شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كانَ خاتَمُ النُّبُوَّةِ بَينَ كَتِفَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مِمَّا وُصِفَ به في الإِنجِيلِ والتَّوراةِ، فكانَ إحْدى العَلاماتِ على نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ قُرَّةُ بنُ إياسٍ المُزَنيُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أتَيتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فاستَأذَنتُه أنْ أُدخِلَ يَدي في جِربانِه" في جَيبِ ثَوبِه، "لِيَدعُوَ لي"، بمَعنى: لِيَدعُوَ لي وأنا ألمَسُ جِلدَه، وهذا أثَرٌ مِن مُلاطَفةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأصحابِه، وتَحَبُّبِه لهم، وحُسنِ عِشرَتِه معهم، "فما مَنَعَه وأنا ألمَسُه أنْ دَعا لي"، ما مَنَعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيءٌ أنْ يَدعُوَ لي وأنا ألمَسُ جِلدَه أو خاتَمَ النُّبُوَّةِ، ولَعَلَّه طَلَبَ إدخالَ يَدِه لِيَشعُرَ بخاتَمِ النُّبُوَّةِ، أو يَتحَسَّسَه بيَدِه، "فوَجَدتُ على نُغضِ كَتِفِه" على أعلى الكَتِفِ، وقيلَ: النُّغضُ هو العَظمُ الرَّقيقُ الذي على طَرَفِ الكَتِفِ، سُمِّيَ ناغِصًا أو ناغضًا؛ لِتَحَرُّكِه "مِثلَ السِّلعةِ"، وهي غُدَّةٌ تَظهَرُ بَينَ الجِلدِ واللَّحمِ، وإنَّما شَبَّهَ الخاتَمَ بالسِّلعةِ؛ لِإظهارِ حَجمِه ومَدى بُروزِه.
وقد وَرَدتْ صِفةُ خاتَمِ النُّبُوَّةِ في السُّنَّةِ الصَّحيحةِ أنَّه كانَ بارِزًا في حَجمِ بَيضةِ الطَّائِرِ أوِ الحَمامةِ، بَينَ كَتِفَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَولَه خِيلانٌ، جَمعُ خالٍ: نُقطةٌ تَضرِبُ إلى السَّوادِ، وتُسَمَّى شامةً، وعليه شَعَراتٌ مُجتَمِعاتٌ تُغَطِّيه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم