حديث الخمر أم الخبائث وقد حذر الشرع من شرب الخمر لما يترتب عليها من


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الخَمرُ أمُّ الخبائثِ، وقد حذَّرَ الشَّرعُ مِن شُرْبِ الخَمرِ؛ لِمَا يتَرتَّبُ عليها مِن ضرَرٍ؛ فهي تُغيِّبُ العقلَ، فتَقودُ الإنسانَ إلى ارتكابِ المعاصي والذُّنوبِ، وما لا يُحمَدُ عُقباهُ، كما حذَّرَ الشَّرعُ مِن التَّحايُلِ عليه بتَغييرِ أسماءِ الأشياءِ؛ لمُحاولةِ تَحليلِها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ أوَّلَ ما يُكفَأُ -قال زيدٌ: يعني الإسلامَ- كما يُكفَأُ الإناءُ، يعني: الخمْرَ"، أي: إنَّ الخمْرَ هي أوَّلُ شَيءٍ يُقلَبُ معناه في الإسلامِ ويُغيَّرُ، مِثلَما يُقلَبُ الإناءُ على وَجْهِه؛ ومعنى ذلك: تَبدُّلُ الحالِ، والانقيادُ للشَّهواتِ؛ لارتكابِ المحرَّماتِ وتَرْكِ الطاعاتِ، "فقِيل: فكيف -يا رسولَ اللهِ- وقد بيَّنَ اللهُ فيها ما بيَّنَ؟!" أي: كيف يَحدُثُ ذلك وقد فصَّلَ اللهُ الحُكْمَ فيها بقولِه تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ المائدة: 90 ]، وبيَّنَت السُّنةُ أنَّ الخمْرَ هي المادةُ التي تُغطِّي العقْلَ بالسُّكرِ؛ فكلُّ شيءٍ حصَلَ به الإسكارُ فهو خمْرٌ، ومُحرَّمٌ، وإنْ لم يُسَمَّ خمْرًا؛ لقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كلُّ مُسكِرٍ خمْرٌ، وكلُّ خمْرٍ حرامٌ".
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يُسَمُّونها بغيرِ اسْمِها، فيَستحِلُّونها"، أي: يُسَمُّون الخمْرَ بأسماءَ مُوهِمةٍ، ولقد صدَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّ هناك أُناسًا يَشرَبون الخمْرَ ويُسَمُّونها بالشَّرابِ الرُّوحيِّ، وما أعظَمَ هذا القولَ، وأبطَلَه وأكذَبَه! كيف يكونُ هذا الشَّرابُ المُزِيلُ للعقْلِ، المُمِيتُ للقلْبِ، المبعِدُ عن اللهِ عزَّ وجلَّ شَرابًا رُوحيًّا؟! وما هو إلَّا شرابٌ خَبيثٌ يُفسِدُ العقْلَ، ويُفسِدُ الدِّينَ، ويُفسِدُ الفِكرَ أيضًا، وتَغييرُ الاسمِ لا يُغنِيهم عن العُقوبةِ، وفي الحديثِ تَنبيهٌ على أنَّه لا يَنْبغي تَغييرُ اسمِها؛ لأنَّه ذَريعةٌ إلى شُرْبِها، وقولُه: "إنَّ أوَّلَ ما يُكفَأُ" إشارةٌ أنَّ الأمْرَ لا يَقتصِرُ على الخمْرِ، بل سيَأتي تِباعًا على سائرِ المحرَّماتِ، كما يُفعَلُ اليومِ في تَسميةِ الرِّبا بالفوائدِ، وغيرُها الكثيرُ.
وفي الحديثِ: أنَّ التَّحايُلَ على المحرَّماتِ لا يُغيِّرُ مِن حُكْمِها.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الخمْرِ وآثارِها .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
بلوغ المراميا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
بلوغ المراممن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول
حديث شريف


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب