تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 95 من سورة التوبة - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
[ سورة التوبة: 95]

معنى و تفسير الآية 95 من سورة التوبة : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا


‏{‏سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ‏}‏ أي‏:‏ لا توبخوهم، ولا تجلدوهم أو تقتلوهم‏.‏‏{‏إِنَّهُمْ رِجْسٌ‏}‏ أي‏:‏ إنهم قذر خبثاء، ليسوا بأهل لأن يبالى بهم، وليس التوبيخ والعقوبة مفيدا فيهم، ‏{‏و‏}‏ تكفيهم عقوبة جهنم جزاء بما كانوا يكسبون‏.‏

تفسير البغوي : مضمون الآية 95 من سورة التوبة


( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم ) إذا انصرفتم إليهم من غزوكم ، ( لتعرضوا عنهم ) لتصفحوا عنهم ولا تؤنبوهم ، ( فأعرضوا عنهم ) فدعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق ، ( إنهم رجس ) نجس أي : إن عملهم قبيح ، ( ومأواهم ) في الآخرة ، ( جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ) .
قال ابن عباس : نزلت في جد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهما وكانوا ثمانين رجلا من المنافقين .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة : " لا تجالسوهم ولا تكلموهم " .
وقال مقاتل : نزلت في عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو لا يتخلف عنه بعدها ، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى عنه ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ، ونزل :( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) .

التفسير الوسيط : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا


ثم أخبر- سبحانه - رسوله صلى الله عليه وسلم بأن هؤلاء المنافقين، سيؤكدون أعذارهم الكاذبة بالأيمان الفاجرة فقال: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ....أى: أنهم سيحلفون بالله لكم- أيها المؤمنون- إذا ما رجعتم إليهم من تبوك وذلك لكي تعرضوا عنهم فلا توبخوهم على قعودهم، ولا تعنفوهم على تخلفهم.
وقوله فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ تعليل لوجوب الإعراض عنهم، لا على سبيل الصفح والعفو، بل على سبيل الإهمال والترك والاحتقار.
أى: فأعرضوا- أيها المؤمنون- عن هؤلاء المنافقين المتخلفين، لأنهم «رجس» .
أى: قذر ونجس لسوء نواياهم، وخبث طواياهم.
وقد جعلهم- سبحانه - نفس الرجس، مبالغة في نجاسة أعمالهم، وقبح بواطنهم.
وقوله: وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ بيان لسوء مصيرهم في الآخرة.
أى: أنهم في الدنيا محل الاحتقار والازدراء لنجاسة بواطنهم، أما في الآخرة فمستقرهم وموطنهم جهنم بسبب ما اكتسبوه من أعمال قبيحة، وما اجترحوه من أفعال سيئة.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 95 من سورة التوبة


ثم أخبر عنهم أنهم سيحلفون معتذرين لتعرضوا عنهم فلا تؤنبوهم ، { فأعرضوا عنهم } احتقارا لهم ، { إنهم رجس } أي: خبثاء نجس بواطنهم واعتقاداتهم ، { ومأواهم } في آخرتهم } جهنم } { جزاء بما كانوا يكسبون } أي: من الآثام والخطايا .

تفسير الطبري : معنى الآية 95 من سورة التوبة


القول في تأويل قوله : سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 95 )قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: سيحلف، أيها المؤمنون بالله، لكم هؤلاء المنافقون الذين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله =( إذا انقلبتم إليهم )، يعني: إذا انصرفتم إليهم من غزوكم ( 4 ) =( لتعرضوا عنهم )، فلا تؤنبوهم =( فأعرضوا عنهم )، يقول جل ثناؤه للمؤمنين: فدعوا تأنيبهم، وخلوهم وما اختاروا لأنفسهم من الكفر والنفاق ( 5 ) ( إنهم رجس ومأواهم جهنم )، يقول: إنهم نجس ( 6 ) =( ومأواهم جهنم ), يقول: ومصيرهم إلى جهنم، وهي مسكنهم الذي يأوُونه في الآخرة ( 7 ) =( جزاء بما كانوا يكسبون )، ( 8 ) يقول: ثوابًا بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا من معاصي الله.
( 9 )* * *وذكر أن هذه الآية نزلت في رجلين من المنافقين، قالا ما:-17090- حدثنا به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا )، إلى: ( بما كانوا يكسبون )، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألا تغزو بني الأصفر، ( 10 ) لعلك أن تصيب بنت عظيم الرُّوم, فإنهنّ حِسان ! ( 11 ) فقال رجلان: قد علمت، يا رسول الله، أن النساء فتنة, فلا تفتنَّا بهنَّ! فأذن لنا ! فأذن لهما.
فلما انطلقا, قال أحدهما: إن هو إلا شَحْمةٌ لأوّل آكلٍ! ( 12 ) فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم ينزل عليه في ذلك شيء, فلما كان ببعض الطريق، نزل عليه وهو على بعض المياه: لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ [ سورة التوبة: 42 ]، ونزل عليه: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [ سورة التوبة: 43 ]، ونزل عليه: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [ سورة التوبة: 44 ]، ونزل عليه: ( إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ).
فسمع ذلك رجل ممن غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم, فأتاهم وهم خلفهم, فقال: تعلمون أنْ قَد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدَكم قرآن؟ قالوا: ما الذي سمعت؟ قال: ما أدري, غير أني سمعت أنه يقول: " إنهم رجس "! فقال رجل يدعى " مخشيًّا "، ( 13 ) والله لوددت أني أجلد مئة جلدة، وأني لست معكم! فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك؟ فقال: وجْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تسفَعه الريح، وأنا في الكِنّ!! ( 14 ) فأنزل الله عليه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [ سورة التوبة: 49 ]، وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ [ سورة التوبة: 81 ]، ونزل عليه في الرجل الذي قال: " لوددت أني أجْلد مئة جلدة " قولُ الله: يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ [ سورة التوبة: 64 ]، فقال رجل مع رسول الله: لئن كان هؤلاء كما يقولون، ما فينا خير! فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم, فقال له: أنت صاحب الكلمة التي سمعتُ؟ فقال: لا والذي أنزل عليك الكتاب ! فأنزل الله فيه: وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ [ سورة التوبة: 74 ]، وأنزل فيه: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ، [ سورة التوبة: 47 ].
17091- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني يونس, عن ابن شهاب قال، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعبَ بن مالك يقول: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك, جلس للناس.
فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له, وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيَتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، وصَدَقته حديثي.
فقال كعب: والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قطُّ، بعد أن هداني للإسلام، أعظمَ في نفسي من صدْق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لا أكون كذبتُه فأهلك كما هلك الذين كذبوا, إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي, ( 15 ) شرَّ ما قال لأحد: ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون )، إلى قوله: فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ .
( 16 )-
الهوامش :( 4 ) انظر تفسير " الانقلاب " فيما سلف 13 : 35 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
( 5 ) انظر تفسير " الإعراض " فيما سلف ص : 369 ، تعليق : 6 ، والمراجع هناك .
( 6 ) انظر تفسير " الرجس " فيما سلف 12 : 194 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
( 7 ) انظر تفسير " المأوى " فيما سلف ص : 360 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
( 8 ) في المطبوعة والمخطوطة " جزاء بما كانوا يعملون " ، سهو من الناسخ فيما أرجح .
( 9 ) انظر تفسير " الجزاء " فيما سلف من فهارس اللغة ( جزى ).
= وتفسير " الكسب " فيما سلف من فهارس اللغة ( كسب ).
( 10 ) " بنو الأصفر "، هم الروم.
( 11 ) في المطبوعة والمخطوطة " فإنهم حسان " والصواب ما أثبت .
( 12 ) " الشحمة " ، عنى بها قطعة من " شحم سنام البعير " ، وشحمة السنام من أطايب البعير ، يسرع إليها الآكل ، قال زفر بن الحارث الكلابي :وكُنَّا حَسِبْنا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَةًلَيالِيَ قارَعْنا جُذَامَ وحمِيرَافَلَمَّا قَرَعْنا النَّبْعَ بالنَّبْعِ , بَعضَهُبِبَعضٍ , أَبَتْ عِيدانُهُ أَنْ تكَسَّراوفي المثل: " ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة ".
( 13 ) في المخطوطة : " مخشي " ، والصواب ما في المطبوعة وهو " مخشي بن حمير الأشجعي " ، انظر ترجمته في الإصابة .
( 14 ) " سفعته النار، والشمس، والسموم، تسفعه سفعًا " ، لفحته لفحًا يسيرًا فغيرت لون بشرته وسودته.
و " الكن " ( بكسر الكاف ): ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن ، وكل ما ستر من الشمس والسموم فهو كن .
( 15 ) في المطبوعة والمخطوطة : " حين أنزل الوحي ما قال لأحد " ، بإسقاط " شر " ، وهو لا يستقيم ، وأثبته من نص روايته في صحيح مسلم .
( 16 ) الأثر : 17091 - هذا مختصر من الخبر الطويل في توبة كعب بن مالك ، رواه مسلم في صحيحه 17 : 87 - 100 ، من هذه الطريق ، وقد مضى جزء آخر منه برقم : 16147 .

سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون

سورة : التوبة - الأية : ( 95 )  - الجزء : ( 11 )  -  الصفحة: ( 202 ) - عدد الأيات : ( 129 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: فما تنفعهم شفاعة الشافعين
  2. تفسير: فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم
  3. تفسير: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين
  4. تفسير: والنخل باسقات لها طلع نضيد
  5. تفسير: أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا
  6. تفسير: ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح
  7. تفسير: وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
  8. تفسير: شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم
  9. تفسير: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه
  10. تفسير: ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون

تحميل سورة التوبة mp3 :

سورة التوبة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التوبة

سورة التوبة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التوبة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التوبة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التوبة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التوبة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التوبة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التوبة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التوبة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التوبة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التوبة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب