حديث المسجد بيت كل تقي

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث أبو الدرداء

«كتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ»

السلسلة الصحيحة
أبو الدرداء
الألباني
حسن

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 2/334 -

شرح حديث كتب أبو الدرداء إلى سلمان أما بعد يا أخي فاغتنم صحتك قبل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

على المُسلِمِ اغْتِنامُ الفُرَصِ في الحَياةِ؛ للعَملِ للآخِرةِ، بمَلْءِ الأوْقاتِ بالطَّاعاتِ؛ لأنَّها عُمرُ الإنْسانِ في الدُّنْيا، وذَخيرتُه في الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ محمَّدُ بنُ واسِعٍ أنَّ الصَّحابيَّ أبا الدَّرْداءِ رَضيَ اللهُ عنه كَتَب إلى سَلْمانَ الفارِسيِّ يُوصِيه بوَصايا ثَمينةٍ، وفيها مِن الآدابِ العَظيمةِ ما فيها، وقدْ كان هذا دأْبَ الصَّحابةِ رِضْوانُ اللهِ عليهم؛ يَنصَحُ بعضُهم لبَعضٍ، وتُفيدُ بعضُ الرِّواياتِ أنَّ الوَصيَّةَ كانت لابنِه، وقيلَ: وكان سَببُ هذه الوَصيَّةِ أنَّه «بلَغ أبا الدَّرْداءِ أنَّ سَلْمانَ الفارِسيَّ رَضيَ اللهُ تعالى عنه اشْتَرى خادِمًا، فكتَب إليه يُعاتِبُه في ذلك»؛ لأنَّه رَأى أنَّ ذلك منَ التَّمتُّعِ بالحَياةِ الدُّنْيا، فخاف على سَلْمانَ أنْ يَضيعَ أجْرُ أعْمالِه الصَّالحةِ بهذا التَّمتُّعِ، وبَدَأ رِسالتَه بقَولِه: «أمَّا بعدُ، يا أخي»، فناداه بأُخوَّةِ الإسْلامِ ليَفتَحَ البابَ للنُّصحِ، وأنَّه يُشفِقُ عليه، ويُحبُّ له الخَيرَ، ثمَّ بَدَأ وَصيَّتَه بقَولِه: «فاغْتَنِمْ صحَّتَكَ قبْلَ سَقمِكَ»؛ أيِ: اغتَنِمِ الأعْمالَ الصَّالحةَ في الصِّحَّةِ قبْلَ أنْ يَحولَبيْنَكَ وبيْنَها السَّقمُ والمَرضُ، واشتَغِلْ في الصِّحَّةِ بالطَّاعةِ، بحيثُ لو حصَل تَقْصيرٌ في المَرضِ انْجَبرَ بذلك؛ فيَستَفيدُ الإنْسانُ من صحَّتِه ما قدْ يُضعِفُه المَرضُ عنه يومًا ما.
والوَصيَّةُ الثَّانيةُ: أنْ يَستَغِلَّ أوْقاتَ فَراغِه، ويَعمَلَ فيها بالخَيرِ قبْلَ أنْ تَشغَلَه الشَّواغِلُ، كالزَّواجِ، والأوْلادِ، وطلَبِ الرِّزقِ، ونَحوِ ذلك، وقبْلَ أنْ يَنزِلَ به مِنَ البَلاءِ -بقَدَرِ اللهِ- ما لا يَستَطيعُ أحدٌ منَ النَّاسِ ردَّه، مِثلُ المَرضِ الشَّديدِ، أوِ المَوتِ، فهو لا يَقدِرُ أحدٌ على رَدِّه، فعليه أنْ يَغتَنِمَ الأعْمالَ الصَّالحةَ في الحَياةِ قبْلَ أنْ يَحولَ بيْنَه وبيْنَها الموتُ.
ثمَّ أوْصاه أنْ يَغتَنِمَ دَعْوةَ المؤمِنِ المُبْتَلى، وهو الَّذي وقَع في بَلاءٍ؛ لأنَّه يكونُ مُنكسِرَ القَلبِ ببَلائِه، واللهُ سُبحانَه عندَ المُنكَسِرةِ قُلُوبُهم؛ ولأنَّه في وَقتِ ابْتلائِه يكونُ بإيمانِه مَوْصولًا باللهِ أكثَرَ من أيِّ وَقتٍ آخَرَ، ويكونُ ذلك مُقتَرِنًا بطاعاتِه، فيكونُ أقرَبَ إلى اللهِ، وأجْدَرَ أنْ يَقبَلَ اللهُ دَعْوتَه، ويَستَجيبَ له إذا دَعا لنفْسِه أو لغَيرِه، فيَنبَغي أنْ يَغتَنِمَها المؤمِنُ، فيَتقرَّبَ مِن أخيه المؤمِنِ المُبْتَلى، ويَطلُبَ منه أنْ يَدْعوَ له، ويُفهَمُ مِن مَضْمونِ هذا الكَلامِ الحَثُّ على التَّصدُّقِ على المؤمِنِ المُبْتَلى والإحْسانِ إليه؛ فإنَّ ذلك يكونُ سَببًا إلى دُعائِه، وهذا الكَلامُ في غَيرِ المُبْتَلى العاصي ببَلائِه.
ثمَّ أوْصاه بأنْ يكونَ المَسجِدُ بَيتَه؛ وذلك بأنْ يُكثِرَ منَ التَّواجِدِ فيه للصَّلَواتِ المَفْروضةِ وغَيرِها؛ مِنَ التَّعلُّمِ، ووَعظِ النَّاسِ، والقيامِ بتَعْليمِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ رَوى أنَّه سَمِع رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «المَسجِدُ بيْتُ كلِّ تَقيٍّ»؛ أي: مِن شَأنِ المؤمِنِ أنْ يُبادِرَ إلى المَسجِدِ، ويُعاوِدَه، ويُلازِمَه، ويَصونَه كما يَصنَعُ في بَيْتِه.
وفي الحَديثِ: بَيانُ ما كان عليه الصَّحابةُ الكِرامُ منَ التَّواصي بالحَقِّ فيما بيْنَهم.
وفيه: فَضلُ مُلازَمةِ المَسجِدِ، والجُلوسِ فيه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح معاني الآثارلكأني أنظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بغلة النبي
مسند ابن عباسطاف النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يستلم الحجر بمحجنه طاف على
جلباب المرأةقالت عائشة لا بد للمرأة من ثلاثة أثواب تصلي فيهن درع وجلباب
صحيح الترغيبعن عبد الله بن مسعود قال يؤتى الرجل في قبره فتؤتى
صحيح الترغيبعن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله تعالى وذللت قطوفها
شرح الطحاويةعن ابن عباس في قوله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض الكرسي
معجم الشيوختوفيت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه
عمدة التفسيركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في
عمدة التفسيركنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال إن
عمدة التفسيركان لي زوج يقل علي الخير إذا حضرني ويحرمني إذا غاب عني
شعب الإيمانعن أبي سمية قال اختلفنا في الورود بالبصرة فقال قوم
عمدة التفسيرأن عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين خرج من المسجد فرأى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب