعمين أن محمدا افترى هذا القرآن من قبل نفسه, فأخبرهم أنه إن فعل لفعل به ما أخبر به في هذه الآية.

أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور

سورة : الشورى - الأية : ( 24 )  - الجزء : ( 25 )  -  الصفحة: ( 486 ) - عدد الأيات : ( 53 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين
  2. تفسير: واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من
  3. تفسير: يحسب أن ماله أخلده
  4. تفسير: ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين
  5. تفسير: وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
  6. تفسير: ذكرى وما كنا ظالمين
  7. تفسير: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا
  8. تفسير: وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون
  9. تفسير: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن
  10. تفسير: إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا

تحميل سورة الشورى mp3 :

سورة الشورى mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الشورى

سورة الشورى بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الشورى بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الشورى بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الشورى بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الشورى بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الشورى بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الشورى بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الشورى بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الشورى بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الشورى بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب