﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾
[ النحل: 89]
سورة : النحل - An-Nahl
- الجزء : ( 14 )
-
الصفحة: ( 277 )
And (remember) the Day when We shall raise up from every nation a witness against them from amongst themselves. And We shall bring you (O Muhammad SAW) as a witness against these. And We have sent down to you the Book (the Quran) as an exposition of everything, a guidance, a mercy, and glad tidings for those who have submitted themselves (to Allah as Muslims).
واذكر -أيها الرسول- حين نبعث يوم القيامة في كل أمة من الأمم شهيدًا عليهم، هو الرسول الذي بعثه الله إليهم من أنفسهم وبلسانهم، وجئنا بك -أيها الرسول- شهيدًا على أمتك، وقد نَزَّلْنا عليك القرآن توضيحًا لكل أمر يحتاج إلى بيان، كأحكام الحلال والحرام، والثواب والعقاب، وغير ذلك، وليكون هداية من الضلال، ورحمة لمن صدَّق وعمل به، وبشارة طيبة للمؤمنين بحسن مصيرهم.
ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا - تفسير السعدي
لما ذكر فيما تقدم أنه يبعث { فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } ذكر ذلك أيضا هنا، وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال: { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ }- أي: على أمتك تشهد عليهم بالخير والشر، وهذا من كمال عدل الله تعالى أن كل رسول يشهد على أمته لأنه أعظم اطلاعا من غيره على أعمال أمته، وأعدل وأشفق من أن يشهد عليهم إلا بما يستحقون.وهذا كقوله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }وقال تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ } وقوله: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارين وكل ما يحتاج إليه العباد، فهو مبين فيه أتم تبيين بألفاظ واضحة ومعان جلية، حتى إنه تعالى يثني فيه الأمور الكبار التي يحتاج القلب لمرورها عليه كل وقت، وإعادتها في كل ساعة، ويعيدها ويبديها بألفاظ مختلفة وأدلة متنوعة لتستقر في القلوب فتثمر من الخير والبر بحسب ثبوتها في القلب، وحتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح معاني كثيرة يكون اللفظ لها كالقاعدة والأساس، واعتبر هذا بالآية التي بعد هذه الآية وما فيها من أنواع الأوامر والنواهي التي لا تحصى، فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله على العباد كلهم.
فانقطعت به حجة الظالمين وانتفع به المسلمون فصار هدى لهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة.
فالهدى ما نالوه به من علم نافع وعمل صالح.والرحمة ما ترتب على ذلك من ثواب الدنيا والآخرة، كصلاح القلب وبره وطمأنينته، وتمام العقل الذي لا يتم إلا بتربيته على معانيه التي هي أجل المعاني وأعلاها، والأعمال الكريمة والأخلاق الفاضلة، والرزق الواسع والنصر على الأعداء بالقول والفعل ونيل رضا الله تعالى وكرامته العظيمة التي لا يعلم ما فيها من النعيم المقيم إلا الرب الرحيم.
تفسير الآية 89 - سورة النحل
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم : الآية رقم 89 من سورة النحل
ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا - مكتوبة
الآية 89 من سورة النحل بالرسم العثماني
﴿ وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [ النحل: 89]
﴿ ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونـزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ﴾ [ النحل: 89]
تحميل الآية 89 من النحل صوت mp3
تدبر الآية: ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا
لمَّا كان رسولُ كلِّ أمَّة هو أكثرَ أمَّته اطِّلاعًا على أعمالها، وأشدَّهم عليها شفقة، كان من عدل الله تعالى ولطفه أن جعله عليهم شاهدًا.
كم في كتاب الله تعالى من ذخائرَ وكنوز، في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارَين وكلِّ ما يحتاجُ إليه العباد، قد بُيِّنت فيه أتمَّ تبيين، بألفاظٍ واضحةٍ ومعانٍ جليلة.
قال مسروقٌ: ( ما نسألُ أصحابَ محمَّدٍ ﷺ عن شيءٍ إلا عِلمُه في القرآن، إلا أنَّ عِلمَنا يَقصُر عنه ).
شريعة الله تعالى كاملة، ولا حاجةَ إلى طلبِ الزيادةِ عليها، أو النقصانِ منها.
ينتفع المسلم بهُدى الله ورحمته وبُشراه بمقدارِ تمكُّنه من إسلامه واتِّباعه واستجابته.
شرح المفردات و معاني الكلمات : يوم , نبعث , أمة , شهيدا , أنفسهم , جئنا , شهيدا , ونزلنا , الكتاب , تبيانا , لكل , شيء , هدى , رحمة , بشرى , للمسلمين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون
- يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم
- مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون
- ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل
- ألم تر أنهم في كل واد يهيمون
- ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما
- يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام
- فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنـزلنا والله بما تعملون خبير
- هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون
- ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين
تحميل سورة النحل mp3 :
سورة النحل mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النحل
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, December 22, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب