شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عَنهم يُحِبُّون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا جَمًّا، وكان أشدُّ يومٍ عليهم يومَ مَوتِه وفِراقِه، وهذا حالُ أيِّ مُحِبٍّ مع مَحبوبِه؛ فقُرْبُه يَسُرُّه، وبُعدُه يَسوءُه.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "شهِدْتُه يومَ دخَلَ المدينةَ"، أي: حينَ هِجْرَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان أنسٌ مِن أهلِ المدينةِ، وكان حينَها صَغيرًا، "فما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسَنَ ولا أضْوَأَ"، أي: أجمَلَ وأكثَرَ إشراقًا، "مِن يومِ دخَلَ علينا فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: أشرَقَتِ المدينةُ بالخيرِ والبرَكةِ، وهذا بيانٌ لسُرورِه وعِظَمِ فَرَحِه بمَقْدَمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم وبَقائِه فيهم، "وشَهِدْتُه يومَ موتِه"، أي: يومَ أنْ مات النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فما كان أقبَحَ"، أي: أسوَأَ، "ولا أظلَمَ" مِن الظَّلامِ، أي: كان أكثَرَ إظلامًا، "مِن يومٍ مات فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: طُمِسَ عنها نورُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا كِنايةٌ عن عظيمِ حُزنِه وغمِّه بفَقْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم