حديث وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث علي بن أبي طالب

«جمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بني عبدِ المطلبِ فيهم رهْطٌ كلُّهم يأكلُ الجَذَعَةَ الفَرَقَ قال : فصنع لهم مُدًّا مِنْ طعامٍ فأكَلوا حتى شبِعوا قال : وبقي الطعامُ كما هو كأنه لم يُمسَّ ثم دعا بغمر فشربوا حتى روَوْا وبقيَ الشرابُ كأنه لم يُمسَّ أو لم يُشربْ فقال : يا بني عبدِ المطلبِ إني بُعثتُ لكم خاصَّةً وإلى الناسِ بعامَّةٍ وقد رأيتُم مِنْ هذه الآيةِ ما رأيتُم فأيُّكم يبايعُني على أنْ يكونَ أخي وصاحبي قال : فلمْ يقُمْ إليه أحدٌ قال : فقمتُ إليه وكنتُ أصغرَ القومِ قال : فقال : اجلسْ قال : ثلاثَ مراتٍ كلُّ ذلك أقومُ إليه فيقولُ لي اجلسْ حتى كان في الثالثةِ ضرب بيدِه على يدي»

مسند أحمد تحقيق شاكر
علي بن أبي طالب
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 2/352 - أخرجه أحمد (1371) واللفظ له، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (448)

شرح حديث جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على هِدايةِ قَومِه ودُخولِهم في الإسْلامِ، وقدْ رَغَّبَهم ودَعاهم إلى التَّوْحيدِ والإيمانِ برِسالتِه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عَليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَمَع قوْمَه مِن بَني عبدِ المُطَّلِبِ، ودَعاهم للطَّعامِ على عادةِ العرَبِ، وكان فيهم جَماعةٌ، كلُّ واحدٍ منهم «يَأكُلُ الجَذَعةَ والفَرَقَ»؛ أي: يَأكُلُ ويَشرَبُ كَميَّةً كَبيرةً، والجَذَعُ مِن الإبِلِ: ما دخَل في السَّنةِ الخامِسةِ، ومِن البَقرِ والمَعْزِ: ما دخَل في السَّنةِ الثَّانيةِ، وقيلَ: البَقرُ في الثَّالثةِ، ومنَ الضَّأْنِ: ما تمَّت له سَنةٌ، والظَّاهرُ أنَّ المُرادَ جَذَعُ الضَّأْنِ أو المَعْزِ، والفَرَقُ: مِكيالٌ يسَعُ ستَّةَ عَشَرَ رِطْلًا، وهو اثْنا عشَرَ مُدًّا، أو ثَلاثةُ آصُعٍ عندَ أهْلِ الحِجازِ، وقيلَ: الفَرَقُ: خَمسةُ أقْساطٍ، والقِسطُ: نِصفُ صاعٍ، والرِّطْلُ يختَلِفُ باختلافِ البُلدانِ، وهو على رَأيِ الجُمهورِ يَزِنُ حَوالَيْ 380 جِرامًا، وعلى رأيِ الحنَفيَّةِ يَزِنُ 538 جِرامًا.
وكانت مُناسَبةُ هذه الوَليمةِ أنَّه لمَّا نزَل قولُه تعالَى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [ الشعراء: 214 ]، فأمَر اللهُ سُبحانه نَبيَّه أنْ يُنذِرَ قَومَه الأقْرَبينَ، ويَدْعوَهم إلى الإسْلامِ، فدَعاهم وصَنَع لهم قَدْرَ المُدِّ مِن الطَّعامِ، وهو مِقدارُ ما يَملأُ الكَفَّينِ، وهو مِقدارٌ قَليلٌ، ومع ذلك أكَلوا جَميعُهم حتَّى شَبِعوا، وبَقيَ الطَّعامُ كما كان كأنَّه لم يُمَسَّ، وهذا مِن بَرَكةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «ثمَّ دَعا بغُمْرٍ» وهو إناءٌ صَغيرٌ مَملوءٌ بالشَّرابِ مِثلِ اللَّبَنِ أو الماءِ، فشَرِبوا حتَّى رَوَوْا، وذهَب ظَمؤُهم، وقدْ بَقيَ الشَّرابُ في الإناءِ كأنَّه لم يُمَسَّ، أو لم يَشرَبْ منه أحدٌ.
وبعْدَ انْتِهائِهم مِن الطَّعامِ والشَّرابِ دَعاهم إلى الدُّخولِ في الإسْلامِ، وأعْلَمَهم بحَقيقةِ دَعوتِه؛ فقال: «يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ، إنِّي بُعِثتُ لكم خاصَّةً، وإلى النَّاسِ بعامَّةٍ»، فأوضَحَ أنَّه رَسولٌ مِن اللهِ للدَّعوةِ إلى عِبادتِه وَحْدَه، وتَرْكِ ما دُونَه، ثمَّ قال لهم: «وقدْ رَأيتُم مِن هذه الآيةِ ما رَأيتُم»، والآيةُ هي ما وضَعَه اللهُ عزَّ وجلَّ منَ البَرَكةِ في الطَّعامِ القَليلِ، وكذلك الشَّرابُ الَّذى لا يَكْفي رجُلًا واحدًا؛ فقدْ أكَل الجَميعُ، وبَقيَ الطَّعامُ والشَّرابُ كما هو لم يَنقُصْ منه شَيءٌ، وهذه مُعجِزةٌ عَظيمةٌ، «فأيُّكمْ يُبايِعُني على أنْ يكونَ أخي وصاحبي»، فيَدخُلَ في الإسْلامِ بعْدَ أنْ رَأى هذه الآيةَ والمُعجِزةَ، فأخبَرَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لم يقُمْ، ولم يُبايِعْه أحدٌ إلَّا هو رَضيَ اللهُ عنه، وكان أصغَرَ القَومِ سِنًّا، فقال له النَّبيُّ: اجلِسْ -ثَلاثَ مرَّاتٍ- كلُّ ذلك يَقومُ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه وَحْدَه، ويَقبَلُ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويقولُ له: اجلِسْ، انتِظارًا لقيامِ أحدِ الكِبارِ أو بَعضِهم، وقَبولِهم للدَّعوةِ، ولكنَّهم جَميعًا رَفَضوا، فلمَّا رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك في المرَّةِ الثَّالثةِ بايَعَ عَليًّا، وضَرَب بيَدِه على يَدَيْه.
وفي الحَديثِ: مَنقَبةٌ لعَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، وبَيانُ سَبْقِه في الدُّخولِ في الإسْلامِ.
وفيه: بَيانُ أنَّ الدَّاعيَ يتَّخِذُ منَ الأساليبِ ما يُناسِبُ أهلَ زَمانِه ليَدْعوَهم.
وفيه: بَيانُ أدَبِ الدَّعوةِ إلى اللهِ بالحُسْنى مع تَكرارِ الكَلامِ لمَن لم يَسمَعْ حتَّى تَقومَ عليه الحُجَّةُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا
مسند أحمد تحقيق شاكرقلت يا رسول الله أي الظلم أظلم قال ذراع من الأرض
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين العمة والخالة
مسند أحمد تحقيق شاكرسألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فانتهرني وقال من حدثك فكرهت
الاستذكارأن معاذا قضى باليمن في بنت وأخت فجعل المال بينهما نصفين
مسند أحمد تحقيق شاكرابتاع النبي صلى الله عليه وسلم من عير أقبلت فربح أواقي فقسمها بين
السنن الكبرى للبيهقيأنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة في
مسند أحمد تحقيق شاكرلما مات عثمان بن مظعون قالت امرأة هنيئا لك الجنة عثمان بن
مسند أحمد تحقيق شاكرصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سافر ركعتين وحين أقام أربعا
البدر المنيرعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة
السلسلة الصحيحةزارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشيا وعليه كساء واندرورد قال يعني سراويل
مسند أحمد تحقيق شاكرإني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا أبا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب