شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وهي عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفيَّاتِها وهَيآتِها، وأقوالَها وأفْعالَها، ولا بُدَّ للمُسلِمِ أنْ يُراعِيَ في الصَّلاةِ السُّننَ الصَّحيحةَ الواردةَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وهذا الحديثُ يُلمِحُ إلى تَساهُلِ بَعضِ الناسِ في الصَّلاةِ وكَيفيَّاتِها، وفيه يقولُ أبو مُوسى الأشعريُّ عبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ رضِيَ اللهُ عنه: "صلَّى بِنا عليٌّ يومَ الجَمَلِ" ويومُ الجَمَلِ هو يومُ مَوقعةِ الجَمَلِ سَنةَ 36 هِجريًّا، حدَثَتْ بالبَصرةِ بيْن عليٍّ رَضِي اللهُ عَنه ومَن معَه، والزُّبيرِ وطَلْحةَ وعائِشةَ رَضِي اللهُ عَنهم ومَن معَهم، وسُمِّي بذلك نِسبةً إلى جَملِ عائشةَ رَضِي اللهُ عَنها، قال: "ذكَّرَنا بها صَلاةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: ذكَّرَنا الصِّفةَ والهيئةَ التي كان يُصلِّي بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فإمَّا أنْ نَكونَ نَسِيناها، وإمَّا أنْ نكونَ تَرَكْناها"، والمعنى: أنَّه بالنَّظرِ في كَيفيَّةِ الصَّلاةِ التي نُصلِّيها وفي كَيفيَّةِ صَلاةِ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه، ظهَرَ وكأنَّ بعضَها فيه خَللٌ؛ ومَرجِعُه إمَّا النِّسيانُ، أو التَّرْكُ، وهذا حَضٌّ للتَّابعينَ ومَن بعْدَهم على تَتبُّعِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإتيانِ الصَّلاةِ على الوَجهِ المُتِمِّ لها؛ وإلَّا فإنَّ أبا مُوسى رضِيَ اللهُ عنه مِن صَحابةِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومُدرِكٌ لِلكيفيَّةِ والهيئةِ التي كان يُصلِّيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثمَّ بيَّن في تلك الرِّوايةِ صُورةً مِن هذه الهيئةِ عِندَ التَّسليمِ؛ فقال رضِيَ اللهُ عنه: "فسَلَّمَ على يَمينِه وعلى شِمالِه"، أي: فسَلَّمَ آخِرَ الصَّلاةِ مرَّةً على اليمينِ، ومرَّةً على الشِّمالِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم