شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
لقدْ جعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِوامَ الدِّينِ وعِمادَه النَّصيحةَ، وهي تَشمَلُ أئمَّةَ المسلمينَ، مِن الحُكَّامِ والأُمراءِ، وهذا ما قام به خالدُ بنُ الوليدِ عِندما رأى الصَّحابيَّ أبا عُبيدةَ بنَ الجرَّاحِ -وكان أميرًا بالشَّامِ- قدْ صدَرَ منه أذًى لِبَعضِ النَّاسِ، فنهاهُ عن ذلك، ولمَّا أخْبَروا خالدًا بأنَّه بذلك قدْ أغضَبَ أبا عُبيدةَ؛ لأنَّه نصَحَهُ على الملأِ، وكان واجبًا عليه أنْ يَنصَحَهُ مُنفرِدًا، فذهَبَ خالدٌ إلى أبي عُبيدةَ، وذكَرَ له أنَّه لم يُرِدْ إغضابَهُ، وأنَّ ذلك كان خوفًا عليه؛ لِكَونِه سمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "أشدُّ الناسِ عَذابًا يومَ القِيامةِ"، أي: مِن أشَدِّهم عَذابًا وعِقابًا عِندَ اللهِ، فيُعذَّبون عَذابًا أليمًا وشَديدًا مُقارَنةً بغَيرِهم ممَّن يَحِقُّ عليهم العَذابُ يومَ القِيامةِ في الآخرةِ، وهذا الوعيدُ بالعذابِ الشَّديدِ؛ لأنَّهم "أشدُّ الناسِ عَذابًا للنَّاسِ في الدُّنيا"، أي: كانوا يُعذِّبون عِبادَ الله في الدُّنيا بغَيرِ حقٍّ، كمُلوكِ الجَورِ وأعْوانِهم، وما ذلك إلَّا لأنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العمَلِ، وكما تُدِينُ تُدانُ، فمَن ولِيَ شيئًا فرفَقَ بالناسِ رفَقَ اللهُ به، ومَن شدَّدَ عليهم شدَّدَ اللهُ عليه.
وفي الحديثِ: أنَّ أرفَقَ الناسِ بالعِبادِ أرفَعُهم في الآخرةِ، وأنَّ رِعايةَ حقِّ الأُمراءِ لا يُنافي بَذْلَ النُّصحِ لهم، وأمْرَهم بالمعروفِ، ونَهْيَهم عن المنكَرِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم