تفسير الطبري تفسير الصفحة 202 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 202
203
201
 الآية : 94
القول في تأويل قوله تعالى:
{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاّ تَعْتَذِرُواْ لَن نّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمّ تُرَدّونَ إِلَىَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
يقول تعالى ذكره يعتذر إليكم أيها المؤمنون بالله هؤلاء المتخلفون خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم, التاركون جهاد المشركين معكم من المنافقين بالأباطيل والكذب إذا رجعتم إليهم من سفركم وجهادكم قل لهم يا محمد: لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ يقول: لن نصدقكم على ما تقولون. قَدْ نَبّأنا الله مِنْ أخْبارِكُمْ يقول: قد أخبرنا الله من أخباركم, وأعلمنا من أمركم ما قد علمنا به كذبكم. وسَيَرى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ يقول: وسيرى الله ورسوله فيما بعد عملكم, أتتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه ثُمّ تُرَدّونَ إلى عالِمِ الغَيْبِ والشّهادةِ يقول: ثم ترجعون بعد مماتكم إلى عالم الغيب والشهادة يعني الذي يعلم السرّ والعلانية الذي لا يخفى عليه بواطن أموركم وظواهرها. فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فيخبركم بأعمالكم كلها سيئها وحسنها, فيجازيكم بها الحسن منها بالحسن والسيىء منها بالسيىء.
الآية : 95
القول في تأويل قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }.
يقول تعالى ذكره: سيحلف أيها المؤمنون بالله لكم هؤلاء المنافقون الذين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله, إذَا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ يعني: إذا انصرفتم إليهم من غزوكم, لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فلا تؤنبوهم. فأعْرِضُوا عَنْهُمْ يقول جلّ ثناؤه للمؤمنين: فدعوا تأنيبهم وخلوهم, وما اختاروا لأنفسهم من الكفر والنفاق. إنّهُمْ رِجْسٌ ومَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ يقول: إنهم نجس ومأواهم جهنم, يقول: ومصيرهم إلى جهنم وهي مسكنهم الذي يأوونه في الاَخرة. جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسَبُونَ يقول: ثوابا بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا من معاصي الله. وذكر أن هذه الآية نزلت في رجلين من المنافقين قالا ما:
13355ـ حدثنا به محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: سَيَحْلِفُون باللّهِ لَكُمْ إذَا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتَعْرِضُوا... إلى: بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألا تغزو بني الأصفر لعلك أن تصيب بنت عظيم الروم, فإنهم حِسَانٌ فقال رجلان: قد علمت يا رسول الله أن النساء فتنة, فلا تفتنا بهنّ, فأذن لنا فأذن لهما فلما انطلقا, قال أحدهما: إن هو إلا شحمة لأوّل آكل. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم ينزل عليه في ذلك شيء, فلما كان ببعض الطريق نزل عليه وهو على بعض المياه: لَوْ كَانَ عَرَضا قَرِيبا وسَفَرا قاصِدا لاتّبَعُوك وَلَكِنْ بَعُدَتُ عَلَيْهِمُ الشّقّةُ, ونزل عليه: عَفا اللّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُمْ, ونزل عليه: لا يَسْتَأْذِنُكَ الّذِينَ يُؤْمِنُونَ باللّهِ واليَوْمِ الاَخِرِ, ونزل عليه: إنّهُمْ رِجْسٌ وَمأْوَاهُمْ جَهَنّمُ جَزَاءً بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ فسمع ذلك رجل ممن غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم, فأتاهم وهم خلفهم, فقال: تعلمون أن قد أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم قرآن, قالوا: ما الذي سمعت؟ قال ما أدري, غير أني سمعت أنه يقول: إنهم رجس, فقال رجل يدعى مخشيّا: والله لوددت أني أجلد مئة جلدة وأني لست معكم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ فقال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسفعه الريح وأنا في الكنّ, فأنزل الله عليه: وَمِنْهُمْ مَنُ يَقُولُ ائْذَنْ لي وَلا تَفْتِنى وَقالُوا لا تَنْفِرُوا في الحَرّ ونزل عليه في الرجل الذي قال: لوددت أني أجلد مئة جلدة, قول الله: لا يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أنْ تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ فقال رجل مع رسول الله: لئن كان هؤلاء كما يقولون ما فينا خير. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال له: «أنت صاحب الكلمة التي سمعت؟» فقال: لا والذي أنزل عليك الكتاب فأنزل الله فيه: وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِمْ وأنزل فيه: وَفِيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بالظّالِمِينَ.
13356ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني يونس, عن ابن شهاب, قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك, أن عبد الله بن كعب, قال: سمعت كعب بن مالك يقول: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك, جلس للناس, فلما فعل ذلك جاءه المخلفون, فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له, وكانوا بضعة وثمانين رجلاً, فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله وصدقته حديثي. فقال كعب: والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قَطّ بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا, إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي, شَرّ ما قال لأحد: سَيَحْلِفُونَ باللّهِ لَكُمْ إذَا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إنّهُمْ رِجْسٌ وَمأْوَاهُمْ جَهَنّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون... إلى قوله: فإنّ اللّهَ لا يَرْضَى عَن القَوْمِ الفاسِقِينَ.
الآية : 96
القول في تأويل قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنّ اللّهَ لاَ يَرْضَىَ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }.
يقول تعالى ذكره: يَحْلِفُ لَكُمْ أيها المؤمنون بالله هؤلاء المنافقون اعتذارا بالباطل والكذب لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فإنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فإنّ اللّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِينَ يقول: فإن أنتم أيها المؤمنون رضيتم عنهم وقبلتم معذرتهم, إذا كنتم لا تعلمون صدقهم من كذبهم, فإن رضاكم عنهم غير نافعهم عند الله لأن الله يعلم من سرائر أمرهم ما لا تعلمون, ومن خفيّ اعتقادهم ما تجهلون, وأنهم على الكفر بالله, يعني أنهم الخارجون من الإيمان إلى الكفر بالله ومن الطاعة إلى المعصية.
الآية : 97
القول في تأويل قوله تعالى: {الأعْرَابُ أَشَدّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللّهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.
يقول تعالى ذكره: الأعراب أشدّ جحودا لتوحيد الله وأشدّ نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار. وإنما وصفهم جلّ ثناؤه بذلك لجفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير, فهم لذلك أقسى قلوبا وأقلّ علما بحقوق الله. وقوله: وأجْدَرُ أنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أنْزَلَ اللّهُ على رَسُولِهِ يقول: وأخلق أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله وذلك فيما قال قتادة: السّنَن.
13357ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وأجّدَرُ ألاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أنْزَلَ اللّهُ على رَسُولِهِ قال: هم أقلّ علما بالسّنن.
13358ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرحمن بن مُقَرّن عن الأعمش, عن إبراهيم, قال جلس أعرابي إلى زيد بن صُوْحان وهو يحدّث أصحابه, وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند, فقال: والله إن حديثك ليعجبني, وإن يدك لتريبني فقال زيد: وما يريبك من يدي, إنها الشّمال؟ فقال الأعرابي: والله ما أدري أليمينَ يقطعون أم الشمال؟ فقال زيد بن صُوحان: صدق الله: الأعْرَابُ أشَدّ كُفْرا وَنِفاقا وأجْدَرُ أنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أنْزَلَ اللّهُ على رَسُولِهِ.
وقوله: وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ يقول: والله عليم بمن يعلم حدود ما أنزل على رسوله, والمنافق من خلقه والكافر منهم, لا يخفى عليه منهم أحد, حكيم في تدبيره إياهم, وفي حلمه عن عقابهم مع علمه بسرائرهم وخداعهم أولياءه.
الآية : 98
القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنَ الأعْرَابِ مَن يَتّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.
يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يَعُدّ نفقته التي ينفقها في جهاد مشرك أو في معونة مسلم أو في بعض ما ندب الله إليه عباده مَغْرما يعني غُرْما لزمه لا يرجو له ثوابا ولا يدفع به عن نفسه عقابا. وَيَترَبّص بِكُمُ الدّوَائِرَ يقول: وينتظرون بكم الدوائر أن تدور بها الأيام والليالي إلى مكروه ونفي محبوب, وغلبة عدوّ لكم. يقول الله تعالى ذكره: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السّوْءِ يقول: جعل الله دائرة السوء عليهم, ونزول المكروه بهم لا عليكم أيها المؤمنون, ولا بكم, والله سميع لدعاء الداعين, عليم بتدبيرهم وما هو بهم نازل من عقاب الله وما هم إليه صائرون من أليم عقابه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13359ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قول الله: ومِنَ الأعْرَابِ مَنْ يَتّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَما وَيَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوَائِرَ قال: هؤلاء المنافقون من الأعراب الذين إنما ينفقون رياء اتقاء أن يغزوا, أو يحاربوا, أو يقاتلوا, ويرون نفقتهم مَغْرما, إلا تراه يقول: وَيَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السّوْءِ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأ عامة أهل المدينة والكوفة: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السّوْءِ بفتح السين, بمعنى النعت للدائرة, وإن كانت الدائرة مضافة إليه, كقولهم: هو رجل السوء, وامرؤ الصدق, كأنه إذا فتح مصدر من قولهم: سؤته أسوءة سَوْءا ومساءة ومَسَائِيةً. وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض البصريين: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السّوء» بضمّ السين كأنه جعله اسما, كما يقال عليه دائرة البلاء والعذاب. ومن قال: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السّوءِ فضمّ, لم يقل هذا رجل السّوء بالضمّ, والرجل السّوء, وقال الشاعر:
وكُنْتَ كَذِئْبَ السّوْءِ لَمّا رأى دَمابِصَاحِبِه يَوْما أحالَ عَلى الدّم
والصواب من القراءة في ذلك عندنا بفتح السين, بمعنى: عليهم الدائرة التي تسوءهم سَوْءا كما يقال هو رجلٌ صِدْقٌ على وجه النعت.
الآية : 99
القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنَ الأعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَيَتّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرّسُولِ أَلآ إِنّهَا قُرْبَةٌ لّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ }.
يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يصدق الله ويقرّ بوحدانيته وبالبعث بعد الموت والثواب والعقاب, وينوي بما ينفق من نفقة في جهاد المشركين وفي سفره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرُباتٍ عِنْدَ اللّهِ القربات: جمع قُرْبة, وهو ما قربه من رضا الله ومحبته. وَصَلوَاتِ الرّسُولِ,يعني بذلك: ويبتغي بنفقة ما ينفق مع طلب قربته من الله دعاء الرسول واستغفاره له.
وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن من معاني الصلاة الدعاء بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13360ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: وَصَلوَاتِ الرّسُولِ يعني استغفار النبيّ عليه الصلاة والسلام.
13361ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: ومِنَ الأعْرَابِ مَنْ يَتّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرّسُولِ قال: دعاء الرسول, قال: هذه ثنية الله من الأعراب.
13362ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, قوله: وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللّهِ واليَوْمِ الاَخِرِ قال: هم بنو مقرن من مزينة, وهم الذين قال الله فيهم: وَلا على الّذِينَ إذَا ما أتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أجِدُ ما أحْمِلُكُمْ علَيْهِ تَوَلّوْا وأعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدّمْع حَزَنا قال: هم بنو مُقَرن من مزينة.
13363ـ قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جريج, قوله: الأعْرَابُ أشَدّ كُفْرا وَنِفاقا ثم استثنى فقال: وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللّهِ وَاليَوْمِ الاَخِرِ... الآية.
13364ـ حدثنا أحمد, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: حدثنا جعفر, عن البختري بن المختار العبدي, قال: سمعت عبد الله بن مُغَفّل قال: كنا عشرة ولد مُقَرّن, فنزلت فينا: وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللّهِ واليَوْمِ الاَخِرِ... إلى آخر الآية.
قال الله: أَلاَ إنهَا قُرْبةٌ لَهُمْ يقول تعالى ذكره: ألا إن صلوات الرسول قربة لهم من الله, وقد يحتمل أن يكون معناه: ألا إن نفقته التي ينفقها كذلك قربة لهم عند الله. سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ في رحْمَتِهِ يقول: سيدخلهم الله فيمن رحمه فأدخله برحمته الجنة, إن الله غفور لما اجترموا, رحيم بهم مع توبتهم وإصلاحهم أن يعذبهم