إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة

كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّمُ أُمَّتَهُ ما يَجِبُ عليهم وما لا يَجِبُ، ومن ذلك أن الطَّهارَةُ والوُضوءُ شرطٌ لصحَّةِ الصَّلاةِ.
وفي هذه الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إنَّما أُمِرتُ بالوُضوءِ إذا قُمتُ إلى الصَّلاةِ"، وكان سَببُ ذلك -كما عِندَ أبي دَاودَ- أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "خَرَجَ من الخَلاءِ فقُدِّمَ إليه طَعامٌ، فقالوا: أَلَا نَأْتيكَ بوَضوءٍ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك مُعلِّمًا ومبيِّنًا أنَّ ما فَعَلَهُ لا يُوجِبُ الوُضوءَ، ولدَفْعِ توهُّمِ أنَّ للطَّعامِ وُضوءًا، ولكنْ مما هو مَشْهورٌ أنَّه يُفضَّلُ غَسْلُ اليدَيْنِ عندَ الطَّعامِ إن كان هُناك أَمْرٌ يَقْتضيهِ ويَدْعو إليه؛ بأنْ يكونَ فيهما وَسَخٌ، أو فيهما شَيْءٌ يَحتاجُ إلى تَنْظيفٍ، وخُصُّ الوُضوءُ بالصَّلاةِ بِناءً على الأَعَمِّ الأغْلَبِ، وإلَّا فالوُضوءُ مَطلوبٌ عندَ بعضِ العِباداتِ كمَسِّ المُصْحَفِ لِمَن أرادَ أنْ يَتعبَّدَ بتِلاوتِه( ).