أفلا يقولون الجدي يقطع الصلاة

أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُصلِّيَ أنْ يأخُذَ لنفْسِه سُترةً؛ حتَّى لا يمُرَّ مَن يقطعُ عليه الصَّلاةَ؛ وأمَّا في صلاةِ الجماعةِ، فالإمامُ إذا اتَّخَذَ سُترةً لنَفْسِه فهو سُترةٌ للمأمومِينَ.

وفي هذا الحديثِ يَقولُ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي في مسجِدٍ، فخَرَجَ جَدْيٌ"، وهو ذَكَرُ الماعِزِ، "من بعضِ حُجُراتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، التي بجِوارِ المسجِدِ، "فذَهَبَ يجتازُ بين يديْهِ"، أي: جَعَلَ الجَدْيُ يمُرُّ من أمامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فمَنَعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: مِن أنْ يمُرَّ أمامَه، وهذه هي السُّنَّةُ المأمورُ بها أنَّ الإنسانَ لو كان يُصلِّي، فمَرَّ من بين يديْهِ أحَدٌ، فإنَّه يَدفَعُه ويَمنَعُه من المُرورِ، قال ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أفلا يقولون: الجَدْيُ يَقطَعُ الصَّلاةَ"، أي: فهل يقولُ أحَدٌ بأنَّ الجَدْيَ يقطَعُ الصَّلاةَ إذا مرَّ من أمامِ المُصلِّي، ومُرادُ ابنِ عباسٍ، أنَّه ليس كُلُّ ما أُمِرَ بدَفعِه ومَنعِه من المُرورِ تبطُلُ الصَّلاةُ بمُرورِه، ولا يقطَعُها بمعنى أنَّه يُبطِلُها، وإنْ كان قد يُسمَّى قطعًا باعتبارِ أنَّه يُنقِصُها.
وفي الحديثِ: أنَّ على المُصلِّي منعَ ما يمُرُّ بين يديْهِ، سواءٌ كان إنسانًا أم حيوانًا( ).