شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم حَريصينَ أشدَّ الحِرصِ على اتِّباعِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحِفظِ سُنَنِه، كما حرَصوا على نقْلِها بتمامِها إلى مَن بعدَهم مِن التَّابعينَ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو الأَوْبَرِ -وهو تابعيٌّ مِن أهلِ الكُوفةِ-: "أتَى رجُلٌ أبا هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه، فقال: أنت الَّذي تَنْهى النَّاسَ أنْ يُصَلُّوا عليهم نِعالُهم؟!" وذلك أنَّ الأصلَ فيما كان معروفًا أنَّ الصَّلاةَ في النِّعالِ إنْ طَهُرَت، والنَّعلُ: حِذاءٌ يُلبَسُ في القدَمِ؛ لِيَقِيَها عندَ المشْيِ، والغالبُ فيه أنَّه لا يَستُرُ القدَمَ، فقال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "لا، ولكنْ وربِّ هذه الحُرْمةِ"، يَقصِدُ الكعبةَ، "لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي إلى هذا المقامِ وعليه نَعلاهُ"، أي: يُصلِّي إلى الكعبةِ وهو لابسٌ نَعلَيْه، "وانصرَفَ وهمَا عليه"، أي: وانتهى وسلَّمَ مِن صَلاتِه وهو لابسٌ لهما، ثمَّ قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صِيامِ يومِ الجُمعةِ"، أي: نهى أنْ يُفرَدَ يومُ الجُمعةِ بصيامِ تَطوُّعٍ ونافلةٍ، "إلَّا أنْ يكونَ في أيَّامٍ"، أي: إلَّا أنْ يكونَ صومُه مُرتبِطًا بكفَّارةٍ مِن الكفَّاراتٍ، أو نذْرٍ وقَعَ مِيقاتُه يومَ الجُمعةِ، أو يَسبِقَه أو يَلِيَه بصيامٍ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ الصَّلاةِ في النِّعالِ.
وفيه: النَّهيُ عن صِيامِ الجُمعةِ مُفرَدًا عن باقي الأيَّامِ( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم