حديث يا أبا عبد الله ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث غيلان بن جرير

«عن مُطَرِّفٍ، قال: قُلْنا للزُّبَيرِ رضِيَ اللهُ عنه: يا أبا عبدِ اللهِ، ما جاء بكُم؟! ضيَّعْتُم الخليفةَ حتَّى قُتِلَ، ثمَّ جِئْتُم تَطلُبون بدَمِه! قال الزُّبَيرُ رضِيَ اللهُ عنه: إنَّا قرَأْناها على عهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمانَ رضِيَ اللهُ عنهم: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: 25)، لمْ نكُنْ نَحسِبُ أنَّا أهْلُها حتَّى وقَعَتْ مِنَّا حيثُ وقَعَتْ.»

مسند أحمد تحقيق شاكر
غيلان بن جرير
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 3/9 -

شرح حديث عن مطرف قال قلنا للزبير رضي الله عنه يا أبا عبد الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَرتَّبَ على قَتلِ أميرِ المؤمِنينَ عُثْمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه فِتْنةٌ عَظيمةٌ، تَسبَّبَت في حُدوثِ نِزاعاتٍ وحُروبٍ بيْنَ المُسلِمينَ طَوالَ خِلافةِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عنه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ مُطرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ أنَّه هو وأصْحابُه قالوا للزُّبَيرِ بنِ العَوَّامِ رَضيَ اللهُ عنه: «يا أبا عبدِ اللهِ، ما جاء بكم» للقِتالِ يومَ الجَملِ معَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، وقدْ ضيَّعْتمُ الخَليفةَ عُثمانَ بنَ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، وترَكْتُموه للخَوارِجِ حتَّى قَتَلوه، ثمَّ جِئْتم تُطالِبونَ بدَمِه، وتُقاتِلونَ عَليًّا ومَن معه؛ لأنَّهم لم يَأخُذوا بالقِصاصِ ممَّن قتَلَه؟! وهذا تَصوُّرُ مُطرِّفٍ ورَأيُه، وليْس الحَقيقةَ الواقِعيَّةَ؛ لأنَّه كان يَرى أنَّه كان يَجِبُ على المُتَواجِدينَ مع عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يُدافِعوا عنه مهْما كلَّفَهمُ الأمرُ.
فأوضَحَ له الزُّبَيرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الأمرَ مُلتَبِسٌ، وأنَّهم يَنطَبِقُ عليهم قولُ اللهِ تعالَى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } [ الأنفال: 25 ]، والمَعنى: احْذَروا فِتْنةً إنْ نزَلَت بكمْ لم تَقتَصِرْ على الظَّالِمِ خاصَّةً؛ بلْ تَتعَدَّى إليكم جَميعًا، وتَصِلُ إلى الصَّالِحِ والطَّالِحِ، وأرادَ بالفِتْنةِ الابْتِلاءَ والاخْتِبارَ.
وقدْ أمَرَ اللهُ المؤمِنينَ ألَّا يُقِرُّوا المُنكَرَ بيْنَ أظْهُرِهم فيَعُمَّهمُ العَذابُ، وهذا يُشيرُ إلى أنَّ الآيةَ ليْست خاصَّةً بالصَّحابةِ؛ بل هي عامَّةٌ لجَميعِ الأُمَّةِ في كلِّ زمانٍ.
وقدْ نزَلَت هذه الآيةُ في أهلِ بَدرٍ خاصَّةً، فأصابَتْهم يومَ الجَملِ؛ ولذلك أخبَرَ الزُّبَيرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم قَرَؤوا هذه الآيةَ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبي بَكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهم، فقَرَؤوها زَمانًا طَويلًا، ولكنَّهم لم يَكونوا يَحسَبونَ أنْفُسَهم مِن أهْلِ هذه الفِتْنةِ الَّتي يُمكِنُ أنْ تُصيبَهم، حتَّى وقَعَت فيهم فِتْنةُ مَقتَلِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، ووَقَعوا فيها حيث وقَعَت.

ولعلَّ مَعنى كَلامِ الزُّبَيرِ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ فِتْنةَ مَقتَلِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه لمَّا وقَعَت -وكان البَعضُ قادِرًا على النَّهيِ عنِ الخُروجِ عليه- وقدْ قام كَثيرٌ منَ الصَّحابةِ بهذه المُهمَّةِ، وبَيَّنوا للخارِجينَ الأمرَ، ووضَّحوا عَدمَ جَوازِ الخُروجِ على عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، وأنَّ الخارجينَ مُخطِئونَ في ذلك، ولكنْ لمَّا لم يَسمَعِ الخارِجونَ لهذا الكَلامِ، وكثُر عَدَدُهم فغَلَبوا على عُثمانَ ومَن معَه، فوقَعَتِ الفِتنةُ والظُّلمُ عليه، ثمَّ بعْدَ ذلك عمَّتِ الفِتنةُ على جَميعِ المُسلِمينَ الصَّالِحِ منهم والطَّالِحِ، فحَقَّ عليهم مَعنى الآيةِ الكَريمةِ، وهذا يدُلُّ على أنَّه لا يَنبَغي لأحدٍ مهْما بلَغَ مِن الإيمانِ والتَّقْوى أنْ يَأمَنَ على نَفْسِه مِن أنْ يُصيبَه بَلاءٌ لا دَخْلَ له فيه، وذلك إذا كثُر الفَسادُ والظُّلمُ ولم يَنْهَ أحدٌ عنه؛ فهذا مَظِنَّةُ البَلاءِ العامِّ، والمُصيبةِ العامَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال
مسند أحمد تحقيق شاكربينما نحن نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بامرأة
مسند أحمد تحقيق شاكرسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدا فقال
مسند أحمد تحقيق شاكرأنه سأل ابن عباس عن الصلاة بالبطحاء إذا لم يدرك الصلاة مع الإمام
مسند أحمد تحقيق شاكردعانا رجل فأتى بخوان عليه ثلاثة عشر ضبا قال وذاك عشاء فآكل
مسند أحمد تحقيق شاكرجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى الله
مسند أحمد تحقيق شاكركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا
مسند أحمد تحقيق شاكرقلت يا رسول الله أي الظلم أظلم قال ذراع من الأرض
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين العمة والخالة
مسند أحمد تحقيق شاكرسألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فانتهرني وقال من حدثك فكرهت
الاستذكارأن معاذا قضى باليمن في بنت وأخت فجعل المال بينهما نصفين
مسند أحمد تحقيق شاكرابتاع النبي صلى الله عليه وسلم من عير أقبلت فربح أواقي فقسمها بين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب