حديث إن احترام الروح الإنسانية التي أودع الله فيها سر الحياة هو تعظيم لخالقها


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ احتِرامَ الرُّوحِ الإنسانيَّةِ التي أودَعَ اللهُ فيها سِرَّ الحياةِ هو تَعْظيمٌ لِخالِقِها سُبحانَهُ وتَعالى.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي يَزيدُ بنُ ثابِتٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّه كانَ جالِسًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أصْحابِهِ، فطَلَعَتْ جِنازةٌ" مرَّتْ بهم، والجِنازةُ: اسمٌ للميِّتِ في النَّعْشِ "فلمَّا رآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثارَ وثارَ أصْحابُهُ معه" بمَعْنى وقَفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَ مُرورِ الجِنازةِ دُونَ أنْ يَسْألَ عنها، ولم يَعرِفْ هل هي لمُسلمٍ أو غَيرِ مُسلِمٍ، ووقَفَ معه أصْحابُهُ، "فلم يَزالوا قيامًا حتى نَفِذَتْ" حتى مَضَتْ وجاوَزَتْهُم، قالَ يَزيدُ رضِيَ اللهُ عنه: "واللهِ ما أدْري مِن تَأَذٍّ بها؟" بمَعْنى: قامَ لأجْلِ التَّأذِّي بتِلك الجِنازةِ من نَتَنِ الرِّيحِ ونَحوِهِ، "أو مِن تَضايُقِ المَكانِ" وعَدَمِ سَعَتِهِ بما يَكْفي، فيكونُ قيامُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من حُسنِ أدَبِهِ، ولِمُراعاةِ حقِّ الطَّريقِ، والتَّوسيعِ على المارَّةِ فيه، "ولا أحسَبُها إلَّا يَهوديًّا أو يَهوديَّةً" الميِّتُ يَهوديٌّ أو يَهوديَّةٌ، "وما سَأَلْنا عن قيامِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" وما استَفْسَرْنا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سَبَبِ قيامِهِ لِجِنازةِ يَهوديٍّ، وكأنَّه يُشيرُ أنَّ القِيامَ لم يكُنْ للميِّتِ، وإنَّما لحاجةٍ صادَفَتْ مُرورَ الجِنازةِ.
وقد ورَدَتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ تُبيِّنُ أسبابًا مُتعدِّدةً لِقيامِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومن ذلِكَ رِوايةُ النَّسائيِّ: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّما قُمْنا للمَلائِكةِ"؛ فبيَّنَ أنَّ قِيامَهُ ووُقوفَهُ كان تَعْظيمًا لمرورِ الملائِكةِ الَّتي صحِبَتْ تِلكَ الجِنازةَ.
وفي روايةِ الإمامِ مُسلِمٍ من حَديثِ جابِرٍ رضِيَ اللهُ عنه بيَّنَ أنَّ السَّبَبَ هو التَّعظيمُ لأمْرِ المَوتِ، فقالَ: "إنَّ المَوتَ فَزَعٌ، فإذا رأيتُمُ الجِنازةَ فقُوموا"، وكذلِكَ التَّعْظيمُ لأمْرِ النَّفسِ والرُّوحِ الَّتي قَبضَتْها المَلائِكةُ، كما في الصَّحيحَينِ مِن حديثِ قَيسِ بنِ سَعدٍ وسَهلِ بنِ حُنَيفٍ، أنَّهما قالَا: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّتْ به جِنازةٌ فقامَ، فقيلَ: إنَّه يَهوديٌّ! فقال: أليستْ نفْسًا؟!"؛ فمَجْموعُ تِلك الأغْراضِ ممَّا جاءَ أنَّه سَببٌ لقِيامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عِندَ مُرورِ الجِنازةِ.
ولكنْ جاءَ عِندَ مُسلمٍ عن عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه ما يَنسَخُ قِيامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لجِنازةِ هذا اليَهوديِّ وغَيرِهِ، وفيه قالَ: "قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمَّ قعَدَ"، وهذا كان آخِرَ الأمرَينِ مِن فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقيلَ: بلْ يُجمَعُ بيْنَ هذه الأدِلَّةِ بأنْ يُحمَلَ القِيامُ للجَنائِزِ على التَّخْييرِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدالصلاة في الثوب الواحد سنة كنا نفعله مع رسول الله صلى الله عليه
تخريج سنن أبي داودأنا أولى بكل مؤمن من نفسه فمن ترك دينا أو ضيعة فإلي ومن
تخريج سنن أبي داودعن عمر بن الخطاب يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر
مسند الإمام أحمدكنا نؤدي زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين
مسند الإمام أحمدعن محمد بن كعب القرظي قال قال فتى منا من أهل الكوفة لحذيفة
مسند الإمام أحمدعن حذيفة بن اليمان قال ما أخبية بعد أخبية كانت مع رسول الله
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن فقال
مسند الإمام أحمدحدثنا الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه
مسند الإمام أحمدرأيت ليلة أسري بي رجلا يسبح في نهر ويلقم الحجارة فسألت ما هذا
مسند الإمام أحمدالسحور أكله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن
حديث شريف
مسند الإمام أحمدعن غضيف بن الحارث رجل من أيلة قال مررت بعمر بن الخطاب فقال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب