شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كانَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ يُرَبِّي أصحابَه على إخلاصِ العَمَلِ للهِ عَزَّ وجَلَّ، مع عَدَمِ الاعتِدادِ الزَّائِدِ بالنَّفْسِ، أوِ الرَّياءِ في العَمَلِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يَقولَنَّ أحَدُكم: إنِّي صُمتُ رَمَضانَ كُلَّه، وقُمتُه كُلَّه"، وهذا النَّهيُ راجِعٌ إلى نِسبةِ الصَّومِ إلى نَفْسِه فيه كُلِّه، مع أنَّ قَبولَه عِندَ
اللهِ تَعالى في مَحَلِّ الخَطَرِ؛ لِعَدَمِ الجَزمِ بالقَبولِ؛ فيَكونُ الإنسانُ كاذِبًا في دَعواه.
قالَ الحَسَنُ البَصريُّ -مِن رُواةِ الحَديثِ-: "فلا أدْري أَكَرِهَ التَّزكيةَ"، وهي تَزكيةُ النَّفْسِ لِمَن قال ذلك، مع الإعجابِ بالعَمَلِ والرِّياءِ به، وقد قالَ تَعالى:
{ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [
النجم: 32 ]، فنَهَى عن تَزكيةِ النَّفْسِ، "أو قالَ: لا بُدَّ مِن نَومةٍ أو رَقدةٍ"، والمَقصودُ أنَّه قد يَعصي في حالِ الغَفلةِ بوَجهٍ لا يُناسِبُ الصَّومَ, أو يَنامُ فيَكونُ قد خَسِرَ وَقتًا مِن رَمَضانَ، فكيف يَدَّعي بَعدَ ذلك الصَّومَ لِنَفْسِه، ولا يَخفى أنَّ النَّومَ لا يُنافي الصَّومَ, فهذا التَّعليلُ يُفيدُ مَنْعَ أنْ يَقولَ: صُمتُه وقُمتُه جَميعًا، لا أنْ يَقولَ: صُمتُه.
وفي الحَديثِ: تَربيةُ النُّفوسِ على الوَرَعِ والتَّحَلِّي بخَشيةِ
اللهِ وعَدَمِ تزَكيةِ النَّفْسِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم