حديث مهلا يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمرو

«قال: لقد جلَسْتُ أنا وأخي مَجلسًا ما أحِبُّ أنَّ لي به حُمْرَ النَّعمِ، أقبَلْتُ أنا وأخي وإذا مَشيَخةٌ مِن صحابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُلوسٌ عندَ بابٍ مِن أبوابِه، فكرِهْنا أنْ نُفرِّقَ بينهم، فجلَسْنا حَجرَةً، إذ ذكَروا آيةً مِن القرآنِ، فتمارَوْا فيها، حتى ارتفَعَتْ أصواتُهم، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، قد احمَرَّ وَجهُه، يَرميهم بالتُّرابِ، ويقول: مَهلًا يا قَومِ، بهذا أُهلِكَتِ الأُممُ مِن قبلِكم، باختلافِهم على أنبيائِهم، وضربِهم الكتبَ بعضَها ببعضٍ، إنَّ القرآنَ لم ينزِلْ يكذِّبُ بعضُه بعضًا، بل يصدِّقُ بعضُه بعضًا، فما عرَفْتُم منه فاعمَلوا به، وما جهِلْتُم منه فرُدُّوه إلى عالمِه.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمرو
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 6702 - أخرجه ابن ماجه (85) بنحوه مختصراً، وأحمد (6702) واللفظ له

شرح حديث قال لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه من سُلوكِ سُبُلِ الأُممِ الهالِكةِ، الَّذِينَ استحَقُّوا عذابَ اللهِ عزَّ وجلَّ بمُخالَفتِهم أنْبياءَهم، واختِلافِهم عليهم، والتَّنازُعِ في أمْرِ القَدَرِ، والاختِلافِ فيه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: "لقد جَلسْتُ أنا وأخي" وأَخُوه هنا يَحتَمِلُ أنَّه محمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ، وأُمُّه خَوْلةُ بِنتُ حَمْزةَ بنِ السَّليلِ بنِ قَيسِ بنِ طَيِّئٍ، وقد شَهِدَ صِفِّينَ، وقَدِمَ معَ أبيهِ دِمَشقَ بعدَ قَتلِ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه.
"مَجلِسًا ما أُحِبُّ أنَّ لي به حُمْرَ النَّعَمِ" وذلك أنَّه جالَسَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحَابَتَه رضِيَ اللهُ عنهم، وشمِلَ هذا الجلوسُ تَحصيلَ عِلمٍ ومَنفعةٍ جليلةٍ، يَنتَفِعُ بها عُمومُ المُسلِمينَ، و"حُمْر النَّعَمِ" هي الإبلُ أو النُّوقُ الحُمْرُ؛ وخُصَّتْ بالذِّكْرِ لكَونِها أفضَلَ الأموالِ عندَ العرَبِ.
قال: "أقبَلْتُ أنا وأخي، وإذا مَشْيَخةٌ من صَحابةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" وهم جَماعةٌ من كِبارِهم، "جُلوسٌ عندَ بابٍ من أبْوابِه"، ولعَلَّهم كانوا عندَ بابِ إحْدى حُجُراتِ نِسائِه، "فكَرِهْنا أنْ نُفَرِّقَ بينَهم"؛ لأنَّه مَنْهيٌّ عنِ التفْريقِ بينَ المَجالِسِ، والإنسانُ مَأْمورٌ أنْ يَجلِسَ حيثُ انْتَهى به المَجلِسُ، "فجلَسْنا حَجْرةً"، أي: في ناحيةٍ منهم غَيرَ بَعيدٍ "إذ ذَكَروا آيةً منَ القُرآنِ، فتَمارَوْا فيها"، يعني: جادَلوا فيها بعضَهم، ورَدَّ كلُّ واحدٍ منهم فَهْمَ الآخَرِ.
وقيلَ معناه: صَرَفوا كتابَ الله بعضَه ببعضٍ عنِ المَعنى المُرادِ إلى ما مالَ إليه أوهامُهم، كما فعلتِ اليَهودُ بالتَّوراةِ، والنَّصارى بالإنجيلِ.
وقيلَ: إنَّما جاء هذا الجِدالُ والمِراءُ في الآياتِ التي فيها ذِكرُ القَدَرِ، كما عندَ ابنِ ماجَهْ، فتَجادَلوا في إثباتِهِ ونَفْيه، وكأنَّ كُلًّا منهم كان يَستَدِلُّ بما يُناسِبُ مَطلوبَه منَ الآياتِ، "حتى ارتفَعَتْ أصْواتُهم"، فسَمِعَهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، قدِ احمَرَّ وَجهُهُ" كِنايةً عن شِدةِ غَضَبِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "يَرْميهم بالتُّرابِ"، ورُبَّما ذلك تَحْقيرًا لشأنِ المُجادَلةِ، "ويقولُ: مَهلًا يا قَومِ، بهذا أُهلِكَتِ الأُمَمُ من قَبلِكم، باختِلافِهم على أنْبيائِهم"؛ فشبَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ حالَهم بحالِ مَن كان قبلَهم منَ المتشكِّكين تشديدًا وتغليظًا، ثم بكَثرةِ الأسئلةِ فيما لا يُفيدُ، ممَّا يتَرتَّبُ عليه فَرْضُ أُمورٍ شاقَّةٍ وصَعبةٍ عليهم، ولم يَستَطيعوا أَداءَها فهَلَكوا بالعِصْيانِ، وهلَكوا بـ"ضَربِهمُ الكتُبَ بعضَها ببعضٍ"، وذلك بادِّعاءِ التناقُضِ بينَها وغيرِ ذلك، والمَعْنى: أنَّ مثلَ هذا كان سببًا في تَمْزيقِ الأُممِ وتَفريقِها، وذلك أنَّهم تَرَكوا ما أُمِروا به، وانشَغَلوا بما يوقِعُهم في غضَبِ اللهِ، "إنَّ القُرآنَ لم يَنزِلْ يُكذِّبُ بَعضُه بَعضًا، بل يُصدِّقُ بَعضُه بَعضًا"، تَأْكيدًا لحَقيقةِ القُرآنِ الكَريمِ، وأنَّه لم يَنزِلْ للجَدَلِ، وإنَّما للعمَلِ بما فيه، "فما عَرَفْتم منه فاعْمَلوا به"، اعْمَلوا بما عَرَفْتم منَ الكتابِ ما استَطَعْتم، "وما جَهِلْتم منه" وهو ما خفِيَ عليكم من أحْكامِهِ وتَفْسيرِه ونَحوِه، "فرُدُّوه إلى عالِمِه" فتَعلَّموه ممَّن هو أعلَمُ منكم منَ العُلماءِ الربَّانيِّينَ، وأهلِ الذِّكرِ في تَفْسيرِه.
وفي الحَديثِ: بيانُ خُطورةِ الجِدالِ في القُرآنِ، والتحْذيرُ منَ التنازُعِ في أُمورِ الدِّينِ.
وفيه: الأمرُ بالاتِّباعِ وعدَمِ الخَوْضِ فيما فيه الهَلاكُ.
وفيه: سؤالُ أهلِ الذِّكرِ فيما لا نَعلَمُ تَفسيرَه مِن القُرآنِ الكريمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم ألم
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه بيته فقال يا عبد
مسند الإمام أحمديا عبد الله بن عمرو في كم تقرأ القرآن قال قلت في يومي
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل
مسند الإمام أحمدعن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود قال فرد الحديث حتى رده إلى
مسند الإمام أحمدعلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام قال صل كذا وكذا
مسند الإمام أحمدلقي عمر أسماء بنت عميس رضي الله عنهما فقال نعم القوم أنتم لولا
حديث شريف
مسند الإمام أحمدسمعت رجلا يقرأ فقلت من أقرأك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تخريج مشكل الآثارصليت الغداة مع عبد الله بن مسعود في المسجد فلما سلم قام رجل
تخريج مشكل الآثاركان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قد وضع ثوبه بين
تخريج مشكل الآثاركانت له امرأتان مليكة وأم عفيف فرجمت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت قبلها وهي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب