شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
رَحمةُ اللهِ واسِعةٌ، وفَضْلُه على عِبادِه عَظيمٌ، وهو سُبحانَه أرحمُ بنا مِن آبائِنا وأُمَّهاتِنا، كما يُبيِّن هذا الحديثُ، حيثُ يَحكي أبو هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ تعالى عنه أنَّه: "أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ رَجُلٌ ومعه صَبيٌّ"، أي: طِفلٌ صغيرٌ، "فجَعَل يَضمُّه إليه"، أي: يَحتضِنُه ويُقبِّلُه، "فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: أَتَرْحَمُه؟" أي: أتَرْفُقُ به لمحبَّتِك إيَّاه؟ "قال: نعَمْ، قال: فاللهُ أرحمُ بك مِنكَ بِه"، أي: إنَّ اللهَ أكثرُ رَحمةً بك مِن رَحمتِك لولدِك، "وهو أرحمُ الرَّاحمين"، أي: وهو سُبحانَه أكبرُ رحمةً بعِبادِه، ومع تخيُّل رحمةِ الوالدَينِ -وهما مِن أشدِّ الرَّاحمينَ في الدُّنيا- فإنَّ رَحمتَه سبحانه أعْلَى وأسمَى، وذلك على ما يليقُ بجَلالِه وكَمالِه؛ فرَحمتُه ليستْ كرحمةِ المخلوقِينَ، ومِن صُوَرِ رحمتِه: الإنعامُ والإفضالُ على العبدِ، وقَبولُ توبتِه كُلَّما عادَ إليه تائبًا، ولو تَكرَّر منه الذَّنبُ.
وفي الحَديثِ: بيانُ سَعةِ رَحمةِ اللهِ بعِبادِه.
وفيه: حُسنُ تَعليمِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه بالسُّؤالِ وضَرْبِ المِثالِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم