تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 31 من سورةإبراهيم - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾
[ سورة إبراهيم: 31]

معنى و تفسير الآية 31 من سورة إبراهيم : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا


أي: قل لعبادي المؤمنين آمرا لهم بما فيه غاية صلاحهم وأن ينتهزوا الفرصة، قبل أن لا يمكنهم ذلك: يُقِيمُوا الصَّلَاة ظاهرا وباطنا وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ أي: من النعم التي أنعمنا بها عليهم قليلا أو كثيرا سِرًّا وَعَلَانِيَةً وهذا يشمل النفقة الواجبة كالزكاة ونفقة من تجب [عليه] نفقته، والمستحبة كالصدقات ونحوها.
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ أي: لا ينفع فيه شيء ولا سبيل إلى استدراك ما فات لا بمعاوضة بيع وشراء ولا بهبة خليل وصديق، فكل امرئ له شأن يغنيه، فليقدم العبد لنفسه، ولينظر ما قدمه لغد، وليتفقد أعماله، ويحاسب نفسه، قبل الحساب الأكبر.

تفسير البغوي : مضمون الآية 31 من سورة إبراهيم


( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ) قال الفراء : هو جزم على الجزاء ( وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ) مخاللة وصداقة .
[ قرأ ابن كثير ، وابن عمرو ، ويعقوب : " لا بيع فيه ولا خلال " بالنصب فيهما على النفي العام .
وقرأ الباقون : " لا بيع ولا خلال " بالرفع والتنوين
] .

التفسير الوسيط : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا


وبعد هذا الأمر من الله-تبارك وتعالى- لنبيه- صلى الله عليه وسلم - بتهديد الكافرين، وجه- سبحانه - أمرا آخر له صلى الله عليه وسلم طلب منه فيه، مواصلة دعوة المؤمنين إلى الاستمرار في التزود من العمل الصالح فقال-تبارك وتعالى-: قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ.
قال الجمل: «قوله «قل لعبادي ...
إلخ» مفعول قل محذوف يدل عليه جوابه، أى:قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا- وقوله: يقيموا وينفقوا مجزومان في جواب الأمر، أى: إن قلت لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا ...
يقيموا وينفقوا.
ويجوز أن يكون قوله «يقيموا وينفقوا» مجزومين بلام الأمر المقدرة.
أى: ليقيموا الصلاة ولينفقوا ...
» .
والمراد بإقامة الصلاة: المواظبة على أدائها في أوقاتها المحددة لها، مع استيفائها لأركانها وسننها وآدابها وخشوعها، ومع إخلاص النية عند أدائها لله-تبارك وتعالى-.
والمراد بالإنفاق: ما يشمل جميع وجوه الإنفاق الواجبة والمستحبة.
والمراد بقوله «سرا وعلانية» ما يتناول عموم الأحوال في الحرص على بذل المال في وجوهه المشروعة.
والمعنى: قل- أيها الرسول الكريم- لعبادي المخلصين، الذين آمنوا إيمانا حقا، قل لهم: ليستزيدوا من المواظبة على أداء الصلاة، وعلى الإنفاق مما رزقناهم في جميع الأحوال، بأن يجعلوا نفقتهم في السر إذا كانت آداب الدين وتعاليمه تقتضي ذلك، وأن يجعلوها في العلن إذا كانت المنفعة في ذلك.
والإضافة في قوله «لعبادي» للتشريف والتكريم لهؤلاء العباد المخلصين.
ولم تعطف هذه الآية الكريمة على ما قبلها وهو قوله قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ للإيذان بتباين حال الفريقين، واختلاف شأنهما.
ومفعول «ينفقوا» محذوف والتقدير ينفقوا شيئا مما رزقناهم.
وعبر- سبحانه - بمن المفيدة للتبعيض في قوله مِمَّا رَزَقْناهُمْ للاشعار بأنهم قوم عقلاء يبتعدون في إنفاقهم عن الإسراف والتبذير، عملا بقوله-تبارك وتعالى-: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً .
وهذا التعبير- أيضا- يشعر بأن هذا المال الذي بين أيدى عباده- سبحانه - ما هو إلا رزق رزقهم الله إياه، ونعمة أنعم بها عليهم، فعليهم أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر، بأن ينفقوا جزءا منها في وجوه الخير.
وقوله سِرًّا وَعَلانِيَةً منصوبان على الحال أى: مسرين ومعلنين، أو على المصدر أى:إنفاق سر وإنفاق علانية.
وقدم- سبحانه - إنفاق السر على العلانية للتنبيه على أنه أولى الأمرين في معظم الأحوال لبعده عن خواطر الرياء، ولأنه أستر للمتصدق عليه.
وقوله- سبحانه - مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ مؤكد لمضمون ما قبله من الأمر بإقامة الصلاة وبالإنفاق في وجوه الخير بدون تردد أو إبطاء.
ولفظ «خلال» مصدر خاللت بمعنى صاحبت وصادقت، أو جمع خليل بمعنى صديق، أو جمع خلة بمعنى الصداقة كقلة وقلال.
أى: قل لهم- أيها الرسول الكريم- بأن من الواجب عليهم أن يكثروا ويداوموا على إقامة الصلاة وعلى الإنفاق مما رزقهم- سبحانه -، من قبل أن يفاجئهم يوم القيامة، ذلك اليوم الذي لا تقبل فيه المعاوضات، ولا تنفع فيه شفاعة الصديق لصديقه، وإنما الذي يقبل وينفع في هذا اليوم هو العمل الصالح الذي قدمه المسلم في دنياه.
فالجملة الكريمة تفيد حضا آخر على إقام الصلاة وعلى الإنفاق عن طريق التذكير للناس بهذا اليوم الذي تنتهي فيه الأعمال، ولا يمكن فيه استدراك ما فاتهم، ولا تعويض ما فقدوه من طاعات.
كما تفيد أن المواظبة على أداء هاتين الشعيرتين، من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه- سبحانه - والتي تكون سببا في رفع الدرجات يوم القيامة.
وشبيه بهذه الآية قوله-تبارك وتعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ .

تفسير ابن كثير : شرح الآية 31 من سورة إبراهيم


يقول تعالى آمرا العباد بطاعته والقيام بحقه ، والإحسان إلى خلقه ، بأن يقيموا الصلاة وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن ينفقوا مما رزقهم الله بأداء الزكوات ، والنفقة على القرابات والإحسان إلى الأجانب .والمراد بإقامتها هو : المحافظة على وقتها وحدودها ، وركوعها وخشوعها وسجودها .وأمر تعالى بالإنفاق مما رزق في السر ، أي : في الخفية ، والعلانية وهي : الجهر ، وليبادروا إلى ذلك لخلاص أنفسهم ( من قبل أن يأتي يوم ) وهو يوم القيامة ، وهو يوم ( لا بيع فيه ولا خلال ) أي : لا يقبل من أحد فدية بأن تباع نفسه ، كما قال تعالى : ( فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا ) [ الحديد : 15 ] .وقوله : ( ولا خلال ) قال ابن جرير : يقول : ليس هناك مخالة خليل ، فيصفح عمن استوجب العقوبة ، عن العقاب لمخالته ، بل هنالك العدل والقسط ، فالخلال مصدر ، من قول القائل : " خاللت فلانا ، فأنا أخاله مخالة وخلالا " ومنه قول امرئ القيس :صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ولست بمقلي الخلال ولا قالوقال قتادة : إن الله قد علم أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها في الدنيا ، فينظر رجل من يخالل وعلام صاحب ، فإن كان لله فليداوم ، وإن كان لغير الله فسيقطع عنه .قلت : والمراد من هذا أنه يخبر تعالى أنه لا ينفع أحدا بيع ولا فدية ، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا لو وجده ، ولا ينفعه صداقة أحد ولا شفاعة أحد إذا لقي الله كافرا ، قال الله تعالى : ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ) [ البقرة : 123 ] وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) [ البقرة : 254 ] .

تفسير الطبري : معنى الآية 31 من سورة إبراهيم


يقول تعالى ذكره: الله الذي أنشأ السماوات والأرض من غير شيء أيها الناس ، وأنزل من السماء غيثا أحيا به الشجر والزرع ، فأثمرت رزقا لكم تأكلونه ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ ) وهي السفن ( لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ) لكم تركبونها وتحملون فيها أمتعتكم من بلد إلى بلد ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ ) ماؤُها شراب لكم ، يقول تعالى ذكره: الذي يستحقّ عليكم العبادة وإخلاص الطاعة له ، من هذه صفته ، لا من لا يقدر على ضرّ ولا نفع لنفسه ولا لغيره من أوثانكم أيها المشركون وآلهتكم.
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، وحدثنا الحسن بن محمد ، يعني الزعفرانيّ ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، وحدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ ) قال: بكل بلدة.

قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال

سورة : إبراهيم - الأية : ( 31 )  - الجزء : ( 13 )  -  الصفحة: ( 259 ) - عدد الأيات : ( 52 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون
  2. تفسير: وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد
  3. تفسير: له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم
  4. تفسير: إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم
  5. تفسير: ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون
  6. تفسير: فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن
  7. تفسير: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
  8. تفسير: فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون
  9. تفسير: وأن عليه النشأة الأخرى
  10. تفسير: وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل

تحميل سورة إبراهيم mp3 :

سورة إبراهيم mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة إبراهيم

سورة إبراهيم بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة إبراهيم بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة إبراهيم بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة إبراهيم بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة إبراهيم بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة إبراهيم بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة إبراهيم بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة إبراهيم بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة إبراهيم بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة إبراهيم بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب