تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 81 من سورةالأنعام - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
[ سورة الأنعام: 81]

معنى و تفسير الآية 81 من سورة الأنعام : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم


وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وحالها حال العجز، وعدم النفع، وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا أي: إلا بمجرد اتباع الهوى.
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

تفسير البغوي : مضمون الآية 81 من سورة الأنعام


( وكيف أخاف ما أشركتم ) يعني الأصنام ، وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع ، ( ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) حجة وبرهانا ، وهو القاهر القادر على كل شيء ، ( فأي الفريقين أحق ) أولى ، ( بالأمن ) أنا وأهل ديني أم أنتم؟ ( إن كنتم تعلمون ) .

التفسير الوسيط : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم


ثم حكى القرآن عن إبراهيم- عليه السلام- أنه بعد أن صارح قومه بأنه لا يخشى آلهتهم، أخذ في التهكم بهم والتعجب من شأنهم لأنهم يخوفونه مما لا يخيف فقال: وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً.
أى: كيف ساغ لكم أن تظنوا أنى أخاف معبوداتكم الباطلة وهي مأمونة الخوف لأنها لا تضر ولا تنفع، وأنتم لا تخافون إشراككم بالله خالقكم دون أن يكون معكم على هذا الإشراك حجة أو برهان من العقل أو النقل.
فالاستفهام للإنكار التعجبي من إنكارهم عليه الأمن في موضع الأمن، وعدم إنكارهم على أنفسهم الأمن في موضع أعظم المخوفات وأهوالها وهو إشراكهم بالله.
قال بعض العلماء: وجملة وَكَيْفَ أَخافُ.. إلخ.
معطوفة على جملة وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ ليبين لهم أن عدم خوفه من آلهتهم أقل عجبا من عدم خوفهم من الله، وهذا يؤذن بأن قومه كانوا يعرفون الله وأنهم أشركوا معه في الإلهية غيره فلذلك احتج عليهم بأنهم أشركوا بربهم المعترف به دون أن ينزل عليهم سلطانا بذلك .
وقال الآلوسى: وقوله وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ استئناف- كما قال شيخ الإسلام- مسوق لنفى الخوف عنه- عليه السلام- بحسب زعم الكفر بالطريق الإلزامى بعد نفيه عنه بحسب الواقع ونفس الأمر، وفي توجيه الإنكار إلى كيفية الخوف من المبالغة ما ليس في توجيهه إلى نفسه بأن يقال: أأخاف لما أن كل موجود لا يخلو عن كيفية، فإذا انتفت جميع كيفياته فقد انتفى من جميع الجهات بالطريق البرهاني» .
وما في قوله ما أَشْرَكْتُمْ موصولة والعائد محذوف أى: ما أشرككم به، ثم ركب- عليه السلام- على هذا الإنكار التعجبي ما هو نتيجة له فقال: فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
أى: فأى الفريقين فريق الموحدين أم فريق المشركين أحق وأولى بالأمن من لحوق الضرر به، إن كنتم تعلمون ذلك فأخبرونى به وأظهروه بالدلائل والحجج.
فجواب الشرط محذوف تقديره أخبرونى بذلك.
وهذا لون من إلجائهم إلى الاعتراف بالحق إن كانوا ممن يعقل أو يسمع، وحث لهم على الإجابة.
قال صاحب المنار: «ونكتة عدوله عن قوله «فأينا أحق بالأمن» إلى قوله «فأى الفريقين» هي بيان أن هذه المقابلة عامة لكل موحد ومشرك من حيث إن أحد الفريقين موحد والآخر مشرك، لا خاصة به وبهم، فهي متضمنة لعلة الأمن.
وقيل إن نكتته الاحتراز عن تزكية النفس، واسم التفضيل على غير بابه، فالمراد أينا حقيق بالأمن، ولكنه عبر باسم التفضيل ناطقا في استنزالهم عن منتهى الباطل وهو ادعاؤهم أنهم هم الحقيقون بالأمن وأنه الحقيق بالخوف إلى الوسط النظري بين الأمرين وهو أى الفريقين أحق، واحترازا عن تنفيرهم من الإصغاء إلى قوله كله» .

تفسير ابن كثير : شرح الآية 81 من سورة الأنعام


وقوله : ( وكيف أخاف ما أشركتم ) أي : كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدون من دون الله ( ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) ؟ قال ابن عباس وغير واحد من السلف : أي حجة وهذا كما قال تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) [ الشورى : 21 ] وقال ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) [ النجم : 23 ] .وقوله : ( فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ) أي : فأي الطائفتين أصوب؟ الذي عبد من بيده الضر والنفع ، أو الذي عبد من لا يضر ولا ينفع بلا دليل ، أيهما أحق بالأمن من عذاب الله يوم القيامة؟

تفسير الطبري : معنى الآية 81 من سورة الأنعام


القول في تأويل قوله : وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)قال أبو جعفر: وهذا جواب إبراهيم لقومه حين خوفوه من آلهتهم أن تمسَّه، لذكره إياها بسوء في نفسه بمكروه, فقال لهم: وكيف أخاف وأرهب ما أشركتموه في عبادتكم ربَّكم فعبدتموه من دونه، وهو لا يضر ولا ينفع ؟ ولو كانت تنفع أو تضر، لدفعت عن أنفسها كسرِى إياها وضربي لها بالفأس! وأنتم لا تخافون الله الذي خلقكم ورزقكم، وهو القادر على نفعكم وضركم في إشراككم في عبادتكم إياه =" ما لم ينزل به عليكم سلطانًا "، يعني: ما لم يعطكم على إشراككم إياه في عبادته حُجّة, ولم يضع لكم عليه برهانًا, ولم يجعل لكم به عذرًا (78) =" فأي الفريقين أحقّ بالأمن "، (79) يقول: أنا أحق بالأمن من عاقبة عبادتي ربّي مخلصًا له العبادة، حنيفًا له ديني، بريئًا من عبادة الأوثان والأصنام, أم أنتم الذين تعبدون من دون الله أصنامًا لم يجعل الله لكم بعبادتكم إياها برهانًا ولا حجة (80) =" إن كنتم تعلمون "، يقول: إن كنتم تعلمون صدق ما أقول، وحقيقة ما أحتجُّ به عليكم, فقولوا وأخبروني: أيُّ الفريقين أحق بالأمن؟* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك, كان محمد بن إسحاق يقول فيما:-13467 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، قال محمد بن إسحاق في قوله: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله " ، يقول : كيف أخاف وثَنًا تعبدون من دون الله لا يضرُّ ولا ينفع, ولا تخافون أنتم الذي يضر وينفع, وقد جعلتم معه شركاء لا تضر ولا تنفع ؟ =" فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن إن كنتم تعلمون "، أي: بالأمن من عذاب الله في الدنيا والآخرة، الذي يَعْبد الذي بيده الضرّ والنفع، أم الذي يعبد ما لا يضرّ ولا ينفع؟ يضرب لهم الأمثال, ويصرِّف لهم العبر, ليعلموا أنَّ الله هو أحق أن يخاف ويعبد مما يعبُدون من دونه.
13468 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع قال: أفلج الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين خاصمهم, (81) فقال: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانًا فأيّ الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " ؟ ثم قال: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ .
13469 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قول إبراهيم حين سألهم: " أيُّ الفريقين أحق بالأمن "، هي حجة إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
13470- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره، قال إبراهيم حين سألهم: " فأي الفريقين أحق بالأمن " ؟ قال: وهي حجة إبراهيم عليه السلام .
13471 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "، أمَنْ يعبد ربًّا واحدًا, أم من يعبد أربابًا كثيرة؟ يقول قومه: الذين آمنوا برب واحد.
(82)13472 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "، أمن خاف غير الله ولم يخفه، أم من خاف الله ولم يخف غيره؟ فقال الله تعالى ذكره: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ، الآية.
* * *------------------(78) انظر تفسير"السلطان" فيما سلف 7: 279/9 : 336 ، 337 ، 360.
(79) انظر تفسير"الفريق" فيما سلف 8: 548 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك.
(80) انظر تفسير"الأمن" فيما سلف 3: 29 ، 4: 87.
(81) "أفلجت فلانا على خصمه" ، إذا غلبته ، و"أفلجه الله عليه" ، آتاه الظفر والفوز والغلبة.
(82) الأثر: 13471 - انظر الأثر التالي رقم: 13475 ، وأن هذه مقالة قوم إبراهيم.

وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينـزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون

سورة : الأنعام - الأية : ( 81 )  - الجزء : ( 7 )  -  الصفحة: ( 137 ) - عدد الأيات : ( 165 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ثم أغرقنا بعد الباقين
  2. تفسير: إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون
  3. تفسير: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر
  4. تفسير: والسماء رفعها ووضع الميزان
  5. تفسير: بل تؤثرون الحياة الدنيا
  6. تفسير: فويل للمصلين
  7. تفسير: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين
  8. تفسير: إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور
  9. تفسير: وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا
  10. تفسير: وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا

تحميل سورة الأنعام mp3 :

سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام

سورة الأنعام بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنعام بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنعام بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنعام بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنعام بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنعام بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنعام بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنعام بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنعام بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنعام بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب