إذا استيقظ أحدكم من نومه فرأى بللا و لم ير أنه احتلم اغتسل

نُزُولُ المَنِيِّ يُسبِّبُ الحدَثَ الأكْبَرَ الَّذِي يَلزَمُ الغُسلُ مِنْهُ، ومِن دَوَاعِي نُزولِ المَنِيِّ: احتِلامُ الرَّجُلِ فِي نَومِهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا اسْتَيقَظَ أحَدُكُم من نَوْمِهِ فرَأَى بَللًا"، أي: يَجِدُ المَنِيَّ مبلِّلًا ثوبَهُ، "ولم يَرَ أنَّه احْتَلَمَ"، أي: يرَى المَنِيَّ بَعْدَ استِيقاظِهِ مِن النَّومِ، ولا يَذْكُرُ وقتَهُ أو حُلمًا تسبَّب فِي إنزالِهِ، "اغْتَسَلَ"، أي: أنَّ الَّذِي رأَى المَنِيَّ عَلَيْهِ أن يَغتسِلَ، "وإذَا رأى أنَّه قد احْتَلَمَ ولم يَرَ بَللًا"، أي: أنَّ الرَّجُلَ رُبَّما يَحتَلِمُ ويُخيَّلُ إليه أنَّه أنزَلَ المَنِيَّ، فإذا استَيْقَظَ لم يَجِدْ بَلَلَ المَنِيِّ ولم يرَ لَهُ أثرًا، "فلا غُسْلَ عليه"، أي: لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ حتى يرَى المَنِيَّ، وهذا الحُكمُ يَعُمُّ الرِّجالَ والنِّساءَ، وهو مِنَ التَّيْسيرِ على الناسِ في هذا الأمْرِ الحَرِجِ، ودَفْعٍ لوَساوِسِ الشَّيْطانِ الذي لا يَتَوانى عن تَشْكيكِ الناسِ في جَميعِ أُمُورِهِمْ( ).