﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
[ آل عمران: 154]
سورة : آل عمران - Al Imran
- الجزء : ( 4 )
-
الصفحة: ( 70 )
Then after the distress, He sent down security for you. Slumber overtook a party of you, while another party was thinking about themselves (as how to save their ownselves, ignoring the others and the Prophet SAW) and thought wrongly of Allah - the thought of ignorance. They said, "Have we any part in the affair?" Say you (O Muhammad SAW): "Indeed the affair belongs wholly to Allah." They hide within themselves what they dare not reveal to you, saying: "If we had anything to do with the affair, none of us would have been killed here." Say: "Even if you had remained in your homes, those for whom death was decreed would certainly have gone forth to the place of their death," but that Allah might test what is in your breasts; and to Mahis that which was in your hearts (sins), and Allah is All-Knower of what is in (your) breasts.
أمنةً : أمنا و عدم حوف
نُعاسا : سكونا و هدوءًا أو مُقاربة للنّوم
يغشى : يُلابس كالغشاء
لبرز : لخرج
مضاجعهم : مصارعهم المقدّرة لهم أزلا
لبتلِي : ليختبر و ليمتحِن و هو العليم الخبير
ليُمحّص : ليخلّص و يزيل أو ليكشف و يميزثم كان من رحمة الله بالمؤمنين المخلصين أن ألقى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من همٍّ وغمٍّ اطمئنانًا وثقة في وعد الله، وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم، وهم أهل الإخلاص واليقين، وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة، وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم، وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه، وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة، ولذلك تراهم نادمين على خروجهم، يقول بعضهم لبعض: هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم -أيها الرسول-: إن الأمر كلَّه لله، فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم، وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال، يقولون: لو كان لنا أدنى اختيار ما قُتِلنا هاهنا. قل لهم: إن الآجال بيد الله، ولو كنتم في بيوتكم، وقدَّر الله أنكم تموتون، لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون، وما جعل الله ذلك إلا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق، وليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال. والله عليم بما في صدور خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمورهم.
ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة - تفسير السعدي
ويحتمل أن معنى قوله: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } يعني: أنه قدَّر ذلك الغم والمصيبة عليكم، لكي تتوطن نفوسكم، وتمرنوا على الصبر على المصيبات، ويخف عليكم تحمل المشقات: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم } الذي أصابكم { أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم } ولا شك أن هذا رحمة بهم، وإحسان وتثبيت لقلوبهم، وزيادة طمأنينة؛ لأن الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من الخوف، فإذا زال الخوف عن القلب أمكن أن يأتيه النعاس.
وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم هم إلا إقامة دين الله، ورضا الله ورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين.
وأما الطائفة الأخرى الذين { قد أهمتهم أنفسهم } فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم، فلهذا لم يصبهم من النعاس ما أصاب غيرهم، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } وهذا استفهام إنكاري،- أي: ما لنا من الأمر -أي: النصر والظهور- شيء، فأساءوا الظن بربهم وبدينه ونبيه، وظنوا أن الله لا يتم أمر رسوله، وأن هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله، قال الله في جوابهم: { قل إن الأمر كله لله } الأمر يشمل الأمر القدري، والأمر الشرعي، فجميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وعاقبة النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته، وإن جرى عليهم ما جرى.
{ يخفون } يعني المنافقين { في أنفسهم ما لا يبدون لك } ثم بين الأمر الذي يخفونه، فقال: { يقولون لو كان لنا من الأمر شيء }- أي: لو كان لنا في هذه الواقعة رأي ومشورة { ما قتلنا هاهنا } وهذا إنكار منهم وتكذيب بقدر الله، وتسفيه منهم لرأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأي أصحابه، وتزكية منهم لأنفسهم، فرد الله عليهم بقوله: { قل لو كنتم في بيوتكم } التي هي أبعد شيء عن مظان القتل { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } فالأسباب -وإن عظمت- إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئا، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، { وليبتلي الله ما في صدوركم }- أي: يختبر ما فيها من نفاق وإيمان وضعف إيمان، { وليمحص ما في قلوبكم } من وساوس الشيطان، وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة.
{ والله عليم بذات الصدور }- أي: بما فيها وما أكنته، فاقتضى علمه وحكمته أن قدر من الأسباب، ما به تظهر مخبآت الصدور وسرائر الأمور.
تفسير الآية 154 - سورة آل عمران
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة : الآية رقم 154 من سورة آل عمران
ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة - مكتوبة
الآية 154 من سورة آل عمران بالرسم العثماني
﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [ آل عمران: 154]
﴿ ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ﴾ [ آل عمران: 154]
تحميل الآية 154 من آل عمران صوت mp3
تدبر الآية: ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة
مَن ظنَّ بأن الله لا ينصُر رسوله، ولا يؤيِّده وحزبَه، فقد ظنَّ بالله ظنَّ السوء، ونسبَه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله، وذلك من علامات النفاق وخِصال المنافقين.
كم تنطوي نفوسٌ على سوء ظنٍّ بالله، ويخطِر لها أن لو كانت المقاديرُ بأيديها، والشرائع من صُنع عقولها، ولكنَّ الأمر بفضل الله أحكمُ وأهدى.
أمر هذا الدِّين كلُّه لله وحدَه، وما على العبد إلا أن يؤدِّيَ واجباته، ويفيَ بعهوده، ويسلِّمَ الأمر بعد ذلك للحكيم العليم.
كلَّما أُصبتَ بمصيبةٍ فجعلَت نفسُك تلومك وتقول: لو فعلتَ كذا لما كان ذا.
.
فقل لها: لو كنتِ في دارك لبرَزتِ إلى مصائبك، فلا مفرَّ من القدَر.
ليس كالمِحنة مِـحَكٌّ يكشف ما تخفيه النفوس، فينفي عنها الزَّيفَ والرِّياء، ويُبرزها على حقيقتها بلا طِلاء.
دَع عنك الرهبةَ ممَّا يُضمره المنافقون، وما يتربَّص به الأعداء الحاقدون، فإن الله به عليم، فتوكَّل على الجليل العظيم، فهو حسبُك ونعم الوكيل.
شرح المفردات و معاني الكلمات : أنزل , الغم , أمنة , نعاسا , يغشى , طائفة , وطائفة , أهمتهم , أنفسهم , يظنون , الله , الحق , ظن , الجاهلية , يقولون , الأمر , شيء , الأمر , لله , يخفون , أنفسهم , يبدون , يقولون , الأمر , شيء , قتلنا , بيوتكم , لبرز , كتب , القتل , مضاجعهم , وليبتلي , الله , صدوركم , يمحص , قلوبكم , الله , عليم , بذات , الصدور , وطائفة+قد+أهمتهم+أنفسهم , يظنون+بالله+غير+الحق+ظن+الجاهلية , ظن+الجاهلية , يقولون+هل+لنا+من+الأمر+من+شيء , قل+إن+الأمر+كله+لله , يخفون+في+أنفسهم+ما+لا+يبدون+لك , يقولون+لو+كان+لنا+من+الأمر+شيء+ما+قتلنا+هاهنا , قل+لو+كنتم+في+بيوتكم+لبرز+الذين+كتب+عليهم+القتل+إلى+مضاجعهم , وليبتلي+الله+ما+في+صدوركم+وليمحص+ما+في+قلوبكم , الله+عليم+بذات+الصدور ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا
- لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة
- إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون
- وسلام على المرسلين
- قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين
- وأخرجت الأرض أثقالها
- والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا
- إن جهنم كانت مرصادا
- من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا
- ونرثه ما يقول ويأتينا فردا
تحميل سورة آل عمران mp3 :
سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, January 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب