عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر من صوم التطوع

مِن رحْمةِ اللهِ تعالى بعبادِه المؤمنِينَ أنْ جعَلَ لهم مِن عِباداتِ التَّطوُّعِ والنَّفلِ ما يَجبُرون به الفرْضَ، ومِن فضْلِه تعالى أنَّه جعَلَ المُتطوِّعَ في الصَّومِ أميرَ نفسِه؛ إنْ شاءَ أكمَلَ اليومَ، وإنْ شاء أفطَرَ.
وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُفطِرُ مِن صَومِ التَّطوُّعِ"، أي: كان يُفطِرُ مِن صَومِ النافلةِ إنْ شاءَ؛ لأنَّه ليس صَومَ فرضٍ ولا قَضاءٍ؛ بل هو صوْمُ تطوُّعٍ ونفْلٍ، والمتطوِّعُ أميرُ نفْسِه؛ إنْ شاءَ أتمَّ صِيامَ يَومِه، وإنْ شاءَ أفْطَرَ، ولا شَيءَ عليه.
وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفعَلُ ذلك لِمَا كانت عليه حالُه مِن الزُّهدِ والشِّدَّةِ؛ فإنَّه كان يُصبِحُ ناويًا الصِّيامَ، فإنْ وجَدَ طعامًا أكَلَه، وإنْ لم يَجِدْ أكمَلَ الصِّيامَ مِن يَومِه، وهو مع ذلك له إرادةُ الفِطرِ، أو إكمالُ الصِّيامِ في ذلك اليومِ، كما رَوَت ذلك عنه عائشةُ رضِيَ اللَّهُ عنْها، كما عندَ أبي داودَ.
وفي الحديثِ: بيانُ التَّيسيرِ في أمْرِ صَومِ التَّطوُّعِ( ).