شرح حديث قال ابن مسعود لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
ليس للإنسانِ الحَلِفُ والقَسَمُ إلَّا ب
اللهِ عزَّ وجلَّ أو أحدِ صِفاتِه، ومَن حلَف بغيرِ
اللهِ فقدْ أشرَكَ.
وفي هذا الأثرِ يقولُ عبدُ
اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ
اللهُ عنه: "لَأنْ أَحلِفَ ب
اللهِ كاذبًا، أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أَحلِفَ بغيرِه صادقًا"، ومعناه: أنْ أَحلِفَ ب
اللهِ فآثَمَ وأحنَثَ، أَحَبُّ إليَّ مِن أنْ أَحلِفَ بغيرِه فأَبَرَّ؛ وذلك لأنَّ النبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَن حَلَفَ بغيرِ
اللهِ، فقد أشرَكَ"، و
اللهُ يقولُ في كتابِه:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [
النساء: 48 ]، والوقوعُ في الإثمِ أخَفُّ مِن الوقوعِ في الشِّركِ، ولأنَّ الكاذبَ يَعلَمُ بأنَّه كاذبٌ، وربَّما يَرجِعُ فيَستغفِرُ، لا أنْ يَصِلَ إلى حدِّ الشِّركِ، وربَّما يأتي يَستسمِحُ مِن المدَّعي، وربَّما يأتي ويُقِرُّ ويَعترِفُ، وربَّما خافَ مِن القضاءِ والسَّجْنِ، وذهَبَ في الخفاءِ إلى صاحِبِه وأعطاهُ الحقَّ، وكلُّ ذلك ممكنٌ.
وقولُ ابنِ مسعودٍ هذا هو مِن التغليظِ في أمرِ الحلفِ بغيرِ
اللهِ، وليس فيه أنَّه يُباحُ الحلفُ ب
اللهِ كاذبًا، وهذا التغليظُ لأنَّ الشخصَ عندَما يَحلِفُ بغيرِ
اللهِ فكأنَّه أَعطى غيرَ
اللهِ بعضَ صفاتِ
اللهِ، فإذا حلَفَ بنبيٍّ أو بمَلَكٍ أو بصالحٍ أو بأيِّ شخصٍ، فكأنَّه أَعطى المحلوفَ به صفةَ العِلمِ والاطِّلاعِ والقدرةِ على الانتقامِ، وهذه لا تكونُ إلَّا للهِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم