﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[ التوبة: 112]

سورة : التوبة - At-Taubah  - الجزء : ( 11 )  -  الصفحة: ( 205 )

(The believers whose lives Allah has purchased are) those who repent to Allah (from polytheism and hypocrisy, etc.), who worship Him, who praise Him, who fast (or go out in Allah's Cause), who bow down (in prayer), who prostrate themselves (in prayer), who enjoin (people) for Al-Ma'ruf (i.e. Islamic Monotheism and all what Islam has ordained) and forbid (people) from Al-Munkar (i.e. disbelief, polytheism of all kinds and all that Islam has forbidden), and who observe the limits set by Allah (do all that Allah has ordained and abstain from all kinds of sins and evil deeds which Allah has forbidden). And give glad tidings to the believers.


السّائحون : الغزاة المُجاهدون. أو الصّائمون
لحدود الله : لأوامره و نواهيه

ومن صفات هؤلاء المؤمنين الذين لهم البشارة بدخول الجنة أنهم التائبون الراجعون عما كرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه، الذين أخلصوا العبادة لله وحده وجدوا في طاعته، الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير أو شر، الصائمون، الراكعون في صلاتهم، الساجدون فيها، الذين يأمرون الناس بكل ما أمر الله ورسوله به، وينهونهم عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، المؤدون فرائض الله المنتهون إلى أمره ونهيه، القائمون على طاعته، الواقفون عند حدوده. وبشِّر -أيها النبي- هؤلاء المؤمنين المتصفين بهذه الصفات برضوان الله وجنته.

التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون - تفسير السعدي

كأنه قيل‏:‏ من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات‏؟‏ فقال‏:‏ هم ‏{‏التَّائِبُونَ‏}‏ أي‏:‏ الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات‏.‏‏{‏الْعَابِدُونَ‏}‏ أي‏:‏ المتصفون بالعبودية للّه، والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت، فبذلك يكون العبد من العابدين‏.‏‏{‏الْحَامِدُونَ‏}‏ للّه في السراء والضراء، واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على اللّه بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار‏.‏‏{‏السَّائِحُونَ‏}‏ فسرت السياحة بالصيام، أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة‏:‏ السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك‏.‏‏{‏الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ‏}‏ أي‏:‏ المكثرون من الصلاة، المشتملة على الركوع والسجود‏.‏‏{‏الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات‏.‏‏{‏وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏}‏ وهي جميع ما نهى اللّه ورسوله عنه‏.‏‏{‏وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ‏}‏ بتعلمهم حدود ما أنزل اللّه على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام، وما لا يدخل، الملازمون لها فعلا وتركا‏.‏‏{‏وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ لم يذكر ما يبشرهم به، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين والآخرة، فالبشارة متناولة لكل مؤمن‏.‏وأما مقدارها وصفتها فإنها بحسب حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة، وضعفا، وعملا بمقتضاه‏.‏

تفسير الآية 112 - سورة التوبة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون : الآية رقم 112 من سورة التوبة

 سورة التوبة الآية رقم 112

التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون - مكتوبة

الآية 112 من سورة التوبة بالرسم العثماني


﴿ ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ  ﴾ [ التوبة: 112]


﴿ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾ [ التوبة: 112]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة التوبة At-Taubah الآية رقم 112 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 112 من التوبة صوت mp3


تدبر الآية: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون

ليس الإيمانُ بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، بل بعملٍ يُرضي اللهَ تعالى.
لا بدَّ للتائبِ من اشتغالٍ بعملِ الآخرة، وتداركِ ما فرَّط من أعمالها، وأن يحفظَ لحَظاتِه وخُطُواتِه ولَفَظاتِه وخَطَراته.
استشعِر نِعمَ اللهِ الواصلةَ إليك، واستحضر عظمةَ المُنعمِ عليك، وليلهج لسانُك بحمده في جميع أحوالك، فإنه تعالى مُنعِمٌ بالعطاء، وراحمٌ بالابتلاء.
السياحة خروجٌ عمَّا ألِفَه الإنسان من وطن وأهل، فكذلك الصيام خروجٌ عمَّا ألِفَ الصائم من طعام وشراب وشهوة.
إن الركوع والسجود ليَصدُران عن تواضع وعبوديَّةٍ للملِك الكريم، في الصلاة التي من غاياتِها الخضوعُ والتعظيم.
هؤلاء المؤمنون قائمون بطاعة الله في أنفُسهم، ناصحون لغيرهم بالقيام بطاعته.
قال الحسن رحمه الله: ( لم يأمروا بالمعروف حتى كانوا من أهله، ولم ينهَوا الناسَ عن المنكر حتى انتهَوا عنه ).
تكريمٌ من الله للمؤمنين بأمرِ اللهِ رسولَه الأمين بتبشيرهم، مع ما تحملُه هذه البِشارةُ في عمومها من الخيرات، والوعودِ الصالحات.

قال الجمل ما ملخصه: ذكر الله-تبارك وتعالى- في هذه الآية تسعة أوصاف للمؤمنين، الستة الأولى منها تتعلق بمعاملة الخالق، والوصفان السابع والثامن يتعلقان بمعاملة المخلوق، والوصف التاسع يعم القبيلين.
وقوله: التَّائِبُونَ فيه وجوه من الإعراب منها: أنه مرفوع على المدح.
فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا للمبالغة في المدح أى: المؤمنون المذكورون التائبون، ومنها أن الخبر هنا محذوف، أى: التائبون الموصوفون بهذه الأوصاف من أهل الجنة....» .
والمعنى: «التائبون» عن المعاصي وعن كل ما نهت عنه شريعة الله، «العابدون» لخالقهم عبادة خالصة لوجهه، «الحامدون» له- سبحانه - في السراء والضراء، وفي المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، «السائحون» في الأرض للتدبر والاعتبار وطاعة الله.
والعمل على مرضاته «الراكعون الساجدون» لله-تبارك وتعالى- عن طريق الصلاة التي هي عماد الدين وركنه الركين «الآمرون» غيرهم «بالمعروف» أى: بكل ما حسنه الشرع «والناهون» له «عن المنكر» الذي تأباه الشرائع والعقول السليمة، «والحافظون لحدود الله» أى: لشرائعه وفرائضه وأحكامه وآدابه.. هؤلاء المتصفون بتلك الصفات الحميدة، بشرهم.
يا محمد.
بكل ما يسعدهم ويشرح صدورهم، فهم المؤمنون حقا، وهم الذين أعد الله-تبارك وتعالى- لهم الأجر الجزيل، والرزق الكريم.
ولم يذكر- سبحانه - المبشر به في قوله: «وبشر المؤمنين» ، للإشارة إلى أنه أمر جليل لا يحيط به الوصف، ولا تحده العبارة.
ولم يذكر- سبحانه - في الآية لهذه الأوصاف متعلقا، فلم يقل «التائبون» من كذا، لفهم ذلك من المقام، لأن المقام في مدح المؤمنين الصادقين الذين أخلصوا نفوسهم لله، تعالى.
فصاروا ملتزمين طاعته في كل أقوالهم وأعمالهم.
وعبر عن كثرة صلاتهم وخشوعهم فيها بقوله.
«الراكعون الساجدون» للإشارة إلى أن الصلاة كأنها صفة ثابتة من صفاتهم، وكأن الركوع والسجود طابع مميز لهم بين الناس.
وإنما عطف النهى عن المنكر على الأمر بالمعروف للإيذان بأنهما فريضة واحدة لتلازمهما في الغالب، أو لما بينهما من تباين إذ الأمر بالمعروف طلب فعل، والنهى عن المنكر طلب ترك أو كف.
وكذلك جاء قوله.
«والحافظون لحدود الله» بحرف العطف ومما قالوه في تعليل ذلك.
أن سر العطف هنا التنبيه على أن ما قبله مفصل للفضائل وهذا مجمل لها، لأنه شامل لما قبله وغيره، ومثله يؤتى به معطوفا، نحو زيد وعمرو وسائر قبيلتهما كرماء، فلمغايرته لما قبله بالإجمال والتفصيل والعموم والخصوص عطف عليه .
هذا، وما ذكرناه من أن المراد بقوله: «السائحون» أى: السائرون في الأرض للتدير والاعتبار والتفكر في خلق الله، والعمل على مرضاته.. هذا الذي ذكرناه رأى لبعض العلماء.
ومنهم من يرى أن المراد بهم الصائمون ومنهم من يرى أن المراد بهم: المجاهدون.
قال الآلوسى: وقوله: «السائحون» أى الصائمون.
فقد أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فأجاب بما ذكر، وإليه ذهب جماعة من الصحابة والتابعين.
وجاء عن عائشة: «سياحة هذه الأمة الصيام» .
وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد أن السائحين هم المهاجرون، وليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سياحة إلا الهجرة.
وعن عكرمة أنهم طلبة العلم، لأنهم يسيحون في الأرض لطلبه.
وقيل: هم المجاهدون في سبيل الله، لما أخرج الحاكم وصححه والطبراني وغيرهما، عن أبى أمامة أن رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة فقال: إن سياحة أمتى الجهاد في سبيل الله والذي نراه أقرب إلى الصواب أن المراد بالسائحين هنا: السائرون في الأرض لمقصد شريف، وغرض كريم.
كتحصيل العلم، والجهاد في سبيل الله، والتدبر في ملكوته- سبحانه - والتفكر في سنته في كونه، والاعتبار بما اشتمل عليه هذا الكون من عجائب.
ولعل مما يؤيد ذلك أن لفظ «السائحون» معناه السائرون، لأنه مأخوذ من السيح وهو الجري على وجه الأرض، والذهاب فيها.
وهذه المادة تشعر بالانتشار، يقال: ساح الماء أى جرى وانتشر.
وما دام الأمر كذلك فمن الأولى حمل اللفظ على ظاهره، مادام لم يمنع مانع من ذلك، وهنا لا مانع من حمل اللفظ على حقيقته وظاهره.
أما الأحاديث والآثار التي استشهد بها من قال بأن المراد بالسائحين الصائمون فقد ضعفها علماء الحديث.
قال صاحب المنار: وأقول: وروى ابن جرير من حديث أبى هريرة مرفوعا وموقوفا حديث: «السائحون هم الصائمون» لا يصح رفعه.. .
وفضلا عن كل هذا، فإن تفسير السائحين بأنهم السائرون في الأرض لكل مقصد شريف، وغرض كريم.. يتناول الجهاد في سبيل، كما يتناول الرحلة في طلب العلم، وغير ذلك من وجوه الخير.
وما أكثر الآيات القرآنية التي حضت على السير في الأرض، وعلى التفكر في خلق الله، ومن ذلك قوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ .
وقوله تعالى.
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها، أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها، فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .
قال الإمام الرازي: للسياحة أثر عظيم في تكميل النفس لأن الإنسان يلقى الأكابر من الناس، فيحتقر نفسه في مقابلتهم، وقد يصل إلى المرادات الكثيرة فينتفع بها، وقد يشاهد اختلاف أحوال الدنيا بسبب ما خلق الله.
تعالى.
في كل طرف من الأحوال الخاصة بهم فتقوى معرفته.
وبالجملة فالسياحة لها آثار قوية في الدين .
ثم بين- سبحانه - أنه لا يصح للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين مهما بلغت درجة قرابتهم، لأن رابطة العقيدة هي الوشيجة الأساسية فيما بينهم فقال- تعالى:
قوله تعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنينفيه ثلاث مسائل :الأولى : قوله تعالى : التائبون العابدون التائبون هم الراجعون عن الحالة المذمومة في معصية الله إلى الحالة المحمودة في طاعة الله .
والتائب هو الراجع .
والراجع إلى الطاعة هو أفضل من الراجع عن المعصية لجمعه بين الأمرين .
" العابدون " أي المطيعون الذين قصدوا بطاعتهم الله سبحانه .
" الحامدون " أي الراضون بقضائه المصرفون نعمته في طاعته ، الذين يحمدون الله على كل حال .
السائحون الصائمون ; عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما .
ومنه قوله تعالى : عابدات سائحات .
وقال سفيان بن عيينة : إنما قيل للصائم سائح لأنه يترك اللذات كلها من المطعم والمشرب والمنكح .
وقال أبو طالب :وبالسائحين لا يذوقون قطرة لربهم والذاكرات العواملوقال آخر :برا يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحاوروي عن عائشة أنها قالت : سياحة هذه الأمة الصيام ; أسنده الطبري .
ورواه أبو هريرة مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سياحة أمتي الصيام .
قال الزجاج : ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض .
وقد قيل : إنهم الذين يديمون الصيام .
وقال عطاء : السائحون المجاهدون .
وروى أبو أمامة أن رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة فقال : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله .
صححه أبو محمد عبد الحق .
وقيل : السائحون المهاجرون قاله عبد الرحمن بن زيد .
وقيل : هم الذين يسافرون لطلب الحديث والعلم ; قاله عكرمة .
وقيل : هم الجائلون بأفكارهم في توحيد ربهم وملكوته وما خلق من العبر والعلامات الدالة على توحيده وتعظيمه حكاه النقاش وحكي أن بعض العباد أخذ القدح ليتوضأ لصلاة الليل فأدخل أصبعه في أذن القدح وقعد يتفكر حتى طلع الفجر فقيل له في ذلك فقال : أدخلت أصبعي في أذن القدح فتذكرت قول الله تعالى : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل وذكرت كيف أتلقى الغل وبقيت ليلي في ذلك أجمع .
قلت : لفظ " س ي ح " يدل على صحة هذه الأقوال فإن السياحة أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء ; فالصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره فهو بمنزلة السائح .
والمتفكرون تجول قلوبهم فيما ذكروا .
وفي الحديث : إن لله ملائكة سياحين مشائين في الآفاق يبلغونني صلاة أمتي ويروى صياحين بالصاد ، من الصياح .
الراكعون الساجدون يعني في الصلاة المكتوبة وغيرها .
الآمرون بالمعروف أي بالسنة ، وقيل : بالإيمان .
والناهون عن المنكر قيل : عن البدعة .
وقيل : عن الكفر .
وقيل : هو عموم في كل معروف ومنكر .
والحافظون لحدود الله أي القائمون بما أمر به والمنتهون عما نهى عنه .
الثانية : واختلف أهل التأويل في هذه الآية هل هي متصلة بما قبل أو منفصلة فقال جماعة : الآية الأولى مستقلة بنفسها يقع تحت تلك المبايعة كل موحد قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وإن لم يتصف بهذه الصفات في هذه الآية الثانية أو بأكثرها .
وقالت فرقة : هذه الأوصاف جاءت على جهة الشرط ، والآيتان مرتبطتان ؛ فلا يدخل تحت المبايعة إلا المؤمنون الذين هم على هذه الأوصاف ويبذلون أنفسهم في سبيل الله ؛ قاله الضحاك .
قال ابن عطية : وهذا القول تحريج وتضييق ومعنى الآية على ما تقتضيه أقوال العلماء والشرع أنها أوصاف الكملة من المؤمنين ذكرها الله ليستبق إليها أهل التوحيد حتى يكونوا في أعلى مرتبة .
وقال الزجاج : الذي عندي أن قوله : التائبون العابدون رفع بالابتداء وخبره مضمر ; أي التائبون العابدون - إلى آخر الآية - لهم الجنة أيضا وإن لم يجاهدوا إذ لم يكن منهم عناد وقصد إلى ترك الجهاد لأن بعض المسلمين يجزي عن بعض في الجهاد .
واختار هذا القول القشيري وقال : وهذا حسن إذ لو كان صفة للمؤمنين المذكورين في قوله : اشترى من المؤمنين لكان الوعد خاصا للمجاهدين .
وفي مصحف عبد الله " التائبين العابدين " إلى آخرها ; ولذلك وجهان : أحدهما الصفة للمؤمنين على الإتباع .
والثاني النصب على المدح .
الثالثة : واختلف العلماء في الواو في قوله : والناهون عن المنكر فقيل : دخلت في صفة الناهين كما دخلت في قوله تعالى : حم .
تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم .
غافر الذنب .
وقابل التوب فذكر بعضها بالواو والبعض بغيرها .
وهذا سائغ معتاد في الكلام ولا يطلب لمثله حكمة ولا علة .
وقيل : دخلت لمصاحبة الناهي عن المنكر الآمر بالمعروف فلا يكاد يذكر واحد منهما مفردا .
وكذلك قوله : ثيبات وأبكارا .
ودخلت في قوله : والحافظون لقربه من المعطوف .
وقد قيل : إنها زائدة ، وهذا ضعيف لا معنى له .
وقيل : هي واو الثمانية لأن السبعة عند العرب عدد كامل صحيح .
وكذلك قالوا في قوله : ثيبات وأبكارا .
وقوله في أبواب الجنة : وفتحت أبوابها وقوله : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم وقد ذكرها ابن خالويه في مناظرته لأبي علي الفارسي في معنى قوله : وفتحت أبوابها وأنكرها أبو علي .
قال ابن عطية : وحدثني أبي رضي الله عنه عن الأستاذ النحوي أبي عبد الله الكفيف المالقي ، وكان ممن استوطن غرناطة وأقرأ فيها في مدة ابن حبوس أنه قال : هي لغة فصيحة لبعض العرب من شأنهم أن يقولوا إذا عدوا : واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية تسعة عشرة وهكذا هي لغتهم .
ومتى جاء في كلامهم أمر ثمانية أدخلوا الواو .
قلت : هي لغة قريش .
وسيأتي بيانه ونقضه في سورة ( الكهف ) إن شاء الله تعالى وفي ( الزمر ) أيضا بحول الله تعالى .


شرح المفردات و معاني الكلمات : التائبون , العابدون , الحامدون , السائحون , الراكعون , الساجدون , الآمرون , المعروف , والناهون , المنكر , الحافظون , لحدود , الله , وبشر , المؤمنين ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم
  2. ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير
  3. قال إنك لن تستطيع معي صبرا
  4. والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم
  5. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
  6. فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون
  7. وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا
  8. وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا
  9. فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
  10. ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا

تحميل سورة التوبة mp3 :

سورة التوبة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التوبة

سورة التوبة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التوبة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التوبة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التوبة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التوبة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التوبة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التوبة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التوبة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التوبة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التوبة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب