حديث طعام جلب إلينا قال بارك الله فيه وفيمن جلبه

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث عمر بن الخطاب

«أنَّ عمرَ - وَهوَ يومئذٍ أميرُ المؤمنينَ - خرجَ من المسجدِ ، فرأى طعامًا منثورًا . فقالَ : ما هذا الطَّعامُ ؟ فقالوا : طعامٌ جُلِبَ إلينا . قالَ : بارَكَ اللَّهُ فيهِ وفيمن جلبَهُ . قيلَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّهُ قدِ احتَكَرَ . قالَ : ومنِ احتَكَرَهُ ؟ قالوا : فرُّوخٌ مولى عثمانَ ، وفلانٌ مولى عمرَ . فأرسلَ إليهما فقالَ : ما حملَكُما على احتِكارِ طعامِ المسلِمينَ ؟ قالا يا أميرَ المؤمنينَ ، نشتَري بأموالِنا ونبيعُ ! ! فقالَ عمرُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ أو بجذامٍ . فقالَ فرُّوخٌ عندَ ذلِكَ : أعاهِدُ اللَّهَ وأعاهدُكَ ألَّا أعودَ في طعامٍ أبدًا . وأمَّا مولى عمرَ فقالَ : إنَّما نشتَري بأموالِنا ونبيعُ . قالَ أبو يحيى : فلقَد رأيتُ مولى عمرَ مَجذومًا.»

عمدة التفسير
عمر بن الخطاب
أحمد شاكر
إسناده صحيح

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/334 -

شرح حديث أن عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين خرج من المسجد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

نَظَر الإسْلامُ إلى مَصلَحةِ الجَماعةِ، ونظَر إلى مَصلَحةِ الدُّنْيا والآخِرةِ معًا للعِبادِ، فنظَّمَ العَلاقاتِ بيْنَ النَّاسِ في الدُّنْيا، في البَيعِ والشِّراءِ والمُعامَلاتِ، كما بيَّنَ لهم سُبلَ الهُدى إلى الآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ عندما كان خَليفةً للمُسلِمينَ خرَج منَ المَسجِدِ ذاتَ يَومٍ، فرَأى طَعامًا مَنثورًا، وسِلعًا مُنتَشِرةً ومُوَزَّعةً على الأرضِ ممَّا يَأكُلُه النَّاسُ، ويَقْتاتونَ به، فسَأَل عن سَببِ نَشرِه ونَثْرِه هكذا، فقالوا: طعامٌ جُلِبَ إلينا مِن خارجِ المَدينةِ، ولكنَّه لم يُبَعْ بعْدُ، فهو مَعروضٌ للبَيعِ، فدَعا بالبَرَكةِ والزِّيادةِ والنَّماءِ في هذا الطَّعامِ، ولمَن أحضَرَه إلى المَدينةِ، فأخبَرَه النَّاسُ أنَّه طَعامٌ مُحتَكرٌ، والاحْتِكارُ هو شِراءُ السِّلعِ مِن الطَّعامِ ونَحوِه مِمَّا يَحْتاجُه النَّاسُ في وَقتِ الشِّدَّةِ، وتَخْزينُها حتَّى إذا اشتَدَّ الغَلاءُ باعَه بثَمنٍ أكثَرَ ممَّا يَنبَغي لحاجةِ النَّاسِ إليه، فسَأل عمَّنِ احتَكَر هذه السِّلعَ، فقيلَ له: احتَكَرَها فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ بنِ عفَّانَ، وفُلانٌ مَوْلى عُمَرَ، فأرسَلَ عُمَرُ إليهما، فلمَّا أتَياهُ، سَألَهما عن سَببِ احْتِكارِ طَعامِ المُسلِمينَ، فقالا: يا أميرَ المؤمِنينَ، نَشْتَري بأمْوالِنا ونَبيعُ! وظاهِرُه أنَّهم لا يَعرِفونَ النَّهيَعن الاحْتِكارِ، وأنَّهم يَقومونَ بالشِّراءِ والبَيعِ الَّذي أحلَّه اللهُ عزَّ وجلَّ،فأخبَرَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه بحَديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي يقولُ فيه: «مَنِ احتَكَرَ على المُسلِمينَ طَعامَهم»، فادَّخرَ الطَّعامَ الَّذي يَنتَفِعُ به المُسلِمونَ وخزَّنَه عندَه يَتربَّصُ به الغَلاءَ، وإضافةُ الطَّعامِ إلى المُسلِمينَ -وإنْ كان مِلكًا للمُحتَكِرينَ- إيذانٌ بأنَّه قُوتُهم، وأنَّه ادَّخَرَ ما همْ مُستَحِقُّونَ له، «ضرَبَه اللهُ بالإفْلاسِ أو بجُذامٍ»، فيُصيبُه اللهُ في الدُّنْيا بإحْدى العُقوبَتَينِ؛ إمَّا بضَياعِ المالِ أو الجسَدِ، وفي رِوايةِ ابنِ ماجهْ: جمَع للمُحتَكِرِ العُقوبَتَينِ الفَقرَ والمَرضَ معًا؛ لأنَّ المُحتَكِرَ أرادَ بالاحْتِكارِ صَلاحَ بدَنِه، ونُموَّ مالِه، فأفسَدَ اللهُ جسَدَه بأخبَثِ الأدْواءِ، ومالَه بالإتْلافِ.

فأمَّا فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ فتاب إلى اللهِ مِن الاحْتِكارِ، وعاهَدَ اللهَ، وعاهَدَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه ألَّا يَعودَ إليه، وأمَّا الآخَرُ -وهو مَوْلى عُمَرَ- فقدْ أصرَّ على فِعلِه بعْدَ أنْ عرَفَ النَّهيَ الوارِدَ فيه، وقال: إنَّما نَشْتَري بأموالِنا ونَبيعُ، ولم يَرجِعْ عن الاحْتِكارِ، ثمَّ أخبَرَ أبو يَحْيى المَكيُّ -أحدُ رُواةِ الحَديثِ-أنَّه رأى مَوْلى عُمَرَ مَجْذومًا، وهذا بَيانٌ لتَحقُّقِ عُقوبةِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيه جَزاءً لإنْكارِه، وإصْرارِه على المَعْصيةِ.
وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ منَ الإضْرارِ بالمُسلِمينَ في طَعامِهم وأقْواتِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة التفسيرأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج
عمدة التفسيرمن أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم
عمدة التفسيرأن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأسير فقال اللهم إني أتوب
عمدة التفسيرأن رجلا قال يا رسول الله فيما أضرب يتيمي قال
عمدة التفسيرأنها سألت عائشة عن هذه الآية من يعمل سوءا يجز به النساء
عمدة التفسيرجاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال كيف هذه الآية
عمدة التفسيرأن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء
عمدة التفسيرجاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا عمتي وناسا فلما أتوا
عمدة التفسيرقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحل لكم صيد البحر
عمدة التفسيروضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذقني على منكبه لأنظر إلى
صحيح دلائل النبوةبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جيشا استعمل عليهم زيد
معجم الشيوخقلت يا رسول الله سمعت فلانا يثني ويقول خيرا يزعم أنك أعطيته دينارين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب