شرح حديث عن ابن مسعود أنه قال إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة وإنكم
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم مفسِّرينَ لسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانوا يُرشِدونَ الناسَ إلى طريقِ الحقِّ، وإلى كيفيَّةِ الخلاصِ مِن الفِتَنِ والضَّلالِ، كما في هذا الأثرِ؛ "فعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عنه، أنَّه قال: إنَّكم قد أصبَحتُم اليومَ على الفِطرةِ" وهي الخيرُ والسُّنَّةُ، أو فِطرةُ الإسلامِ وفِطرةُ الحقِّ، "وإنَّكم ستُحدِثونَ" أمورًا مخالِفةً للسُّنَّةِ وما كان عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "ويُحدَثُ لكم"، أيْ: يُحدِثُ الأُمراءُ والحُكَّامُ وذوو الرأيِ مُستحدَثاتٍ جديدةً غيرَ ما أحدَثَها عوامُّ الناسِ، "فإذا رأيتُم مُحدَثةً" وهي الأُمورُ التي تَحدُثُ بعدَ ذلك وتُخالِفُ أصْلَ الدِّينِ، وليس لها سَندٌ شرعيٌّ؛ "فعليكم بالهَدْيِ الأوَّلِ"، والمرادُ: هَدْيُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتُه مع القرآنِ الكريمِ، وما أقَرَّه الصحابةُ والخلفاءُ الراشدونَ، وكأنَّه يُشيرُ بذلك إلى ما رواهُ أبو داودَ مِن حديثِ العِرباضِ بنِ ساريةَ مِن قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أُوصيكُم بتقوى اللهِ والسَّمعِ والطاعةِ، وإنْ عبدًا حبَشيًّا؛ فإنَّه مَن يَعِشْ منكم بعدي فسيَرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ المهديِّينَ الراشدينَ، تَمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ".
وفي الحديثِ: التحذيرُ مِن البِدعِ واتِّباعِ أهلِ الأهواءِ، والترغيبُ في سنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصحابتِه رِضوانُ اللهِ عليهم .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم