قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن حسن السلوك في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 104]
إن المنع ممَّا لا بأسَ به خشيةَ أن يشتبهَ بما به بأسٌ مسلكٌ شرعي، وإن رعاية الأدب في الألفاظ من هدي القرآن، فدَع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك. إيَّاك أن يجرَّك أهل الضلالة إلى الانسياق وراء الألفاظ المشتبِهة؛ أنت تريد بها المعنى الحسَنَ الصحيح، وهم يريدون بها المعنى الفاسدَ القبيح. ومَن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه. أحسِن الاستماعَ للوحي بإحضار قلبك وتفريغه من الشواغل، وإذا سمعتَ فأنصِت إنصاتَ قَبولٍ وطاعة. الانتقاص والطعن في رسول الله ﷺ كفرٌ يوجب لفاعله العذابَ الأليم، ولو كان على سبيل المُزاح والدُّعابة! |
﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86]
إفشاء السلام شجرةٌ طيِّبة إذا امتدَّت أغصانُها نشرَت عبيرَ المودَّة وظِلالَ الأخوَّة، وأذهبَت هجيرَ القطيعة وحرَّ الضَّغينة. رُدَّ التحيَّةَ بمثلها أو جُد بأحسنَ منها، فما زِدتَّ من الخير فهو لك مكتوب، فإيَّاك وامتطاءَ الفتور عن صالحات الأمور. |
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا ﴾ [الإسراء: 53]
الشيطان متربِّصٌ بالبشر، يريد أن يوقعَ بينهم العداوةَ والبغضاء، وأن يجعلَ من النزاع التافه عِراكًا داميًا، ولا يسدُّ الطريق أمامه مثلُ القول الجميل. قد ينزَغُ الشيطانُ في الكلمة الحسنة إذا أمكن التخاطب بالأحسنَ منها، فانتَقِ أحسنَ ما تعرفه من الكلمات. القولُ الحسنُ داعٍ لكل خُلق جميل، وعملٍ صالح، فإن مَن ملكَ جارحةَ لسانه ذلَّت له جميع جوارحه، وملك جميعَ أمره. |
﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡـٔٗا ﴾ [مريم: 42]
لا بد أن يكون الهادي إلى الحقِّ رفيقًا لطيفًا لينًا؛ ليُقبل الناس عليه، ويُصغوا بقلوبهم إليه. أحقُّ الناس بدعوة الداعي أهلُ بيته وأقاربه، فليَحرِص على دعوتهم بلين ورفق. كيف يَعبد ذو سمع وبصر، مَن لا سمعَ له ولا بصر؟ وكيف يعبد مَن لا ينفعك بشيء، فضلًا عن أنه لا ينفع نفسه؟! |
﴿وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا ﴾ [مريم: 48]
إذا خالط صاحبُ الحق أهلَ الباطل فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فتمادوا في باطلهم، فليعتزلهم؛ خوفًا على دينه من الفتنة، وعلى نفسه من المحنة. في إخبار إبراهيم عن دعائه درسٌ في التواضع لله، وأن الإجابة والإثابة ليست إلا تفضلًا منه. |
﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 96]
مما يعينك على أن تدفع بالتي هي أحسن علمُك بأن الله تعالى عالمٌ ومطَّلعٌ على عملك، وأنه لا يدع أولياءه نهبة لأعدائه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27]
من منهج التربية الإسلامية تضييقُ فرص الغَواية، وإبعاد عوامل الفتنة، وإزالة العوائق التي تَحول دون الإشباع الطبيعي بالوسائل النظيفة المشروعة. للبيوت حُرمةٌ تمنع من أن يُفاجأ الناسُ فيها بدخول الغرباء عليهم إلا بعد استئذانهم، حتى لا يطَّلعوا على عورات أهلها وهم غافلون. |
﴿فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدٗا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 28]
رعاية الخصوصيَّات وتعظيمُ الحُرمات الشخصيَّة دعت إليها الشريعة الإسلاميَّة قبل الأنظمة الوضعيَّة، فلا ينبغي دخولُ بيت إنسان إلا بإذن صاحبه وإن كان خاليًا. تَكرارُ الاستئذان من غير ضرورة إلحاحٌ غير محمود، والوقوف الطويل على أبواب الناس خُلقٌ غير مرغوب. رجوع المستأذِن إن لم يُجَب خير له من الإلحاح؛ فإن للمَزور أحوالًا لا يُحب غشيان الضيوف عليه فيها، ويكره الكريم منهم الردَّ الصريح على الزائرين. لا يكن في نفسك غضاضة ولا على أهل البيت ملامة إن طرقت بابًا وقيل لك: ارجِع؛ فإن للناس أعذارًا، وللبيوت أسرارًا، وهو أطهر لقلبك من كره أهل البيت؛ لعدم إذنهم لك. إذا رجَع المستأذن امتثالًا لوجه الله فإن الله هو العليم بنيته، فيرجى له بصلاحها الثواب والأجر، وزكاة النفس. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَبۡلُغُواْ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٖۚ مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ ثَلَٰثُ عَوۡرَٰتٖ لَّكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ بَعۡدَهُنَّۚ طَوَّٰفُونَ عَلَيۡكُم بَعۡضُكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [النور: 58]
لا يُعفى الصغير العاقل من الالتزام بما يأمره به الشارع ممَّا فيه مصلحة له ولغيره؛ ألا تراه يأمره بالاستئذان في بعض الأوقات؟ يؤدِّب العليم الخبير المؤمنين بهذه الآداب وهو يريد أن يبني أمة سليمة الأخلاق، نقية الصدور، مهذبة المشاعر، طاهرة القلوب، نظيفة التصورات. يحرِص الإسلام على أن يكونَ المسلم في هيئة حسنة أمام الناس، وألا يبدوَ منه ما يَشينه بينهم، فما أعظمَ هذا الدينَ في تزيين أهله بين الآخرين! حدَّد الله أوقاتًا للصغار لا يدخلون فيها على الوالدين حفظًا للأبصار، فكيف بمن يتركهم أمام الشاشات التي تُكشف فيها العورات، ويُعرض فيها ما يغري بالفواحش والمنكرات؟! تأمَّل كيف يجمع الإسلام في تعاليمه بين التستر والتأدب بآدابه، وبين السماحة وإزالة الحرج في الأوقات غير المحظورة، دون أن يلغي الحدود المعلومة. مقام هذه الآداب هو من مقامات علم الله بنفوس البشر وما يصلحها، ومن مقامات حكمته في علاج النفوس والقلوب وما ينفعها. |
﴿وَإِذَا بَلَغَ ٱلۡأَطۡفَٰلُ مِنكُمُ ٱلۡحُلُمَ فَلۡيَسۡتَـٔۡذِنُواْ كَمَا ٱسۡتَـٔۡذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [النور: 59]
إنما يؤمر الطفل بالاستئذان في بعض الأوقات حتى يبلُغ، فإذا بلَغ أُمر بأن يستأذن في جميع الأوقات كالكبار، وتلك آيةٌ يغفُل عنها كثير من الناس. ما أجملَ شريعتنا التي تأمر بآدابٍ تحافظ على خُلق الحياء وتنميته؛ ليظلَّ ماؤه ساريًا في كِياننا، تتغذَّى منه مشاعرنا، وتسمو به إنسانيَّتنا! إن على البالغ أن يترفَّعَ عن مشابهة الأطفال فقد جاوزهم، وليجعَل له من الكبار قدوة فقد صار منهم، فليأخذ بأدبهم وليتَّبع أثرهم. ما أجلَّها من آيات حسمت مادَّةَ شرٍّ وأغلقت باب فتنة، وفطمت نفوسًا عما ألفت، وأخرجت الكلام في أحكام الحلال والحرام، في غاية من التهذيب والبيان! في روعة بيان الله تعالى للحلال والحرام يتجلَّى علمُ الله وحكمته، فإنه عليمٌ بأحوال عباده ظاهرِها وباطنها، فلذلك شرَع لهم ما تقوم به حياتُهم من آداب الطُّهر والحياء والمودَّة. لو صفَت النفوس من المكدِّرات، وأقبلت على الآيات التي أنزلها إلهها الحكيم العليم، وتدبَّرت ما فيها من الحِكم والمواعظ والعلوم النافعة لأدركت عظمتَها وعظمة مَن أنزلها. |
﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ إِخۡوَٰنِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَعۡمَٰمِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخۡوَٰلِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوۡ صَدِيقِكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُواْ جَمِيعًا أَوۡ أَشۡتَاتٗاۚ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [النور: 61]
الرحمة بالضعفاء، ومراعاة أحوال ذوي الأعذار مما عُنيت به الشريعة الإسلامية. إذا تعمَّق التآلُف انتفت الفُرقة والتنافر، وصحت المسامحة والتغاضي، فلا يُتحرَّج مما جرت به العادة في الأكل ونحوه. عن جعفر الصادق رحمه الله قال: (مِنْ عِظَم حُرمة الصديق، أنْ جعله الله من الأنس والثقة والانبساط وطرح الحِشمة بمنزلة النفس والأب والأخ والابن). لقد جاء الإسلام ليرفع عن الناس الحرَج، ويفتح لهم من المضايق أبواب اليسر والسَّعة، فمَن كان يعاف الأكل منفردًا كما كان الحال قبل الإسلام فليس عليه حرج أن يأكل بعده وحده؛ إذ ليست كل الأوقات صالحةً للاجتماع. المؤمنون كنفس واحدة، لِما بينهم من قرابة الإيمان التي تجمعهم كأنهم بها جسد واحد. هذا السلام الذي تُلقيه على أخيك المسلم هو من عند الله تعالى، علَّمه رسولَه ﷺ بالوحي، فبلَّغه رسولُ الله أمَّته، فكم فيه من البركات والحسنات! معرفةُ أحكامِ الله تعالى الشرعيةِ على وجهها يَزيد في العقل؛ لكون معانيها أجلَّ المعاني، وآدابِها أجلَّ الآداب، ومَن استعمل عقله للفهم عن ربِّه زاده فهمًا وعقلًا. |
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النور: 62]
إذا تحقَّق الإيمان بالله ورسوله في قلب عبدٍ لم تنطلق جوارحه في مخالفة هَدي رسول الله، فإن تلك المخالفة ليست من إذنه ولا رضاه. الالتزام بطاعة رسول الله ﷺ يعلِّم الأمَّةَ النظامَ والاجتماع، ويُبعد عنها الفوضوية والتفرُّق. ينبغي أن يكونَ الناس مع أئمَّتهم ومُقدَّميهم في الدين والعلم؛ يظاهرونهم في الحقِّ ولا يَخذُلونهم في نازلة من النوازل، ولا يتفرَّقون عنهم، حتى لا يقعوا في فوضى. إنما ينتفع بآيات الله مَن سلَّم نفسه لصاحب الشريعة ﷺ، فهو لا يُحجم ولا يُقدِم دون إشارته ومعرفة موافقة أمره. من حقِّ النبيِّ الكريم لُزومُه في المُهمَّات، وأيُّ استئذان منه عندها فهو مرتهَن بمشيئته ﷺ، ومستدعٍ لاستغفاره، فكيف بالذهاب دون إذن؟ انظر إلى رحمة الله بالمؤمنين كيف وسَّع لهم بالاستئذان من رسوله عند حصول عذر لهم في حال نازلة من النوازل التي تتطلب اجتماعَهم، وتفضَّل عليهم بأمر رسوله بالاستغفار لهم. |
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴾ [الفرقان: 63]
السَّكينةَ السَّكينةَ في عباداتكم، فإن العبد مأمورٌ بالسكينة والوَقار في الأفعال العادية التي هي من جنس الحركة، فكيف الأفعال العبادية؟ ثم كيف بما هو فيها من جنس السكون كالركوع والسجود؟ لا يَسلَم أهلُ العلم والفضل والدين والصلاح من الجاهلين الذين لا ينفكُّون يخاطبونهم بالسوء ويرمونهم بالأذى. جواب المؤمنين بالسلام ليس عن ضعف ولا عجز، ولكن عن ترفُّع وتعزُّز طلبًا للأجر، وصيانةً للوقت والجهد أن يُنفقا فيما لا يليق أن يفعله الرجل الكريم المشغول بالخيرات عن الترَّهات. |
﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ﴾ [فصلت: 34]
مقابلة الإساءة بالإحسان سماحةٌ لا يَبذُلها إلا مَن عرَف ثواب الحسنة وأدرك فضلها، وأن لها أثرًا عميقًا في نفس العدوِّ، يَكبَح جِماحه، ويَسُلُّ الضغينة من قلبه، بل يَقلِبها مودَّة وأُلفة، فنسألك يا الله أن تَهدِيَنا للتي هي أحسنُ في أمورنا كلِّها. |
﴿وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ﴾ [فصلت: 35]
مَن التزم العفوَ وآثر السَّماحة أثبت اسمَه في ديوان الصابرين، ونال شرف الحُظوة والاجتباء من ربِّ العالمين. |
﴿قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ ﴾ [الطور: 26]
مَن خاف اللهَ في الدنيا أمَّنه في الآخرة، ورضَّاه وأسعده. يا لها من ساعات يسترجعُ فيها أهلُ الجنَّة ذكرياتِهم الغابرة؛ عن حياة قضَوها في طاعة الله وابتغاء رضاه؛ فليصنَع كلٌّ منَّا ما يكون له في الآخرة ذكرياتٍ حسنةً مُبهجة. |
﴿فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ ﴾ [الطور: 27]
مَن خاف اللهَ في الدنيا أمَّنه في الآخرة، ورضَّاه وأسعده. يا لها من ساعات يسترجعُ فيها أهلُ الجنَّة ذكرياتِهم الغابرة؛ عن حياة قضَوها في طاعة الله وابتغاء رضاه؛ فليصنَع كلٌّ منَّا ما يكون له في الآخرة ذكرياتٍ حسنةً مُبهجة. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴾ [المجادلة: 11]
المؤمنون هَينُون لَينُون أذلَّةٌ على إخوانهم، ويحبُّون لهم ما يحبُّون لأنفسهم، فهم يُبادرون إلى الإفساح لهم في المجلس؛ تواضعًا وبِرًّا. إن الغرضَ من طلب الاستجابة لأمر التفسُّح هو إيجادُ الفُسحة في النفس والخلُق قبل الفُسحة في المكان؛ فمتى رَحُبَ القلبُ اتَّسع لإخوانه وتواضع لهم. الجزاء من جنس الفعل، فمَن رغب في الجزاء الحسَن، فعليه بالفعل الحسَن، وكلُّ مَن وسَّع على عباد الله في باب من أبواب الخير، وسَّع الله عليه من خيرات الدنيا والآخرة. رُبَّ عمل صغير أورثَ الأجرَ الكبير، فافسَح لإخوانك عن تواضُع وطِيب خاطر؛ يَفسَح الله لك فيما تحبُّ أن يُفسحَ لك فيه. لا يظننَّ أحدُكم أنَّ لين جانبه واستجابتَه لرغبة صاحب المجلس بالإفساح للآخَرين يَنقُص من قَدره، بل هو رفعةٌ له في الدنيا والآخرة. إذا جمعَ الإنسانُ إلى الإيمان العلمَ النافع والعملَ الصالح، فقد حاز الخيرَ كلَّه؛ شرفًا في الدنيا ورفعةً في الآخرة. لا رفعةَ ولا تصدُّرَ إلا بالإيمان والعلم، وكلُّ رفعة وتصدُّر في غير هذا فوهَمٌ وزَيف! ثمرةُ العلم وزينتُه في التأدُّب بآدابه والعمل بمقتضاه. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما خصَّ الله العلماء في شيء من القرآن ما خصَّهم في هذه الآية، فضَّل الله الذين آمنوا وأوتوا العلمَ على الذين آمنوا ولم يُؤتَوا العلم). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
سنن ربانية السرقة اسم الله السلام التحلي بالحكمة رب العِزّة أموال السفهاء الذنوب سبب في ظهور الفساد حمل الأمانة صدر الانسان لغة الحيوان
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب