شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
خَلَقَ اللهُ المَرأةَ وجَعَلَ لَها طَبيعةً تَختَلِفُ عن طَبيعةِ الرَّجُلِ، وقد أخبَرَ اللَّهُ تَعالى في كِتابِهِ أنَّ الرِّجالَ قَوَّامونَ على النِّساءِ، وثَمَّةَ أُمورٌ لا يَصلُحُ أنْ تَقومَ بها المَرأةُ؛ نَظَرًا لِطَبيعَتِها الخاصَّةِ.
وهذا المَتنُ جُزءٌ مِن حَديثٍ عِندَ البَزَّارِ، وفيه يُخبِرُ أبو بَكرةَ نُفَيعُ بنُ الحارِثِ الثَّقَفيُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أنَّ رَجُلًا مِن أهلِ فارِسَ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" وكانَ قد أرسَلَه بَاذَانُ والي كِسْرى على اليَمَنِ؛ لِيأتيَ لهم بخَبَرٍ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أرسَلَ إلى كِسْرى مَلِكِ فارسَ كتابًا يَدعوه إلى الإسلامِ، فمَزَّقَه، فلَمَّا بَلَغَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك دعا بتَمزيقِ مُلْكِه، كما جاءَ في الرِّواياتِ، وقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِرَسولِ كِسْرى: "إنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّكَ- يَعني: كِسْرى" بمَعنى أنَّ اللهَ سُبحانَه الذي هو رَبُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَبُّ كُلِّ العِبادِ قَضى بحُكمِه بالمَوتِ على كِسْرى الذي تَتَّخِذُه رَبًّا مِن دونِ اللهِ، وهذه عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ، فقد أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَستَحيلُ على الرَّجُلِ مَعرِفَتُه، وبما وَقَعَ فِعلًا في أرضِ فارِسَ، قيلَ: قَتَلَه ابنُه شيرَوَيْهِ، قالَ أبو بَكرةَ رَضيَ اللهُ عنه: "وقيلَ له- يَعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعدَ ذلك: إنَّه قدِ استَخلَفَ ابنَتَه" تَوَلَّى الحُكمَ على فارِسَ بَعدَ مَقتَلِ كِسْرى ابنَتُه، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يُفلِحُ قَومٌ تَملِكُهمُ امرَأةٌ" لَنْ يَفوزوا بِما يَطلُبونَ إذا وَلَّوْا ومَلَّكوا أمْرَهمُ امَرأةً؛ وذلك لِنَقصِ المَرأةِ وعَجزِها، والوالي والأميرُ مَأمورٌ بالظُّهورِ لِلقيامِ بأُمورِ رَعيَّتِه، والمَرأةُ عَورةٌ، لا تَصلُحُ لِذلكَ؛ فَلا يَصِحُّ أنْ تُوَلَّى الإمامةَ ولا القَضاءَ، وفي هذا أيضًا إخبارٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا سيَحدُثُ لِلفُرسِ مِنَ الخُسرانِ والهَزيمةِ؛ بسَبَبِ تَولِيَتِهمُ امرَأةً عليهم، وفي ذلك بُشرَى لِأتْباعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّصرِ عليهم، وقد حَدَثَ ذلك.
وفي الحَديثِ: عَدَمُ صَلاحيَّةِ المَرأةِ لِأُمورِ الوِلايةِ ونَحوِها.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم