﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
[ البقرة: 258]
سورة : البقرة - Al-Baqarah
- الجزء : ( 3 )
-
الصفحة: ( 43 )
Have you not looked at him who disputed with Ibrahim (Abraham) about his Lord (Allah), because Allah had given him the kingdom? When Ibrahim (Abraham) said (to him): "My Lord (Allah) is He Who gives life and causes death." He said, "I give life and cause death." Ibrahim (Abraham) said, "Verily! Allah causes the sun to rise from the east; then cause it you to rise from the west." So the disbeliever was utterly defeated. And Allah guides not the people, who are Zalimun (wrong-doers, etc.).
الذي حاجّ إبراهيم : هم نمرود بن كنعان الجبّار
فبُهِتَ : غُلِب و تحيّر و انقطعت حُجّتههل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته؛ لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا، ويسلبها الحياة فتموت، فهو المتفرد بالإحياء والإماتة، قال: أنا أحيي وأميت، أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه، وأستبقي مَن أردت استبقاءه، فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق، فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب؛ فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته، شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب.
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك - تفسير السعدي
يقول تعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }- أي: إلى جرائته وتجاهله وعناده ومحاجته فيما لا يقبل التشكيك، وما حمله على ذلك إلا { أن آتاه الله الملك } فطغى وبغى ورأى نفسه مترئسا على رعيته، فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله، فقال إبراهيم { ربي الذي يحيي ويميت }- أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، ولأن الإحياء مبدأ الحياة الدنيا والإماتة مبدأ ما يكون في الآخرة، فقال ذلك المحاج: { أنا أحيي وأميت } ولم يقل أنا الذي أحيي وأميت، لأنه لم يدع الاستقلال بالتصرف، وإنما زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه، فزعم أنه يقتل شخصا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصا فيكون قد أحياه، فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شبهة فضلا عن كونه حجة، اطرد معه في الدليل فقال إبراهيم: { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق }- أي: عيانا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر { فأت بها من المغرب } وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقا في دعواه، فلما قال له أمرا لا قوة له في شبهة تشوش دليله، ولا قادحا يقدح في سبيله { بهت الذي كفر }- أي: تحير فلم يرجع إليه جوابا وانقطعت حجته وسقطت شبهته، وهذه حالة المبطل المعاند الذي يريد أن يقاوم الحق ويغالبه، فإنه مغلوب مقهور، فلذلك قال تعالى: { والله لا يهدي القوم الظالمين } بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه، ففي هذه الآية برهان قاطع على تفرد الرب بالخلق والتدبير، ويلزم من ذلك أن يفرد بالعبادة والإنابة والتوكل عليه في جميع الأحوال، قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدا، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربا قادرا قاهرا متصرفا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله.
" من مفتاح دار السعادة
تفسير الآية 258 - سورة البقرة
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في : الآية رقم 258 من سورة البقرة
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك - مكتوبة
الآية 258 من سورة البقرة بالرسم العثماني
﴿ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ البقرة: 258]
﴿ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ [ البقرة: 258]
تحميل الآية 258 من البقرة صوت mp3
تدبر الآية: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك
عجبًا لمَن يجعل الله في يده الملكَ والسلطان، فيستكبر ويُسرف في العصيان، ويأبى إلا الضَّلالَ والطُّغيان، بدلًا من الشكر والإيمان!
الإحياء والإماتة ليسا بيد أحدٍ من الخلق، بل بيد الخالق وحدَه، ومَن ادَّعى من الخلق شيئًا من ذلك فقد افترى، فعلِّق قلبك بمَن يُحيي ويُميت دون غيره.
حقيقتان ظاهرتان لا تحتاجان إلى غزير علمٍ ولا إلى طول تفكير، فالله أرحمُ بعباده من أن يَكِلَهم في الإيمان به إلى العلم الذي قد يتأخَّر، أو التفكير الذي قد يتعثَّر.
لا يَهولَنَّك إرجافُ أهل الباطل، ولا تغرَّنَّك ادِّعاءاتهم، فإنما هم على جُرُفٍ ما إن تعصِفُ به رياح الحقِّ حتى يهويَ في وادٍ سحيق.
ما أكثرَ الأدلَّةَ على جلال الخالق وكمال ذاته وجمال صفاته! ولن يعدَمَ العالم بالله سبيلًا لإقامة الحُجَّة على أهل الباطل، فإن ردُّوا حُجَّةً دَمَغَهم بحُجَجٍ وحُجَج.
هذا نموذجٌ لكلِّ طاغوتٍ أصرَّ على الباطل واستكبر عن قَبول الحقِّ بعد أن تبيَّن له، وأنَّى يهتدي الظالم بالبراهين، أو ينتفعُ بالحقِّ المبين؟!
شرح المفردات و معاني الكلمات : حاج , إبراهيم , ربه , آتاه , الله , الملك , قال , إبراهيم , ربي , يحيي , يميت , قال , أحيي , أميت , قال , إبراهيم , الله , يأتي , بالشمس , المشرق , المغرب , فبهت , كفر , الله , يهدي , القوم , الظالمين , إذ+قال+إبراهيم+ربي+الذي+يحيي+ويميت+قال+أنا+أحيي+وأميت , يحيي+ويميت , قال+إبراهيم+فإن+الله+يأتي+بالشمس+من+المشرق+فأت+بها+من+المغرب , فبهت+الذي+كفر+والله+لا+يهدي+القوم+الظالمين , والله+لا+يهدي+القوم+الظالمين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى
- ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا
- قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون
- ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين
- ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب
- وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما
- فبأي آلاء ربكما تكذبان
- لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا
- فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون
- ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون
تحميل سورة البقرة mp3 :
سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, January 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب