شرح حديث لكأني أنظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بغلة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
الإسلامُ دِينُ سَماحةٍ ويُسرٍ، وفيه فُسْحةٌ للمُسلِمينَ؛ بأنْ يُوَسِّعوا على أنفُسِهم وأهْليهم بالأكْلِ والشُّربِ في أيَّامِ الأعْيادِ، وخاصَّةً في أيَّامِ التَّشرِيقِ الَّتي تَعقُبُ يوْمَ عِيدِ الأَضْحى.
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أُمُّ مَسعودِ بنِ الحَكَمِ الزُّرَقيِّ -اسْمُها حَبيبةُ بنتُ شَرِيقٍ، وقيل: أسْماءُ- رَضِيَ اللهُ عنها: «لَكأنِّي أنظُرُ إلى عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه»، وهذا كِنايةٌ عن شدَّةِ تَذكُّرِها للحَديثِ، وهو راكِبٌ على بَغْلةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْضاءِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ بعَثَه إلى النَّاسِ في الحَجِّ برِسالةٍ، فقام في النَّاسِ عندَ شِعبِ الأنْصارِ، وهو المَكانُ الَّذي يَقِفونَ فيه، فنادى في النَّاسِ: «يا مَعشرَ المُسلِمينَ، إنَّها ليْست بأيَّامِ صَومٍ»، يَقصِدُ أيَّامَ التَّشْريقِ، وهي ثَلاثةُ أيَّامٍ بعْدَ يَومِ النَّحرِ؛ وهي الحاديَ عَشَرَ، والثَّانيَ عَشَرَ، والثَّالثَ عَشَرَ مِن شَهرِ ذي الحِجَّةِ، «إنَّها أيَّامُ أكْلٍ، وشُربٍ، وذِكْرٍ للهِ عزَّ وجلَّ»؛ لأنَّ هذه الأيَّامَ تَكونُ لُحومُ الأضاحيِّ والهَدْيِ مُتوفِّرةً؛ فلْيَأكُلِ النَّاسُ ويَشْرَبوا، ويَذكُروا اللهَ على ما رَزَقَهم، وعلى ما هَداهم.
كما أنَّ الذِّكرَ فيها يَكونُ بالتَّكْبيرِ في مِنًى، وعندَ رَميِ الجَمرةِ، وفي سائرِ الأمْصارِ التَّكبيرُ في آخِرِ الصَّلَواتِ، وأتْبَعَ إباحةَ الطَّعامِ والشَّرابِ بذِكرِ اللهِ صِيانةً عنِ التَّلهِّي، والتَّشهِّي كالبَهائِمِ؛ بل يَكونانِ إعانةً على ذِكرِ اللهِ وطاعَتِهِ.
وقدْ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صِيامِ أيَّامِ التَّشرِيقِ؛ فقدْ جاء في صَحيحِ البُخارِيِّ عنِ ابنِ عُمَرَ، وعَائِشةَ رَضيَ اللهُ عنهم، أنَّهما قالا: «لم يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشرِيقِ أنْ يُصَمْنَ إلَّا لمَن لم يَجِدِ الهَدْيَ»، وهذا مِن التَّوْسيعِ على النَّاسِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم