قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الزواج في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102]
بئس مَن استبدل بكتاب الله تعالى كتبَ السِّحر والشَّعوذة! وإنَّ مَن أعرض عن الحقِّ اشتغل بالباطل. لا تُعين الشياطينُ إلا الأشرارَ الذين على شاكلتهم؛ قولًا وفعلًا واعتقادًا، فاحذر أن تحسنَ الظنَّ بساحر، واستعن بالله وحدَه. كثيرًا ما يروِّج أهل الضلالة والفساد باطلَهم بنسبته إلى بعض الصالحين وهم منه بَراء، فلا تغترَّ بقولهم فإن الحقَّ أبلج، وضياء الشمس لا يُحجَب بغِربال! المَفتونُ لا ينتفع بموعظةٍ ولا نصيحة، فتراه مسارعًا إلى الموبِقات، مبادرًا إلى المنكرات، غيرَ عابئٍ بتحذيرٍ ولا نكير. دَيدَنُ أهل الباطل في كلِّ زمان ومكان السعيُ إلى نقض الروابط الأسريَّة والاجتماعيَّة، فما أحرانا أن نشدَّها ونُحكِمَها وننبِذَ ما يُخلُّ بها أو ينقضُها! إذا علمتَ أن السِّحر لا يضرُّ إلا بإذن الله، كما أخبر الله، أفلا تستعصِم بشرع الله، لتُحفظَ بإذن الله؟! لا صلةَ للسِّحر بانتظام المعاش ولا المعاد، فأنَّى يكون فيه خيرٌ أو نفع؟! إنه تحذيرٌ بليغ من تعاطيه، ولو لفكِّ سحرٍ آخر؛ فإن الداء لا يكون هو الدواء. لا يُقدم على السِّحر مَن له أدنى علم، بل إن الجهل خيرٌ من العلم الذي يجرِّئ على تعاطي السِّحر. |
﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187]
يا لهذا الدِّين العظيم الذي يضبِط حركةَ الإنسان وتصرُّفاته في شؤونه كلِّها، لتسيرَ حياته وَفقَ شريعة الله، وتحقِّقَ الغايةَ التي من أجلها خُلِق! ليس هناك ما هو أقربُ إلى المرء من لباسه، وكذلك القربُ بين الزوجين. وإذا كان اللباسُ للإنسان سِترًا، فكذلك ينبغي أن يكونَ الزواج؛ إغناءً عن الحرام، ورعايةً وصَونًا. هي النفوس تُراود أصحابها على الخيانة، وهو الله الكريمُ الرحيم يتوبُ ويعفو. فما أظلمَ ابنَ آدم، وما أحلمَ الله! من تخفيفه سبحانه على عباده أن جعل ما كان محظورًا عليهم، سببًا لوصول الخير إليهم، فمَن قصد بالنكاح تحصينَ نفسِه وزوجه، وتكثيرَ ذريَّته، كتب له به الأجر. وسَّع الله الحلالَ وضيَّق الحرام، كرمًا منه تعالى وفضلًا، ومن جملة كرمه سبحانه إثابتُه مَن امتثل الرُّخصةَ وأتى المباح، فله الحمدُ على ما يسَّره وشرَعه. يتحقَّق في الاعتكاف التجرُّد الكامل الذي تنقطع فيه النفسُ عن مُتَع الدنيا، ويَخلُص فيه القلب من شواغل الحياة. كفَلَت الشريعة الحرِّية للخَلق، لكنَّها رسمَت حدودَها؛ فبيَّنت حقَّ الله وحقَّ الناس، وإن حرِّيةَ الإنسان تنتهي حيث تبدأ حدودُ الله. الغاية من الصوم الارتقاءُ بالنفس إلى منزلة المتَّقين، ومن هنا خُتمَت أوَّل آيات الصيام وآخرها بذكر التقوى. |
﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [البقرة: 197]
ما الحجُّ إلا أشهرٌ قليلة، وأيَّامٌ معدودة معلومة، فهل يُعجزك أيها المسلمُ أن تلتزمَ فيها بما أمرك الله، وتنتهيَ عمَّا نهاك؟! إنما كانت مراعاةُ الآداب في الحجِّ لتعظيم شأن الحرَم والمناسك، وكذلك ينبغي أن نكونَ في الأزمنة الشريفة والمشاهد الفاضلة على أكمل الآداب. حسبُ المؤمن دافعًا له إلى فعل الخير استحضارُه أن الله مطَّلعٌ عليه، عالمٌ بما يفعله، فهذا وحدَه جزاءٌ قبل يوم الجزاء. لا بدَّ للمسافر من زاد؛ أمَّا سفر الدنيا فزادُه الطعام والشراب والمركب؛ لتلبية رغَبات النفس وحاجاتها، وأمَّا سفر الآخرة فزادُه تقوى الله؛ لتوصلَك إلى النعيم المقيم. اتَّقوا العذاب، يا أولي الألباب؛ فإن أكمل الناس لُبًّا أكملهم تقوى، ومَن لم يتَّقِ الله فهو كمَن لا لُبَّ له. |
﴿وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 221]
قد تفوق المشركةُ الأَمةَ المؤمنةَ في الجمال والنسَب، وفي المال والحسَب، ولكنَّها هيهاتَ أن تَرقى إليها في ميزان الحقِّ والشرع، فاظفَر بذات الدِّين تَرِبَت يداك. إن المؤمن يرى بعين البصيرة قبل العين الباصرة، فيقدِّم الحقائقَ الجوهريَّة على المشاهد الحسيَّة، فلا تُغريه المباهج إن كانت مُعوَجَّةَ المناهج، ولا يستهويه المنظر إن كان سيِّئَ المخبَر. آراؤك الشخصيَّة مهما بلغ شأنها في نفسك، وعَمُق أثرُها في حياتك، فلا يجوز بحالٍ أن تكونَ بمنأًى عن دين الله تعالى وشرعه. ما أبعدَ البونَ بين مَن يدعو إلى لذَّةٍ عاجلة زائلة، ومَن يدعو إلى نعيم الآخرة! فلنستجب لداعي الله، ولنحرِص على صحبة أهل الإيمان، ولنحذر داعيَ الكفر والعصيان. من تمام بيان آيات الله ذكرُ ما اشتملت عليه من الأحكام والحِكَم، فذلك أدعى للإيمان بها، واعتقاد فضلها، والعمل بما فيها. |
﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]
هذَّب الإسلام كلَّ شؤوننا، حتى الشهوةُ المباحة وجَّهها إلى المحلِّ الطاهر وصرفها عن موضع القذَر، وأمرنا بالتقوى في أخصِّ الأحوال، فلنعَضَّ على ديننا بالنواجذ. كلُّ خيرٍ تقدِّمه؛ من ولدٍ صالح أو علمٍ نافع أو صدقةٍ جارية، فإنما تقدِّمه لنفسك ليوم الملاقاة العظيم. عوِّد نفسك أن تكون مبشِّرًا بالجزاء الحسن لمَن أحسن؛ لتبعثَ الهمَّة فيمَن حولك، وتثبِّتَهم على الحقِّ، وترغِّبَهم في الآخرة. |
﴿وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحٗاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]
لم يؤمن بالله حقَّ الإيمان مَن خان ما اؤتُمن عليه، ومن أبشع الخيانة كتمانُ النساء ما في أرحامهنَّ، ولكن أنَّى لهنَّ الإفلاتُ من الحساب، والنجاةُ من العقاب؟! لا بدَّ للزوجين من وقتٍ كافٍ يختبران فيه عواطفَهما بعد الطلاق، فإذا ذهب ما في قلبَيهما من أسباب الشِّقاق، استَصغرا دوافعَ الفِراق، وحنَّا إلى عهد الوئام والوِفاق. قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (إني لأحبُّ أن أتزيَّنَ للمرأة كما أحبُّ أن تتزيَّنَ لي؛ لأن الله يقول: ﴿ولهنَّ مِثلُ الذي عليهِنَّ بالمَعرُوف﴾ . وما أحبُّ أن أستوفيَ جميع حقِّي عليها؛ لأن الله يقول: ﴿وللرِّجال عليهِنَّ درَجة﴾ ). إنما هي درجةٌ واحدة لا درَجات، فحاذر أيها الرجلُ أن تستبدَّ وتظلم، واعلم أن خير الناس خيرُهم لأهلهم، والظلم ظلماتٌ يوم القيامة. ألا فلتستشعر القلوبُ المؤمنة جلالَ هذين الاسمين العظيمين (العزيز والحكيم)، عساها تستقيم على الحقِّ وإقامة ميزان العدل، من غير زَيغٍ ولا انحراف. |
﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 235]
أعظِم بها من تربيةٍ على استعمال الألفاظ في موضعها الصحيح؛ ففي حالٍ يُباح لك التلميح، ولا يُباح لك التصريح! فأحسِن اختيارَ كلماتك. يا له من تشريع ربَّانيٍّ للرجال الراغبين في المتوفَّى عنها زوجُها في العِدَّة؛ يقوم على أدب النفس، وأدب الاجتماع، ورعاية المشاعر، مع مراعاة الحاجات والمصالح! إن الإسلام لا يَحطِمُ الميولَ الفِطريَّة وإنما يضبِطها، ولا يكبِتُ النوازعَ البشريَّة وإنما يهذِّبها؛ صَونًا للأعراض، وحمايةً للمجتمع، ودَرءًا لكلِّ ما يخالف نظافة الشعور، وطهارة الضمير. يقين المؤمن باطِّلاع الله على ما يَجول في نفسِه، وما يَحوك في صدره، من أعظم العون له على امتثال أمره، ومن هنا كان الاقترانُ بين التشريع وخشية الله العليم بالسرائر. لولا مغفرةُ الله وحِلمُه لأصابنا من العَنَت ما أصابنا؛ فإنه سبحانه عليمٌ بأعمالنا وما تكنُّه صدورُنا، فإن زلَلنا أو عثَرنا فلنبادر إلى استغفاره، فإنه الغفورُ الحليم. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا ﴾ [النساء: 1]
إنه لا أحقَّ بالاتِّقاء من الله المكرِم، الخالق المنعِم، الذي جعل من خَلقه للعباد آيةً دالَّةً على قدرته، وناطقةً بعظمته. خلق الله الناسَ من نفسٍ واحدة؛ ليعطِفَ بعضُهم على بعض، ويَرفُقَ بعضُهم ببعض، مهما تفرَّقوا في الأقطار، ونأت بهم الدِّيار. عَلاقة الزوجيَّة من أوثق العَلاقات، وبين الزوجين نسَبٌ واتِّصال ما أشدَّه! أوَ ليست حوَّاء خُلقت من ضِلَع آدم؟ والفرع يحنُّ إلى أصله، والأصلُ يحنو على فَرْعه. قبيحٌ بالمرء أن يُظهرَ التعظيم لله تعالى حتى يحصِّلَ مرادَه، فإذا أمره ونهاه كان غافلًا عن مراد الله منه، تلك عبادةُ تجَّار، لا عبادةُ أبرار. قرَنَ الله بين شريفِ حقِّه، وحقوقِ أرحامِ عباده وأقربيهم، فمَن ذا الذي يستهين بحقٍّ قرنَه الله بحقِّه، ويغفُل عن أمرٍ عظَّمه الله بجعله مع أمره؟ إن الرقيب عليك هو الله تعالى، الخالق الذي يعلم مَن خلق، العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية، لا في ظواهر الأفعال ولا خفايا القلوب. |
﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ ﴾ [النساء: 3]
ما أكثرَ أبوابَ الحلال التي يفتحها الله للإنسان حين يُغلِق على نفسه أبوابَ الحرام! غير أن النفوس تتفاوتُ في اليقين بهذه الحقيقة. مَن قصَّر في أداء واجبه، فكيف يطلب التوسُّعَ في المباح؟! إقامة العدل في مناحي الحياة المختلفة هو عمادُ المنهج الإسلاميِّ، وهدفٌ رئيسٌ من أهدافه؛ لتحقيق النجاة والسلامة في العاجل والآجل. |
﴿وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحۡلَةٗۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓـٔٗا مَّرِيٓـٔٗا ﴾ [النساء: 4]
مهرُ الزوجة حقٌّ يؤدَّى إليها برضًا وطيب خاطر، فالكريم من الأزواج مَن أعطاه بسخاوةِ نفسٍ، من غير مَنٍّ ولا تحيُّل في الوفاء به. حين تكون العطيَّة عن طيب نفسٍ يهنأُ بها القلب، وينشرح لها الصدر، أمَّا ما يُتكلَّف تكلُّفًا فإن النفس تغَصُّ به، وتتكدَّر منه. |
﴿وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النساء: 25]
لا يُغفل الإسلامُ فطرةَ الإنسان ولا طاقتَه، ولا واقعَه ولا حاجاتِه، بل يلبِّي الصالحَ منها؛ ليسموَ به إلى معارج الطُّهر وآفاق النقاء. يتشوَّف الإسلامُ إلى الحرية، ويدعو إلى نكاح الحرائر، ولا يرخِّص في زواج الإماء إلا عند مَسيس الحاجة؛ لئلَّا يسريَ في الذرِّية الرِّقُّ الذي يسعى إلى إنهائه. أزاحَ الإسلامُ عن الأَمَة المؤمنة أحكامَ الجاهليَّة التي كانت تغُضُّ من شأن الإماء، وتجعلهنَّ للمتعة فحسب، فرفعها بإيمانها عن أن تكونَ أداةً يُستمتَع بها ثم يُستغنى عنها. سمَّاهنَّ ﴿المؤمنات﴾ لأن الأحكام تجري على الظواهر، ثم قال: ﴿واللهُ أعلمُ بإيمانِكِم﴾ لأن البواطنَ إلى الله. الآصِرةُ الإنسانيَّة والإيمانيَّة هما محورُ الارتباط في العَلاقات الإنسانيَّة التي تقوم بين الأحرار والرقيق في المجتمع المسلم. الزواج في الإسلام تكريمٌ للمرأة، حيث تخرُج المرأة المؤمنةُ إلى بيت زوجها بإذن أهلها موفورةَ الاحترام، وتُعطى من المال ما يُرضيها على وجه الحقِّ والإكرام. شتَّان بين الدُّرِّ الثمين والمتاع المَهين؛ فالعفيفة تمنع نفسَها وتصون عِرضَها، فيُبذَل لأجلها الغالي والنفيس، وتُرخِصُ البَغِيُّ نفسَها فتُشترى بالبخس والخسيس. ما تفعلُه الحرَّة بنفسها وقومها إذا ارتكبَت جُرمًا هو فوقَ ما تفعله الأَمَة، والمقاماتُ تُراعى في العقوبات. |
﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 27]
شرفٌ للمرء أن يكونَ تابعًا للحقِّ منقادًا له، أمَّا أن تقودَه الشهوات فيكون تابعًا لها، فتلك هي ذِلَّة التابع الجهول للمتبوع المُهلِك. لا يَقنَع أصحابُ الشهوات أن تميلَ إليهم أدنى المَيل، بل يريدون منك المَيلَ كلَّه، فاحذر أن تضعَ قدمك في أوَّل ذلك الطريق. |
﴿ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِيٓ أَخۡدَانٖۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [المائدة: 5]
أباح الله نكاحَ الكتابيَّات العفيفات الملتزمات بدينهن؛ لأن لهنَّ رادعًا من دينٍ له أصلٌ صحيح يعصِمُ من الفواحش، وهذا من التيسير للمسلم. ما طاب كلُّه خيرٌ ممَّا طاب بعضُه؛ فالمُحصَنة المؤمنة في النكاح أفضلُ من الكتابيَّة العفيفة؛ لجمعها بين العِفَّة والإيمان. في إباحة نساءِ أهل الكتاب وحِلِّ ذبائحهم مصلحةٌ دنيوية للمؤمنين، لكنَّها لا تغيِّر مصيرَ أهل الكتاب في الآخرة. |
﴿۞ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 189]
تذكير الإنسان بأصل خَلقه وأوَّل أمره، سبيلٌ إلى امتثاله أمرَ ربِّه، وقد خلقَه ليكونَ له عبدًا شكورًا، لا نِدًّا أو كفورًا. النفس واحدةٌ في أصلها ومَنشئها، وإن اختلفت في تكوينها ووظيفتها بين الذكر والأنثى، وقد كان هذا الاختلافُ المحمود ليسكنَ الزوجُ إلى زوجه، ويستريحَ إليه ويُكمِّلَه. باستقرار الحياة الزوجيَّة يؤهَّل الجيلُ الناشئ للقيام بواجب العبودية، واستمرار الحياة، وحمل تراث التمدُّن البشريِّ والإضافة إليه. متى اختلَّت الطُّمَأنينةُ في الحياة الزوجيَّة، وغدت حياةً قلِقة، فإن الخلل قد بلغ مبلغًا يقتضي إعادةَ النظر فيها، والحرص على إصلاحها. الزوجة الصالحة تُضفي على البيت المسلم الراحةَ والسَّكينةَ والأمان. العَلاقة الزوجيَّةُ عَلاقةٌ يجب أن تُبنى على السَّتر؛ فلذلك علَّمنا القرآنُ الأدبَ في انتقاء الألفاظ الأنيقة للحديثِ عنها. عند الطمع في الخير تستيقظ الفِطرة فتتوجَّهُ إلى الله وحدَه، مقرَّةً له بالربوبيَّة، وطامعةً في فضلِه وكرمه؛ لإحساسها العميق بمصدر القوَّة والإفضال الوحيد في هذا الوجود. الولد الصالح في خَلقه وخُلُقه نعمةٌ عظيمة، ومنحةٌ كريمة، تستوجب شكرَ الله عليها. |
﴿فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [الأعراف: 190]
الشيطان لا يستطيع أن يصرفَ نعمةَ الله على عبده، ولكنَّه قد يصرفُه عن شكرها، والموفَّقُ من إذا رُزِق نعمةً شكرها. |
﴿ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [النور: 3]
لمَّا كانت الكفاءة في الدين معتبَرة، لم يَجُز فيه أن يزوَّجَ الفاجر من العفيفة، والمشرك من المسلمة. الزاني والمشرك يجمعهما الاستخفافُ بحدود الله تعالى، والانطلاقُ مع شهوات النفوس ومراداتها، فما أحرى المؤمنَ بالبعد عنهما، والتنزُّه عن أفعالهما! |
﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [النور: 26]
جرى ميزان العدل على أن كل خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للخبيث وموافق له، وكل طيِّب من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للطيب وموافق له. ما يصيب المؤمنَ من قالة سوء هو منها بَراء، فليصبر عليها، فما وراءها إلا تكفيرٌ لذنوبه، ورفعة لمنزلته، ورزق حسن له في جنات النعيم. |
﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 32]
الزواج هو الطريق الطبيعيُّ لمواجهة الميول الجنسيَّة الفِطرية، وهو الغاية النظيفة لها، فيجب أن تزولَ العقَبات من طريقه لتجريَ الحياة على طبيعتها. عن أبي بكر رضي الله عنه قال: (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنجِز لكم ما وعدَكم من الغنى). الله سبحانه هو الغنيُّ الذي لا يَنقُص ملكه، ولا تنفَد خزائنه، مهما بلغ إنفاقه على خلقه، وهو العليم الذي يبسط الرزق لمَن يشاء ويَقدِر، حسبما تقتضيه حكمته. |
﴿وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النور: 33]
أبشروا معاشرَ المستعفين وأمِّلوا خيرًا؛ فقد وعد الله تعالى بالتفضل عليكم، فأنتم من أولى الناس بفضله؛ لحرصكم على العفة والصيانة. حين تأمر الشريعة السادةَ بالاستجابة لطلب عبيدهم في المكاتبة، وتحقيق حاجتهم في الزواج؛ فإنما تُعين الأمَة على الحرية، وتربِّيها على العفَّة. المال مالُ الله تعالى، وهو الذي ييسِّر للعباد أسبابه، فمَن تصدَّق منه فقد شكر معطيَه، ومَن منعه فقد جحد نعمتَه، والجحود من أسباب الحرمان، وأولى الناس بمالك مَن تحت يدك. يريد الإسلام للبيئة المؤمنة الطهارةَ من كلِّ رجس، وإغلاقَ كلِّ باب للمتعة المحرَّمة؛ حتى يبحثَ الناس عن الطريق الواحد النظيف. من رحمة الله تعالى بعباده أنه لا يؤاخذهم بأفعالهم القائمة على الإكراه المُلجِئ الذي يخلو من الاختيار والرضا. |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]
المرأة هي السكن الآمن الرحيب لزوجها وأسرتها، وهذا مقصِدٌ سامٍ من مقاصد العَلاقة بين الزوجين في الإسلام، وهدفٌ نبيل لبناء الأسَر عند الأنام. ليس لفاجرٍ وبغيٍّ كرامةُ المودة والرحمة التي يُنعم الله بها على الزوج والزوجة اللذين أقاما العلاقة بينهما وَفْق شرع الله تعالى. متى ما اضطربت بين الزوجين أعمدة المودة والرحمة، فاعلم أن ما في البيت من سكن بدأ يتداعى، وقد يؤول إلى الانهيار. تفكَّر في حكمة الله سبحانه في خلقه كلا الجنسين موافقًا للآخر، ملبِّيًا لحاجته الفِطرية، من نفسيَّة وجسديَّة، بحيثُ يجد كل شريك مع شريكه الراحة والطُّمَأنينة والاستقرار. |
﴿وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا ﴾ [الأحزاب: 37]
تحرر الإنسان من رِبقة الذل لغير الله، وإطلاق أفعاله لتكون تحت مشيئته لا مشيئة سواه؛ نعمةٌ عظيمة ومِنَّة جسيمة. قالت عائشةُ رضي الله عنها: (لو كتمَ النبيُّ ﷺ شيئًا ممَّا أوحي إليه لكتم هذه الآية: ﴿وَتُخفِي فِي نَفسِكَ ما الله مُبدِيهِ﴾ ). لا ينبغي لامرئ أن يخشى الناسَ في فعل ما شرَعه الله تعالى له من الحلال، أو يتحرَّج منه. قد يُذهب الله تعالى عن مؤمنٍ شرفًا كان يسمو به، فيبدله شرفًا أسمى منه وأرقى، فزَيدٌ لمَّا ذهب عنه شرف (زيد ابن محمد) أبدله الله بشرف ذكر اسمه في القرآن الكريم. التعليم الفعليُّ أبلغ من القوليِّ، فإن اجتمعا فكمال، وها هو ذا رسولُ الله أبطل التبنِّي بقوله وبفعله. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَٰتٖ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ لَا هُنَّ حِلّٞ لَّهُمۡ وَلَا هُمۡ يَحِلُّونَ لَهُنَّۖ وَءَاتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّۚ وَلَا تُمۡسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلۡكَوَافِرِ وَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقۡتُمۡ وَلۡيَسۡـَٔلُواْ مَآ أَنفَقُواْۚ ذَٰلِكُمۡ حُكۡمُ ٱللَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡۖ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [الممتحنة: 10]
إنما يُحكم على الناس بظاهر ما يكونُ منهم، والله وحدَه يتولَّى السرائر. إيَّاك وسوءَ الظنِّ بعباد الله، فإنك لن تكشفَ عمَّا في قلوبهم وصدورهم، وحسبُك منهم ظاهرُ قولهم وفعلهم. الخير كلُّ الخير في التسليم لحُكم الله تعالى والرضا بشريعته، فإن الله سبحانه عليمٌ بما يُصلح عباده، حكيمٌ في جميع أقواله وأفعاله. |
﴿وَإِن فَاتَكُمۡ شَيۡءٞ مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ إِلَى ٱلۡكُفَّارِ فَعَاقَبۡتُمۡ فَـَٔاتُواْ ٱلَّذِينَ ذَهَبَتۡ أَزۡوَٰجُهُم مِّثۡلَ مَآ أَنفَقُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ﴾ [الممتحنة: 11]
الإيمان الصحيحُ يبعث على التقوى ومخافة الله، وممَّا يزداد به الإيمانُ كثرةُ التفكُّر في آلاء الله، وتدبُّر آياته. كلُّ امرئ يعمل على شاكلته؛ أمَّا الكفَّار فدأبُهم ظلمُ المسلمين وقهر المتَّقين، وأمَّا المسلمون فيعدِلون ويُنصفون، وذلك مقتضى الإيمان والتقوى. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَلَا يَسۡرِقۡنَ وَلَا يَزۡنِينَ وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ وَلَا يَأۡتِينَ بِبُهۡتَٰنٖ يَفۡتَرِينَهُۥ بَيۡنَ أَيۡدِيهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا يَعۡصِينَكَ فِي مَعۡرُوفٖ فَبَايِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الممتحنة: 12]
كلُّ مسلم رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمَّد ﷺ نبيًّا ورسولًا، في عُنقه بيعةٌ على السَّمع والطاعة، فإيَّاكم ونقضَ بيعتكم. الطاعة الواجبةُ إنما تكون في المشروع والمعروف، ولا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق. من رحمة الله بعباده أنَّ بنود البيعة اشتملت على المقوِّمات الكُبرى للعقيدة والحياة، بما يُصلح حالَ العبد والمجتمع والأمَّة. قوَّة التشريع مستمدَّةٌ من قوَّة الشريعة القائمة على المعروف؛ لأنها حُكم الله الحكيم الخبير، لا من إرادة الحاكم ولا الأمَّة ولا ذي رأي فَطير. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الوأد البعث الجن قوم موسى صفات الملائكة اسم الله القدير مكاتبة المملوك يأجوج ومأجوج السماحة والسلام الحق
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب