تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله ..
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
[ سورة هود: 92]
معنى و تفسير الآية 92 من سورة هود : قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله
فـ { قَالَ ْ} لهم مترققا لهم: { يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ ْ}- أي: كيف تراعوني لأجل رهطي، ولا تراعوني لله، فصار رهطي أعز عليكم من الله.{ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ْ}- أي: نبذتم أمر الله، وراء ظهوركم، ولم تبالوا به، ولا خفتم منه.{ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ْ} لا يخفى عليه من أعمالكم مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فسيجازيكم على ما عملتم أتم الجزاء.
تفسير البغوي : مضمون الآية 92 من سورة هود
( يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ) أي : مكان رهطي أهيب عندكم من الله ، أي : إن تركتم قتلي لمكان رهطي فالأولى أن تحفظوني في الله . ( واتخذتموه وراءكم ظهريا ) أي : نبذتم أمر الله وراء ظهوركم وتركتموه ، ( إن ربي بما تعملون محيط ) .
التفسير الوسيط : قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله
وهنا نجد شعيبا - عليه السلام - ينتقل فى أسلوب مخاطبته لهم من اللين إلى الشدة ، ومن التلطف إلى الإِنكار ، دفاعا عن جلال ربه - سبحانه - فيقول لهم : { قَالَ ياقوم أرهطي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ الله ... }أى : ارهطى وعشيرتى الأقربون ، الذين من أجلهم لم ترجمونى ، أعز وأكرم عندكم من الله - تعالى - الذى هو خالقكم ورازقكم ومميتكم ومحييكم .{ واتخذتموه وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } أى : وجعلتم أوامره ونواهيه التى جئتكم بها من لدنه - سبحانه - كالشئ المنبوذ المهمل الملقى من وراء الظهر بسبب كفركم وطغيانكم { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أى : إن ربى قد أحاط علمه بأقوالكم وأعمالكم السيئة ، وسجايزيكم عليها بما تستحقون من عذاب مهين .
تفسير ابن كثير : شرح الآية 92 من سورة هود
{ قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله } يقول : أتتركوني لأجل قومي ، ولا تتركوني إعظاما لجناب الله أن تنالوا نبيه بمساءة . وقد اتخذتم جانب الله { وراءكم ظهريا } أي: نبذتموه خلفكم ، لا تطيعونه ولا تعظمونه ، { إن ربي بما تعملون محيط } أي: هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم بها .
تفسير الطبري : معنى الآية 92 من سورة هود
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ( 92 )قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال شعيب لقومه: يا قوم ، أعزّزتم قومكم، فكانوا أعزّ عليكم من الله، واستخففتم بربكم، فجعلتموه خلف ظهوركم، لا تأتمرون لأمره ولا تخافون عقابه، ولا تعظِّمونه حق عظَمته؟* * *يقال للرجل إذا لم يقض حاجة الرجل: " نَبَذ حاجته وراء ظهره " ، ( 9 ) أي : تركها لا يلتفت إليها. و إذا قضاها قيل: " جعلها أمامه ، ونُصْب عينيه " ، ويقال: " ظَهَرتَ بحاجتي " و " جعلتها ظِهْرِيَّة " ، أي : خلف ظهرك، كما قال الشاعر: ( 10 )*وَجَدْنَا بَنِي البَرْصَاءِ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ* ( 11 )بمعنى: أنهم يَظْهَرون بحوائجِ النّاس فلا يلتفتون إليها.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك :18515- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، وذلك أن قوم شعيب ورهطه كانوا أعز عليهم من الله، وصَغُر شأن الله عندهم ، عزَّ ربُّنا وجلَّ.18516- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، قال: قَفًا. ( 12 )18517- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: ( يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريًّا )، يقول: عززتم قومكم، وأظهرْتم بربكم.18518- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( واتخذتموه وراءكم ظهريا ) ، قال: لم تراقبوه في شيء إنما تراقبون قومي ( واتخذتموه وراءكم ظهريا ) ، يقول: عززتم قومكم وأظهرتم بربكم.18519- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، قال: لم تراقبوه في شيء، إنما تراقبون قومي ، ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا )، لا تخافونه18520- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: ( أرهطي أعز عليكم من الله ) ، قال: أعززتم قومكم ، واغتررتم بربكم، سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قال: قال سفيان: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، كما يقول الرجل للرجل: " خلَّفتَ حاجتي خلفَ ظهرك "، ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا )، استخففتم بأمره. فإذا أراد الرجل قضاء حاجةِ صاحبه جعلها أمامه بين يديه، ولم يستخفَّ بها.18521- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، قال: " الظهْريّ " ، الفَضْل، مثل الجمّال يخرج معه بإبل ظَهَارَّية ، ( 13 ) فضل ، لا يحمل عليها شيئًا ، إلا أن يحتاج إليها. قال: فيقول: إنما ربكم عندكم مثل هذا ، إن احتجتم إليه. وإن لم تحتاجوا إليه فليس بشيء.* * *وقال آخرون: معنى ذلك: واتخذتم ما جاء به شعيبٌ وراءكم ظهريًّا ، فالهاء في قوله: ( واتخذتموه ) ، على هذا من ذكر ما جاء به شعيب.*ذكر من قال ذلك :18522- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا )، قال: تركتم ما جاء به شعيب18523-. . . . قال، حدثنا جعفر بن عون، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد قال: نبذوا أمره.18524- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد: ( واتخذتموه وراءكم ظهريا ) ، قال: نبذتم أمره.18525- حدثنا محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا )، قال: همَّ رهط شعيب بتركهم ما جاء به وراء ظهورهم ظهريًّا.18526- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال ،18527- . . . . وحدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، قال: استثناؤهم رهط شعيب، وتركهم ما جاءَ به شعيب وراء ظهورهم ظهريًّا.* * *قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك ، لقرب قوله: ( واتخذتموه وراءكم ظهريًّا ) ، من قوله: ( أرهطي أعز عليكم من الله ) ، فكانت الهاء في قوله : ( واتخذتموه ) ، بأن تكون من ذكر الله ، لقرب جوارها منه ، أشبهَ وأولى.* * *وقوله: ( إن ربي بما تعملون محيط ) ، يقول: إن ربي محيط علمه بعملكم، ( 14 ) فلا يخفى عليه منه شيء، وهو مجازيكم على جميعه عاجلا وآجلا.-
الهوامش :( 9 ) انظر تفسير " نبذه وراء ظهره " فيما سلف 1 : 403 ، 404 / 7 : 458 ، 459 ، 463 .( 10 ) هو أرطاة بن سهية المري .( 11 ) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 298 ، واللسان ( ظهر ) ، وكان أرطاة يهاجي شبيب بن البرصاء ، وهما جميعًا من بني مرة بن سعد بن ذبيان ، والهجاء بينهما كثير ، وهذا منه . انظر الأغاني 13 : 29 - 44 ( دار الكتب ) ترجمة أرطاة بن سهية ، والأغاني 12 : 271 - 281 ( ساسي ) ترجمة شبيب بن البرصاء . وصدر البيت :* فَمَنْ مُبْلِغٌ أبْنَاءَ مُرَّة أنَّنَا *( 12 ) هكذا في المطبوعة ، ولها معنى ، ولكن الذي في المخطوطة : " قصي " ، وكأنه أراد " قصيا " ، وهذا عندي أحب .( 13 ) هكذا جاء في المخطوطة والمطبوعة : " ظهارية " ، ولكن اللغة على أن جمع " ظهري " ، " ظهاري " ، فزيادة التاء هنا ضعيفة الوجه .( 14 ) انظر تفسير " محيط " فيما سلف ص: 445 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات
- تفسير: وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم
- تفسير: والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
- تفسير: فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن
- تفسير: يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم
- تفسير: ولم أدر ما حسابيه
- تفسير: إله الناس
- تفسير: إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله
- تفسير: الذين هم في خوض يلعبون
- تفسير: وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون
تحميل سورة هود mp3 :
سورة هود mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة هود
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب