الصفحة رقم 580 مكتوبة بالرسم العثماني
وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا (27) نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا (28) إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا (29) وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا (30) يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا (31)
سُورَةُ المُرۡسَلَاتِ

بسم الله الرحمن الرحيم


وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا (1) فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا (2) وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا (3) فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا (4) فَٱلۡمُلۡقِيَٰتِ ذِكۡرًا (5) عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٞ (7) فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ (8) وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ (9) وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ نُسِفَتۡ (10) وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتۡ (11) لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ (12) لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ (13) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ (14) وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ (17) كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ (18) وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ (19)

التفسير الميسر الصفحة رقم 580 من القرآن الكريم

وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)
ومن الليل فاخضع لربك, وصَلِّ له, وتهجَّد له زمنًا طويلا فيه.
إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)
إن هؤلاء المشركين يحبون الدنيا, وينشغلون بها, ويتركون خلف ظهورهم العمل للآخرة, ولما فيه نجاتهم في يوم عظيم الشدائد.
نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)
نحن خلقناهم, وأحكمنا خلقهم, وإذا شئنا أهلكناهم, وجئنا بقوم مطيعين ممتثلين لأوامر ربهم.
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (31)

إن هذه السورة عظة للعالمين, فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه. وما تريدون أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته. إن الله كان عليمًا بأحوال خلقه, حكيمًا في تدبيره وصنعه. يُدْخل مَن يشاء مِن عباده في رحمته ورضوانه, وهم المؤمنون, وأعدَّ للظالمين المتجاوزين حدود الله عذابًا موجعًا.

77 - سورة المرسلات  - مكية - عدد آياتها 50
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)
أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة يقفو بعضها بعضًا, وبالرياح الشديدة الهبوب المهلكة, وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله, وبالملائكة التي تنزل من عند الله بما يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام, وبالملائكة التي تتلقى الوحي من عند الله وتنزل به على أنبيائه; إعذارًا من الله إلى خلقه وإنذارًا منه إليهم ; لئلا يكون لهم حجة. إن الذي توعدون به مِن أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا محالة.
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ وُقِّتَتْ (11) لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
فإذا النجوم طُمست وذهب ضياؤها, وإذا السماء تصدَّعت, وإذا الجبال تطايرت وتناثرت وصارت هباء تَذْروه الرياح, وإذا الرسل عُيِّن لهم وقت وأجل للفصل بينهم وبين الأمم, يقال: لأيِّ يوم عظيم أخِّرت الرسل؟ أخِّرت ليوم القضاء والفصل بين الخلائق. وما أعلمك -أيها الإنسان- أيُّ شيء هو يوم الفصل وشدته وهوله؟ هلاك عظيم في ذلك اليوم للمكذبين بهذا اليوم الموعود.
أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18)
ألم نهلك السابقين من الأمم الماضية; بتكذيبهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود؟ ثم نلحق بهم المتأخرين ممن كانوا مثلهم في التكذيب والعصيان. مِثل ذلك الإهلاك الفظيع نفعل بهؤلاء المجرمين من كفار "مكة"؛ لتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)
هلاك وعذاب شديد يوم القيامة لكل مكذِّب بأن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، والنبوةِ والبعث والحساب.

تفسير الجلالين الصفحة رقم 580 من القرآن الكريم

26 - (ومن الليل فاسجد له) يعني المغرب والعشاء (وسبحه ليلا طويلا) صل التطوع فيه كما تقدم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه
27 - (إن هؤلاء يحبون العاجلة) الدنيا (ويذرون وراءهم يوما ثقيلا) شديدا أي يوم القيامة لا يعملوون له
28 - (نحن خلقناهم وشددنا) قوينا (أسرهم) أعضاءهم ومفاصلهم (وإذا شئنا بدلنا) جعلنا (أمثالهم) في الخلقة بدلا منهم بأن نهلكهم (تبديلا) تأكيد ووقعت إذا موقع إن نحو إن يشأ يذهبكم لأنه تعالى لم يشأ ذلك وإذا لما يقع
29 - (إن هذه) السورة (تذكرة) عظة للخلق (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) طريقا بالطاعة
30 - (وما تشاؤون) بالتاء والياء اتخاذ السبيل بالطاعة (إلا أن يشاء الله) ذلك (إن الله كان عليما) بخلقه (حكيما) في فعله
31 - (يدخل من يشاء في رحمته) جنته وهم المؤمنون (والظالمين) ناصبه فعل مقدر أي أعد يفسره (أعد لهم عذابا أليما) مؤلما وهم الكافرون


سورة المرسلات

1 - (والمرسلات عرفا) أي الرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا ونصبه على الحال
2 - (فالعاصفات عصفا) الرياح الشديدة
3 - (والناشرات نشرا) الرياح تنشر المطر
4 - (فالفارقات فرقا) أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام
5 - (فالملقيات ذكرا) أي الملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل يلقون الوحي إلى الأمم
6 - (عذرا أو نذرا) أي للاعذار والانذار من الله تعالى وفي قراءة بضم ذال نذرا وقرىء بضم ذال عذرا
7 - (إنما توعدون) أي يا كفار مكة من البعث والعذاب (لواقع) كائن لا محالة
8 - (فإذا النجوم طمست) محي نورها
9 - (وإذا السماء فرجت) شقت
10 - (وإذا الجبال نسفت) فتتت وسيرت
11 - (وإذا الرسل أقتت) بالواو وبالهمزة بدلا منها أي جمعت لوقت
12 - (لأي يوم) ليوم عظيم (أجلت) للشهادة على اممهم بالتبليغ
13 - (ليوم الفصل) بين الخلق ويؤخذ منه جواب إذا أي وقع الفصل بين الخلائق
14 - (وما أدراك ما يوم الفصل) تهويل لشأنه
15 - (ويل يومئذ للمكذبين) هذا وعيد لهم
16 - (ألم نهلك الأولين) بتكذيبهم أي اهلكناهم
17 - (ثم نتبعهم الآخرين) ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم
18 - (كذلك) مثل ما فعلنا بالمكذبين (نفعل بالمجرمين) بكل من أجرم فيما يستقبل فنهلكهم
19 - (ويل يومئذ للمكذبين) تأكيد