إنما الوتر بالليل قال يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر

لصَلاةِ اللَّيلِ فَضلٌ عَظيمٌ، وثَوابٌ جَزيلٌ، وهي سَببٌ للقُربِ مِن اللهِ سُبحانَه وتعالَى، وفيها تُستَجابُ الدَّعَواتُ، وقدْ حثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صَلاةِ اللَّيلِ، وأنْ تُختَمَ بصَلاةِ الوِترِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أبو مالِكٍ الأغَرُّ المُزَنيُّ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ رَجلًا جاءإلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَه أنَّه أتى عليه الصُّبحُ ولم يُصَلِّ الوِترَ، وظاهِرُه أنَّه نام عنه، ولم يُدرِكْه على عادَتِه حتَّى استَيقَظَ بعْدَ فَواتِ وَقتِه مِن اللَّيلِ، والوِترُ هو آخِرُ صَلاةٍ يُصلِّيها المُسلمُ بعْدَ التَّنفُّلِ في صَلاةِ اللَّيلِ، ويكونُ برَكَعاتٍ فَرْديَّةِ العدَدِ؛ فيَصِحُّ برَكعةٍ، أو ثَلاثٍ، أو خَمسٍ، وهكذا، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّما الوِترُ باللَّيلِ»؛ أي: إنَّما وَقتُه المُقدَّرُ له شَرعًا اللَّيلُ، فلا يُشرَعُ في غَيرِه، فكرَّرَ الرَّجلُ جُملتَه، وكأنَّه مُتأسِّفٌ على فَواتِه، ولعَلَّه يَجِدُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَقْضي له وِترَه، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فأوْتِرْ»؛ أي: اقْضِه الآنَ، وكان ذلك عَقِبَ طُلوعِ الصُّبحِ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ قَضاءِ الوِترِ إذا فات وَقتُه مِن اللَّيلِ.