الآية 81 من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾
[ النحل: 81]

سورة : النحل - An-Nahl  - الجزء : ( 14 )  -  الصفحة: ( 276 )

And Allah has made for you out of that which He has created shades, and has made for you places of refuge in the mountains, and has made for you garments to protect you from the heat (and cold), and coats of mail to protect you from your (mutual) violence. Thus does He perfect His Grace unto you, that you may submit yourselves to His Will (in Islam).


ظلالا : أشياء تستظلون بها كالأشجار
أكنانا : مواضع تستكِنّون فيها (الغيران)
سرابيل : ما يُلبس من ثياب أو دروع
تقيكم بأسكم : الضّرب و الطّعن في حروبكم

والله جعل لكم ما تستظلُّون به من الأشجار وغيرها، وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجؤون إليها عند الحاجة، وجعل لكم ثيابًا من القطن والصوف وغيرهما، تحفظكم من الحر والبرد، وجعل لكم من الحديد ما يردُّ عنكم الطعن والأذى في حروبكم، كما أنعم الله عليكم بهذه النعم يتمُّ نعمته عليكم ببيان الدين الحق؛ لتستسلموا لأمر الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا في عبادته.

والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل - تفسير السعدي

{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ }- أي: من مخلوقاته التي لا صنعة لكم فيها، { ظِلَالًا } وذلك كأظلة الأشجار والجبال والآكام ونحوها، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا }- أي: مغارات تكنكم من الحر والبرد والأمطار والأعداء.{ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ }- أي: ألبسة وثيابا { تَقِيكُمُ الْحَرَّ } ولم يذكر الله البرد لأنه قد تقدم أن هذه السورة أولها في أصول النعم وآخرها في مكملاتها ومتمماتها، ووقاية البرد من أصول النعم فإنه من الضرورة، وقد ذكره في أولها في قوله { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ }{ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ }- أي: وثيابا تقيكم وقت البأس والحرب من السلاح، وذلك كالدروع والزرد ونحوها، كذلك يتم نعمته عليكم حيث أسبغ عليكم من نعمه ما لا يدخل تحت الحصر { لَعَلَّكُمْ } إذا ذكرتم نعمة الله ورأيتموها غامرة لكم من كل وجه { تُسْلِمُونَ } لعظمته وتنقادون لأمره، وتصرفونها في طاعة موليها ومسديها، فكثرة النعم من الأسباب الجالبة من العباد مزيد الشكر ، والثناء بها على الله تعالى، ولكن أبى الظالمون إلا تمردا وعنادا.

تفسير الآية 81 - سورة النحل

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل : الآية رقم 81 من سورة النحل

 سورة النحل الآية رقم 81

والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل - مكتوبة

الآية 81 من سورة النحل بالرسم العثماني


﴿ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَٰلٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡجِبَالِ أَكۡنَٰنٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡلِمُونَ  ﴾ [ النحل: 81]


﴿ والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ﴾ [ النحل: 81]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النحل An-Nahl الآية رقم 81 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 81 من النحل صوت mp3


تدبر الآية: والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل

هل تأمَّلتَ في نعمة الظلِّ فشكرتَ اللهَ عليها؟ فمَن غفَل عن ذلك ففي لهيب الشمسِ ما يذكِّره بهذه النعمة.
لا يريد الله بعبده عُسرًا؛ ولهذا جعل لجسمك ممَّا خلق وقايةً وحماية، ففي المساكن والملابس ما يقيك البردَ والحرَّ، ويدفع عنك الشرَّ والضرَّ، ويستر منك ما تكره اطِّلاعَ الناس عليه.
العاقل من الخلق إذا رأى إحسانَ الله إليه، وإنعامَه عليه، سلَّم أمرَه لربِّه، وانقادَ لوحيه.
من غايات النِّعَم سَوقُ الناس إلى الله، لتكمُلَ لهم النعمةُ في جنَّته، فيا ويلَ مَن أعرض عن ربه وهو يريد أن يوصله إلى نجاة نفسه وتمامِ نعمته!

وبعد الحديث عن نعمة البيوت والأنعام جاء الحديث عن نعمة الظلال والجبال واللباس،فقال-تبارك وتعالى-: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا....والظلال: جمع ظل، وهو ما يستظل به الإنسان.
أى: والله-تبارك وتعالى- بفضله وكرمه جعل لكم ما تستظلون به من شدة الحر والبرد، كالأبنية والأشجار، وغير ذلك من الأشياء التي تستظلون بها.
وقوله-تبارك وتعالى- وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً ...
نعمة ثانية.
والأكنان جمع كن- بكسر الكاف- وأصله السّترة، والجمع: أكنان وأكنّة، ومنه قوله-تبارك وتعالى-: وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ ...
أى في أستار وأغطية فلا يصل إليها قولك ...
والمراد بالأكنان هنا: المغارات والأسراب والكهوف المنحوتة في بطون الجبال.
أى: وجعل لكم- سبحانه - من الجبال مواضع تستترون فيها من الحر أو البرد أو المطر، أو غير ذلك من وجوه انتفاعكم بتلك الأكنان.
وقوله- سبحانه - وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ نعمة ثالثة.
والسرابيل: جمع سربال وهي كل ما يتسربل به: أى يلبسه الناس للتستر والوقاية كالقمصان والثياب والدروع وغيرها.
أى: وجعل لكم من فضله وكرمه ملابس تتقون بها ضرر الحر وضرر البرد، وملابس أخرى هي الدروع وما يشبهها- تتقون بها الضربات والطعنات التي تسدد إليكم في حالة الحرب.
وقال- سبحانه -: تَقِيكُمُ الْحَرَّ مع أنها تقى من الحر والبرد، اكتفاء بذكر أحد الضدين عن الآخر، أو اكتفى بذكر الحر لأنه الأهم عندهم، إذ من المعروف أن بلاد العرب يغلب عليها الحر لا البرد.
قال صاحب الكشاف: لم يذكر البرد، لأن الوقاية من الحر أهم عندهم، وقلما يهمهم البرد لكونه يسيرا محتملا، وقيل: ما يقي من الحر يقي من البرد، فدل ذكر الحر على البرد.
وقال القرطبي: قال العلماء: في قوله-تبارك وتعالى-: وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ دليل على اتخاذ الناس عدة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء.
وقد لبسها النبي صلى الله عليه وسلم في حروبه.. .
ثم ختم- سبحانه - الآية الكريمة بقوله: كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ أى: كذلك الإتمام السابغ للنعم التي أنعم بها- سبحانه - على عباده يتم نعمته عليكم المتمثلة في نعم الدين والدنيا، لعلكم بذلك تسلمون وجوهكم لله- عز وجل -، وتدخلون في دين الإسلام عن اختيار واقتناع، فإن من شاهد كل هذه النعم، لم يسعه إلا الدخول في الدين الحق.
قوله : والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمونفيه ست مسائل :الأولى : قوله تعالى : ظلالا الظلال : كل ما يستظل به من البيوت والشجر .
وقوله مما خلق يعم جميع الأشخاص المظلة .
الثانية : قوله تعالى : أكنانا الأكنان : جمع كن ، وهو الحافظ من المطر والريح وغير ذلك ; وهي هنا الغيران في الجبال ، جعلها الله عدة للخلق يأوون إليها ويتحصنون به أو يعتزلون عن الخلق فيها .
وفي الصحيح أنه - عليه السلام - كان في أول أمره يتعبد بغار حراء ويمكث فيه الليالي .
.
الحديث ، وفي صحيح البخاري قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة مهاجرا هاربا من قومه فارا بدينه مع صاحبه أبي بكر حتى لحقا بغار في جبل ثور ، فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما فيه عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل ، وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث ... وذكر الحديث .
انفرد بإخراجه البخاري .
الثالثة : قوله تعالى : وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر يعني القمص ، واحدها سربال .
وسرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع التي تقي الناس في الحرب ; ومنه قول كعب بن زهير :شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيلالرابعة : إن قال قائل : كيف قال وجعل لكم من الجبال أكنانا ولم يذكر السهل ، قال تقيكم الحر ولم يذكر البرد ؟ فالجواب أن القوم كانوا أصحاب جبال ولم يكونوا أصحاب سهل ، وكانوا أهل حر ولم يكونوا أهل برد ، فذكر لهم نعمه التي تختص بهم كما خصهم بذكر الصوف وغيره ، ولم يذكر القطن والكتان ولا الثلج - كما تقدم - فإنه لم يكن ببلادهم ; قال معناه عطاء الخراساني وغيره .
وأيضا : وأيضا : فذكر أحدهما يدل على الآخر ; ومنه قول الشاعر :وما أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يلينيأألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغينيالخامسة : قال العلماء : في قوله - تعالى - : وسرابيل تقيكم بأسكم دليل على اتخاذ العباد عدة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء ، وقد لبسها النبي - صلى الله عليه وسلم - تقاة الجراحة وإن كان يطلب الشهادة ، وليس للعبد أن يطلبها بأن يستسلم للحتوف وللطعن بالسنان وللضرب بالسيوف ، ولكنه يلبس لأمة حرب لتكون له قوة على قتال عدوه ، ويقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، ويفعل الله بعد ما يشاء .
السادسة : قوله تعالى : كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون قرأ ابن محيصن وحميد " تتم " بتاءين ، " نعمته " رفعا على أنها الفاعل .
الباقون يتم بضم الياء على أن الله هو يتمها .
وتسلمون قراءة ابن عباس وعكرمة " تسلمون " بفتح التاء واللام ، أي تسلمون من الجراح ، وإسناده ضعيف ; رواه عباد بن العوام عن حنظلة عن شهر عن ابن عباس .
الباقون بضم التاء ، ومعناه تستسلمون وتنقادون إلى معرفة الله وطاعته شكرا على نعمه .
قال أبو عبيد : والاختيار قراءة العامة ; لأن ما أنعم الله به علينا من الإسلام أفضل مما أنعم به من السلامة من الجراح .


شرح المفردات و معاني الكلمات : والله , جعل , خلق , ظلالا , جعل , الجبال , أكنانا , جعل , سرابيل , تقيكم , الحر , وسرابيل , تقيكم , بأسكم , يتم , نعمته , تسلمون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
  2. أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون
  3. والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
  4. فتول عنهم حتى حين
  5. فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون
  6. يومئذ تحدث أخبارها
  7. ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون
  8. قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله
  9. أن جاءه الأعمى
  10. ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله

تحميل سورة النحل mp3 :

سورة النحل mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النحل

سورة النحل بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النحل بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النحل بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النحل بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النحل بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النحل بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النحل بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النحل بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النحل بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النحل بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, December 3, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب